تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ} [(162 - 163) سورة الأنعام] أما أن نأتي في أوقات المواسم وأوقات المضاربات ونريد أن نكتسب، ودهرنا كله تفريط، لا يمكن أن يصير هذا، وإلا ما الفرق بين العابد والمفرط؟ لا يظهر الفرق بين العابد والمفرط، والله المستعان.

أثابكم الله، لكن طالب العلم اللي يجلس في رمضان ويحتج في مالك وغيره من السلف فهل يعذر في هذا الزمن الذي الناس في حاجة فيه إلى الدروس والمواعظ؟

هو الغالب –غالباً- أن النفع المتعدي أفضل من اللازم، هذه قاعدة أغلبية عند أهل العلم، وإن كانت الصلاة نفعها قاصر، أفضل من الزكاة وهي نفعٌ متعدي؛ لكن القاعدة أغلبية في نوافل العبادات لا شك أن النفع المتعدي أفضل من القاصر، يبقى أنه في وقت الاعتكاف في العشر الأخيرة من رمضان أهل العلم قاطبة ينصون على أن هذه الأيام إنما تكون للعبادات الخاصة، ليتفرغ القلب في هذه الأيام أو في هذه الليالي العشر للعبادات الخاصة من صلاة وتلاوة وصيام وذكر فقط، إلا في شيء يسير لا يعيقه عما هو بصدده في مسائل علمية يسيرة، يعني تعينه أيضاً على ما بصدده، يتوسعون في هذا، يتسامحون في مثل هذا، وإلا فالأصل أن مثل هذا خاص، وما عدا ذلك نرجع إلى الأصل العام، وهو أن النفع المتعدي أفضل من القاصر.

هذا سؤال عبر الشبكة المذكورة، يقول السائل: هل هناك زواج بشاهدة الله فقط، وبقبول وإيجاب من الطرفين، كأن تقول له: زوجتك نفسي، ويقول: وأنا قبلت، والله شاهدٌ، فهل يعتبر أمام الله زواج أم لا؟

الزواج له أركان وله شروط، لا بد فيه من الولي ((لا نكاح إلا بولي)) ولا بد فيه أيضاً من شاهدي عدل، ليختلف النكاح عن السفاح فلا بد من الولي، ولا بد من الإيجاب والقبول، ولا بد أيضاً من شاهدي عدل، هذا هو القول المرجح عند أهل العلم، يتسامح الإمام مالك -رحمه الله- في الشهود، يتسامح أبو حنيفة في الولي، لكن الذي تدل عليه النصوص أنه لا بد من الولي، ولا بد من شاهدي العدل، إضافة إلى جانب القبول وانتفاء الموانع.

القنوت -عفا الله عنك- في رمضان ما المشروع في دعاء القنوت وما آدابه؟

القنوت في الوتر مشروع أصله؛ لكن المداومة عليه هذا خلاف السنة، بعض السلف لا يرى أنه لا قنوت إلا في النصف الثاني من رمضان، ويرى أن القنوت في النصف الأول وسائر العام لا دليل عليه؛ لكن إذا ثبت أصله، وأنه ثبت القنوت في الوتر إذاً يقنت؛ لكن تشبيهه باللوازم في القراءة أو بما يلزم المصلي، وكونه لا يخلُّ به هذا لا شك أنه خلاف الأصل، فينبغي أن لا يحافظ عليه.

هذا سؤال أيضاً عبر الشبكة يقول:.في مسند أحمد من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- الطويل قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار .. الحديث، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن العبد المؤمن يقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي)) سؤالي هو: لماذا يطلب المؤمن الرجوع للأهل والمال بالرغم من أنهما ليسا من الباقيات الصالحات، وإذا كان يطلب الرجوع ليبشر أهله، فماذا عن المال؟

ليرجع إلى أهله وماله في مقره من الجنة، لا ليرجع إلى أهله وماله في الدنيا، في مقره من الجنة يرجع يأنس بأهله وماله في الجنة.

هذا سؤال من الإخوة يقول: فضيلة الشيخ أيهما أفضل للمؤمن في رمضان ختم القرآن أم مراجعة حفظه، ومحاولة حفظ عدد من الأجزاء، وما قصة الحديث الوارد في الوعيد على من حفظ آية ثم نسيها؟

ينبغي أن يقسم الوقت بين القراءة والنظر في المصحف، ولعل هذا يكون في النهار، ومدارسة القرآن ومراجعة الحفظ، وحفظ الجديد يكون في الليل؛ لأن جبريل -عليه السلام- كان يدارس النبي -عليه الصلاة والسلام- في كل ليلة من ليالي رمضان، فينبغي أن تكون المدارسة والمذاكرة والمحافظة على الحفظ، وحفظ الجديد في الليل، والقراءة تكون في النهار.

هذا سؤال أيضاً عبر الشبكة، تقول: أنا امرأة عندما أريد أن أصلي أجعل ثوب للصلاة، وهو ما يسمى بالشرشف أو جلال، هل هذا من تخصيص ثوب للصلاة؟

الصلاة إذا كان الثوب ساتر لجميع البدن، وهو طاهر صحت الصلاة بأي ثوب ولو ثوب المهنة، إذا لبس بطاهرته فالصلاة صحيحة، وتخصيص الصلاة بثوب يكون أطهر وأنقى من باب الاحتياط للعبادة من غير تعبد بهذا الثوب لذاته، فلا شك أنه أكمل، إذا لم تتعبد بهذا الثوب أو تعتقد أن الصلاة لها لباسٌ خاص، أما إذا عرفت أن الصلاة تصح بكل ثوبٍ طاهر ساتر مغطي لجميع جسمها، ثم خصصت ثوباً تراه أنظف وأطيب وأطهر للصلاة ولا تزاول فيه المهنة؛ لتأخذ زينتها عند هذه الصلاة لا شك أن هذا لا بأس به -إن شاء الله تعالى-.

أثابكم الله، أحد الإخوة يقول: ما وجه كون الصيام لله -عز وجل- بين سائر الأعمال كما في حديث: ((الصوم لي، وأنا أجزي به)

يقول ابن عبد البر -رحمه الله-: كفى شرفاً للصوم أن أضافه الله -جل وعلا- إلى نفسه ((الصوم لي، وأنا أجزي به)) ولذا قال جمعٌ من أهل العلم: أنه لا تدخله المقاصة، كيف لا تدخله المقاصة؟ حديث المفلس الذي تعدى شره وضرره إلى الناس يأخذون من حسناته، إلا الصيام لا تدخله مقاصة، ولذا يقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: ((الصوم لي)) يعني ليس لأحدٍ فيه شركة، ومن جهة أخرى الصوم لا شك أنه سر بين العبد وبين ربه، ما الذي يمنع الصائم من أن يدخل غرفته ويتناول كأساً من الماء؟ ما الذي يمنع أن يدخل غرفته الخاصة به ويغلق على نفسه، وقد وسع الله على الناس، كل غرفة من غرف الناس اليوم فيها ثلاجة، وفيها كل ما يتطلبه الإنسان، فيتناول ما يشاء؟ لكن ملكته المراقبة، التي ولدها الصيام تمنعه من ذلك، وهي التقوى التي ذيلت بها آية الصيام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [(183) سورة البقرة] هذه التقوى، تتقي الله -جل وعلا- في السر والعلن، أمام الناس لا تأكل، وأيضاً إذا خلوت بنفسك لا تأكل ولا تشرب، ولا تزاول مفطراً، والله المستعان.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير