تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ( http://java******:openquran(22,1,2)/) [ المؤمنون: 1، 2] قال: هو سكون المرء في صلاته. قال معمر: وقال الحسن [خائفون]، وقال قتادة: [الخشوع في القلب]

ومنه خشوع البصر وخفضه وسكون ضد تقليبه في الجهات، كقوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ اِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعًا اَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْاَجْدَاثِ كَاَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ اِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} ( http://java******:openquran(53,6,8)/) [ القمر: 6 - 8]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْاَجْدَاثِ سِرَاعًا كَاَنَّهُمْ اِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً اَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} ( http://java******:openquran(69,43,44)/) [ المعارج: 43، 44]، وفي القراءة الاخرى: {خُشَّعاً اَبْصَارُهُمْ}، وفي هاتين الايتين وصف اجسادهم بالحركة السريعة، حيث لم يصف بالخشوع الا ابصارهم، بخلاف اية الصلاة، فانه وصف بالخشوع جملة المصلين بقوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ( http://java******:openquran(22,2,2)/) [ المؤمنون: 2]، وقوله تعالى: {وَاِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ اِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} ( http://java******:openquran(1,45,45)/) [ البقرة: 45]. وقال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ اِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً اَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} ( http://java******:openquran(67,42,43)/) [ القلم: 42، 43].

ومن ذلك: خشوع الاصوات، كقوله تعالى: {وَخَشَعَت الْاَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} ( http://java******:openquran(19,108,108)/) [ طه: 108]، وهو انخفاضها وسكونها، وقال تعالى: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَاَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ اِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} ( http://java******:openquran(41,44,45)/) [ الشورى: 44، 45]، وقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ انِيَةٍ} ( http://java******:openquran(87,2,5)/) [ الغاشية: 2 - 5]، وهذا يكون يوم القيامة. وهذا هو الصواب من القولين بلا ريب،

/كما قال في القسم الاخر: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} ( http://java******:openquran(87,8,10)/) [ الغاشية: 8 - 10]، وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ اِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ اَئِمَّةً يَهْدُونَ بِاَمْرِنَا وَاَوْحَيْنَا اِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَاِقَامَ الصَّلَاةِ وَاِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} ( http://java******:openquran(20,72,73)/) [ الانبياء: 72، 73].

واذا كان الخشوع في الصلاة واجبًا، وهو متضمن للسكون والخشوع، فمن نَقَر نَقْر الغراب لم يخشع في سجوده. وكذلك من لم يرفع راسه من الركوع ويستقر قبل ان ينخفض لم يسكن؛ لان السكون هو الطمانينة بعينها. فمن لم يطمئن لم يسكن، ومن لم يسكن لم يخشع في ركوعه ولا في سجوده، ومن لم يخشع كان اثمًا عاصيًا، وهو الذي بيناه. ويدل على وجوب الخشوع في الصلاة: ان النبي صلى الله عليه وسلم تَوَعَّد تاركيه كالذي يرفع بصره الى السماء، فانه حركته ورفعه، وهو ضد حال الخاشع. فعن انس بن مالك ـ رضي اللّه عنه ـ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (مابال اقوام يرفعون ابصارهم في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك. فقال لينتهن عن ذلك او لتخطفن ابصارهم). وعن جابر بن سَمُرَة قال: دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المسجد، وفيه ناس يصلون رافعي ابصارهم الى السماء. فقال: (لينتهين رجال يشخصون ابصارهم الى السماء، او لا ترجع اليهم ابصارهم).

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 06:16 م]ـ

يرفع للفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير