تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"البحث عن القطعية في الأخبار الفلكية " ذهب الحمار بأمِّ عمروٍ ... !

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:20 م]ـ

في السنوات الماضية نيلَ من علمائنا نيلاً -حسبك به تشنيعًا وتهويلاً - بسبب رفضهم للحسابات الفلكية في ثبوت رؤية الهلال.

لدرجة أنَّ بعض طلبة العلم تأثر بهذه الحملات.

وبعضهم - ممن يخرج عبر القنوات - مالَ إلى هذه الحملات = بسبب أن نصف كلامه الذي يقال في القناة يبنيه على ردة فعل الجمهور.

وهذه الحملات مختلفة التوجهات والقادة.

فبعضها يقودها طلبة علم يحاولون الجمع بين العلم الفلكي (الحديث) وبين الأدلة الشرعية، وتوجههم عن حسن نية كي يصلوا بالأمر إلى وفاق شرعي في البلاد الإسلامية.

وبعض قادة الحملات سلك مسلكًا غريبًا مريبًا ممن هم يُحسبون على العلم الشرعي، فأخذ يرمي بالتخلف والرجعية من لا يعمل بالحساب الفلكي.

وبعض قادة هذه الحملات هم من بني جلدتنا من الحداثيين والزنادقة أخذوها فرصة للنيل من أهل العلم واتباع الناس لهم.

وما في جوف هذه الكلمات هو تلك القطعية التي نادى بها بعض طلبة العلم في العلوم الفلكية والتي لا أجد جوابًا عليها إلا التسليم.

فلا أدري أين هي الآن بعد تصارع بعض الفلكيين مع بعض في الصحف خلال دخول شهر رمضان هذه السنة 1430هـ وكذلك خلال خروجه.

فهل القطعية -التي مجرّد التلفظ بها يشعرك بالتسليم والانقياد لموصوفها - ذهبت مع حمار أمِّ عمرو؟!

إليكم:

سبق (الرياض): برز على السطح ما يمكن وصفه بالجدل الفلكي، الذي انحصرت أركانه بين خبراء الفلك، والذين تضاربت آراؤهم بين إمكانية رؤية الهلال ليلة الأحد أو عدم إمكانية الرؤية.

وإستبعد الباحث الفلكي عضو جمعية هجر الفلكية المهندس علي بن محمد الحاجي إمكانية رؤية الهلال الليلة "ليلة الأحد"، واصفاً تصريحات بعض الفلكيين، التي نشرتها بعض الصحف المحلية، بأن العيد غداً الأحد مخالف للمعايير الفلكية لرؤية الهلال.

وأضاف وفقًا لما ذكرته صحيفة الوطن اليوم , أن دور الفلكي لا يتجاوز الإدلاء بالرأي العلمي لوضع الهلال وإمكانية رؤيته من عدمه حسب التوزيع الجغرافي لأماكن الرؤية، ويبقى إثبات دخول الشهر الجديد من إختصاص اللجان الشرعية لارتباطه بأمور شرعية مختلفة لا علاقة لها بالفلك مثل الخلاف على وحدة الأفق وتعدد الآفاق والاشتراك في جزء من الليل من عدمه.

وأبان أنه ليس من دور الفلكيين أن يصدروا فتاوى بتحديد يوم العيد وفق منطقة جغرافية معينة إنما هو دور اللجنة الشرعية المختصة، فإذا أمكن رؤية الهلال في المغرب العربي مثلا فهل يعتبر أن غدا يوم العيد بالنسبة للجزيرة العربية؟، موضحاً أن هذا تخصص شرعي بحت وليس فلكياً، وإنما دور الفلكي أن يحدد إمكانية الرؤية من عدمه فقط على خارطة العالم أجمعه.

وأشار إلى أنه بالنسبة لهلال العيد لشهر شوال 1430 هـ فيحدث الاقتران ليلة السبت الساعة 9:44 دقيقة وتغيب الشمس عن أفق الأحساء ليلة الأحد الساعة 5.41 ويغرب القمر الساعة 5.54 دقيقة أي بعد الشمس بثلاث عشرة دقيقة ويصنع زاوية استطالة قدرها 12 درجة تقريبًا بينما يرتفع عن الأفق 1,4 درجة، مما يعني استحالة الرؤية عمليا حتى بالمنظار، حيث تشير المعايير إلى أن أقل مكث للهلال بعد الشمس لكي يمكن رؤيته يكون على الأقل 29 دقيقة وأقل ارتفاع عن الأفق 4 درجات، أما بالنسبة لأفق مكة المكرمة فتغيب الشمس عن أفقها ليلة الأحد الساعة 6.23 ويغرب القمر الساعة 6.39 أي بعد الشمس بست عشرة دقيقة، مما يعني أنه لا يزال أقل بكثير من القيم المطلوبة لكي يعكس إضاءة تكفي لرؤيته من الأرض.

وأشار إلى أنه قام بإعداد رسم بياني ضوئي يرتكز على البرامج العلمية الفلكية، يوضح الكيفية التي يتم فيها احتساب ولادة الهلال ووقت إمكانية رؤيته، حيث يشير اللون الأزرق إلى بداية أماكن الرؤية بالمنظار واللون الأخضر إلى أماكن الرؤية بالعين المجرد وهي تبدأ من جنوب القارة الإفريقية.

قال أبو إبراهيم الحائلي -عفا الله عنه-:

ذهب الحمار بأمِّ عمروٍ ... فلا رجعت ولا رجع الحمارُ

والله أعلم

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[20 - 09 - 09, 03:30 ص]ـ

جزيت خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 03:34 ص]ـ

أولا: جزاك الله خيرا وبارك فيك.

ثانيا: مسألة قطعية الحساب الفلكي أو عدم قطعيته لا تتأثر باختلاف الفلكيين في ذلك؛ لأنه لم يقل أحد من العقلاء إن الحساب الفلكي قطعي دائما وأبدا وفي جميع الأحوال، بل هناك أحوال فلكية مقطوع بها وأحوال أخرى مظنونة، بل هناك أحوال يتوقف فيها فلا يحكم حتى بظن، وهذا موجود في أكثر العلوم لا يختص بالفلك.

ثالثا: لو افترضنا أن الحساب الفلكي قطعي كله، فهذا لا يؤثر في المسألة أيضا؛ لأن الخلاف في المسألة إنما هو في الاعتداد الشرعي بهذا الحساب، وليس في كونه صحيحا أو خاطئا؛ لأن معرفة صحته من خطئه هو اختصاص الفلكيين لا اختصاص الفقهاء فكيف يتكلمون فيما لا يعلمون؟

رابعا: اختلاف الفلكيين في بعض الأحيان لا يقدح في قطعية الحساب؛ ولو أمكن القدح في أي علم بوجود الخلاف فيه لأمكن القدح في كثير من قطعيات الشريعة التي يقدح فيها كثير من المبتدعة، فلم يكن هذا القدح منهم سببا في نفي القطعية عنها، وإنما كان سببا لإسقاط اجتهادهم من الحسبان في هذا الباب.

خامسا: لم أرد بكلامي هذا مخالفتك أو الرد عليك، وإنما أردت التنبيه على بعض المشتبهات التي يحصل فيها التحامل والتعصب كثيرا، ممن نحسن بهم الظن.

والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير