اللهم ارزقنا برد اليقين.
أخي الكريم .. كلامك هذا قد يرد على القلب لمن يستشكل كلام المتكلمين، لأنهم لما لم يتصوروا ذلك في خارج الذهن منعو تسلسل الآثار في الماضي لأنه يستلزم مشاركة الله سبحانه في الأزلية.
لكن هذه النكتة التي تقع في القلب قد أزالها الأئمة.
إذ كيف يقول - من يرد على قلبه هذا- في إطلاق الخلق على الله في الأزل وقبل وجود المخلوقات؟
سيقول: هي صفة بلا فعل! تعالى الله عن ذلك ..
يُردّ عليه: أليس الله منزّهٌ عن أن يصف نفسه بشيء لم يكن فيه في وقت من الأوقات.
سيقول: بلى.
يقال له حينئذ: أليست صفة الخلق علة سبقت المعلول (المخلوق)؟
سيقول: بلى.
فيقال له: أليست الأزلية في صفة الخلق سببًا في وجود المخلوق.
سيقول: بلى.
فيقال له: إذًا المخلوق ليس بأزلي.
سيقول: نعم.
فيقال له: وجود المخلوقات الآن هل هو مشاهد أم في الذهن.
سيقول: مشاهد محسوس.
فيقال له: ومالذي يجعله في الماضي في الذهن فقط دون الخارج والعلة واحدة؟
فإن قال: الذهن يقع فيه مالا يقع في الخارج، كإطلاق الوجود على الخالق والمخلوق يكون في الذهن لا في الخارج.
قيل: هذا صحيح، لكن لا يقع في مسألتنا لأن العلة والمعلول في المستقبل هما العلة والمعلول في الماضي فكيف يكون في المستقبل خارج الذهن وفي الماضي ذهنيا فقط.
وإن قال: أثر العلة (المعلول) مختلف بين الماضي والمستقبل!
يقال له: هذا تفريق بين متماثلات لأنه العلة واحدة.
وإن قال: التسلسل في المعلولات يقتضي الأزلية؟
قلنا له: ألست تؤمن بأن المعلول ليس أزلياً لأنه مسبوق بالعلة؟
فإن قال: لا، فهذه مكابرة للمحسوسات.
وإن قال: نعم. لزمه أن يقول بأزلية العلة مثل صفة الخلق لله تعالى وعدم منع معلولاتها عنها، وعلى هذا فيكون قائلا بقول أهل السنة والحديث بجواز حوادث لا أول لها.
هذه محاولة لمناقشة ما يقع في القلب، والله المستعان.
ـ[السيد زكي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وهدانا جميعا وثبتنا واماتنا على منهج اهل السنة والجماعة