تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: (تعويض).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:09 م]ـ

الإخوة المشايخ الفضلاء /

تأملت في حالي وحال المقصرين أمثالي ... فوجدت أن البعض يعزم على أمر، ويحرص على فعله، ويعاهد نفسه على عمله وتطبيقه ...

إلا أنه بعد أيام ... وحين يرجع العبد بنظره وفكره ... ويتأمل في سابقه ... يجد أنه قد فرّط فيما عزم وحرص وعاهد نفسه على فعله ... فيصيبه الفتور، ويغشاه الإحباط.

فبدا لي قاعدة يسيرة في هذا الباب ... أحسب أنها تشحذ الهمم، وتقوي العزائم ... بإذن الله.

وأسميت هذه القاعدة:

قاعدة (تعويض).

أو

قاعدة: (عَوِّض).

وبيان هذه القاعدة:

أن العبد إذا عزم على فعل أمر ... وقصر في إتمامه، أو فرط في بنيانه ... فليحدد له وقتا مضاعفا، وجهدا أكبر ... لإعادة ما كان عليه، وإتمام ماقصر فيه.

ومثاله:

إذا أُعطي العامل أسبوعا واحدا لإكمال عمل محدد ... ففرط في يومي السبت والأحد - مثلا - ... فعليه أن يضاعف جهده ووقته في الأيام الباقية ... ليتم إنهاء العمل في الوقت لمحدد.

والمقصود من هذه القاعدة ... استغلال الأيام القامة ... لسد قصور الأيام الماضية.

ومن أمثلة ذلك:

- أن تحدد لك وردا يوميا من القرآن ... فتفرط في قراءته، وتغفل عن تمامه ... فقل لنفسك: يا نفس: لن ينفع إلا الحزم ... والآن: (تعويض) ... ثم أغلق على نفسك غرفتك أو مكتبتك ... واقرأ ماحددته ... وزيادة.

- أن تفرّط في حزبك المقرر لحفظ كتاب الله ... فيتراكم عليك المطلوب ... وتتعاجز عن أن تتابع ... فقل لنفسك: (تعويض) ... ثم اتفق مع نفسك أن لا تخرج من هذا المكان حتى تنهي المراد ... وتحفظ الحزب المطلوب ... حتى لو أخذ منك أوقات أعمال أخرى ... وهذا يسهم - بإذن الله - على أن لايفرط العبد في حزبه مستقبلا.

- أن تفوتك صلاة مع الجماعة ... أو تفوتك ركعة واحدة أو أكثر ... مع الجماعة ... فقل لنفسك - مؤدبا ومربيا -: (تعويض) ... ثم اذهب إلى الصلاة التي تليها قبل دخول المؤذن ... أو أن تجلس بعد الصلاة - التي تأخرت عنها - وقتا مناسبا أنت تراه. (كأن يكون قدر الوقت الذي بين الأذان والإقامة تربية للنفس (الوقت مثال فقط).

- أن تتأخر في الذهاب إلى صلاة الجمعة ويتكرر منك ذلك ... فتقول لنفسك - معاتبا -: (تعويض) ... فإذا كانت الجمعة التي تليها ... ذهبت مبكرا ... وقربت من الإمام ... وقرأت ما تيسر من كتاب الله ... لنعرف جميعا أننا فرطنا فيما أنعم الله به علينا.

- أن تحدد لك كتابا تقرؤه ... فتقصّر، وتفرط، وتتعاجز في إتمامه ... فتقول لنفسك - مؤدبا -: (تعويض) ... ثم تغلق على نفسك مكتبتك ... وتعزم على أن لاتخرج حتى تنهي الكتاب ... أو تنهي الجزء المحدد.

- أن يكون لديك عملا متراكما ... يلزم منك تنفيذه ... فتأخرت ... فقل لنفسك: (تعويض) ... ثم تذهب إلى عملك قبل الوقت المحدد بساعة أو أكثر ... أو أن تجلس في عملك بعد الوقت بساعة أو أكثر ... حتى تنهي ما تراكم ... وتنجز مافرطت في متابعته.

- أن تقصر مع أولادك ... والجلوس معهم، أو الخروج بهم، أو مؤانستهم ... بسبب أعمال مهمة ... أو أعمال - ترى أنت أنها مهمة - ... فتقول لنفسك: (تعويض) ... ثم تأخذهم معك في نزهة برية أو مكان مناسب يفرحون به ... لتعوضَ بعدك عنهم ... وانشغالك عن الجلوس معهم.

الشاهد:

نحن في رمضان ... ومضى منه ماتعرفون ... فلعلنا نخاطب أنفسنا ونعاتبها على تفريطها ... ونقول لها من اليوم: يا نفس ... (تعوييييض:)).

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:35 م]ـ

قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:

وقوله تعالى " لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " أي جعلهما يتعاقبان توقيتا لعبادة عباده له عز وجل فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل وقد جاء في الحديث الصحيح " إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ".

وقال أبو داود الطيالسي حدثنا أبو حمزة عن الحسن أن عمر بن الخطاب أطال صلاة الضحى فقيل له صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال: إنه بقي علي من وردي شيء فأحببت أن أتمه أو قال أقضيه وتلا هذه الآية: " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ".

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية يقول: (من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار أو من النهار أدركه بالليل)، وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحسن.

ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:38 م]ـ

بارك الله لك فى وقتك وجهدك ونفع بك

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:50 م]ـ

قال الشيخ العلامة / عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} أي: يذهب أحدهما فيخلفه الآخر، هكذا أبدا لا يجتمعان ولا يرتفعان.

{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} أي: لمن أراد أن يتذكر بهما ويعتبر، ويستدل بهما على كثير من المطالب الإلهية، ويشكر الله على ذلك، ولمن أراد أن يذكر الله ويشكره وله ورد من الليل أو النهار، فمن فاته ورده من أحدهما أدركه في الآخر.

وأيضا فإن القلوب تتقلب وتنتقل في ساعات الليل والنهار؛ فيحدث لها النشاط والكسل، والذكر والغفلة، والقبض والبسط، والإقبال والإعراض، فجعل الله الليل والنهار يتوالى على العباد ويتكرران ليحدث لهم الذكر والنشاط والشكر لله في وقت آخر.

ولأن أوراد العبادات تتكرر بتكرر الليل والنهار، فكلما تكررت الأوقات أحدث للعبد همة غير همته التي كسلت عنه في الوقت المتقدم؛ فزاد في تذكرها وشكرها، فوظائف الطاعات بمنزلة سقي الإيمان الذي يمده فلولا ذلك لذوى غرس الإيمان ويبس.

فلله أتم حمد وأكمله على ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير