تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[في نفسي شيء من تعريف التوفيق لبعض المصنفين]

ـ[الشفيعي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:20 م]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

يكثر عند المصنفين تعريف التوفيق بأنه: خلق قدرة الطاعة في العبد.

وفي نفسي شيء منه، فآمل من مشايخنا الأكارم الاطلاع وإفادتنا عن هذا التعريف.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:29 م]ـ

نبه على ذلك الشيخ المفيد صالح آل الشيخ في شرحه على الطحاوية فلعلك تراجعه.

ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:52 ص]ـ

ما الذي في نفسك منه؟

لا أظن إلا أنهم أرادوا الاحتراز به من قول المعتزلة بأن الله لا يضل ولا يهدي

ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ

قال الشيخ صالح:

والتوفيق لفظٌ شرعي جاء في النصوص كما في قوله ? ?وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ? [هود:88]، ويقابله الخذلان. والتوفيق والخذلان متصلان بالقَدَرْ اتصالاً وثيقاً، ولأجل ذلك فَسَّرَتْ كل فرقة من الفِرَقْ الضالة التوفيق والخذلان بما عندها من الاعتقاد في القدر:

فالمعتزلة والقدرية يُفَسِّرُون التوفيق بما يوافق عقيدتهم.

والجبرية والأشاعرة والماتريدية ومن شابههم يفسرون التوفيق والخذلان بما يناسب عقيدتهم.

وأهل السنة يُفَسِّرُونَهُ بما يوافق ما دلَّ عليه القرآن والسنة ويوافق العقيدة السلفية التي كان عليها هدي السلف الصالح.

(المسألة الثانية:

(أولاً: معنى التوفيق والخذلان عند أهل السنة:

التوفيق الذي ذكره هنا يقول (وَلَا تَحَوُّلَ لِأَحَدٍ [عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ] إِلَّا بِمَعُونَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ لِأَحَدٍ عَلَى إِقَامَةِ طَاعَةِ اللَّهِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا إِلَّا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ.)

(التوفيق: هو إعانَةٌ خاصة من الله ? للعبد بها يَضْعُفُ أثر النفس والشيطان وتقوى الرغبة في الطاعة، وإلا فالعبد لو وُكِلَ إلى نفسه لغلبته نفسه الأمّارة بالسوء والشيطان.

وهذا يُحِسُّ به المرء من نفسه فإنَّه يرى أنَّ هناك قدراً زائداً من الإعانة على الخير زَائِدْ على اختياره، فهو يختار ويتوجه لكن يُحِسُّ أنَّ هناك مدداً مَدَّهُ الله ? يُقَوِّيه على الخير فيما يتّجه إليه من الخير.

وهذا ليس لنفسه وليس من قدرته وقوته ولكن هذه إعانة خاصة.

ولهذا فإنَّ العبد المؤمن يرى أنّه لا شيءَ من الطاعات حَصَّلَهَا إلا والله ? وَفَّقَهُ إليها، يعني مَنَحَهُ إعانةً على تحصيلها وعدم الاستسلام للنّفس وللشيطان.

فالتوفيق فيه معنى الهداية والإعانة الخاصة، ويقابله الخذلان.

(فالخذلان: هو سلب العبد الإعانة التي تُقَوِّيْهْ على نفسه والشيطان.

(نعوذ بالله من الخذلان) يعني نعوذ بالله من أن نُسْلَبَ الإعانة على أنفسنا وعلى كيد الشيطان.

(ثانياً: معنى التوفيق عند الأشاعرة: أما تفسير التوفيق والخذلان عند الأشاعرة، ويحسُنْ التنبيه عليه لأنَّهُ أكثر ما تجد في كتب التفسير وكتب شروح الأحاديث، وخاصَّةً تفسير القرطبي وتفسير أبي السعود والرازي وأشباه هذه التفاسير، وشروح الأحاديث كشروح النووي والقاضي عياض وابن العربي ونحو ذلك من شروح الأحاديث، فإنَّ أكثر ما تجد تفسير التوفيق والخذلان هو تفسيره عند الأشاعرة.

لهذا ينبغي العناية بهذا الموطن لصلته بالقَدَرْ.

(التوفيق عندهم: خلق القُدْرَةْ على الطاعة، يعني جَعَلُوا التوفيق هو القُدْرَةْ.

(والخُذْلَان: هو عدم خلق القُدْرَةْ على الطاعة.

يعني إِقْدَارُ الله ? العبد على الطاعة هذا توفيق، وعدم إِقْدَارُ الله ? العبد على الطاعة هذا خذلان.

وهذا كما هو ظاهر لك فيه خلل كبير لأنَّهُ جعل التوفيق إقداراً، وجعل الخذلان سلباً للقدرة، وهذا فيه نوع قوة لاحتجاج المعتزلة على الجبرية في معنى التوفيق والخذلان.

وتفسير أهل السنة وسط في أنَّ التوفيق زائد على الإِقْدار، فالله ? أَقْدَرْ العبد على الطاعة بمعنى جَعَلَ له سبيلاً إلى فعلها وأعطاه الآلات وأعطاه القوة ليفعل؛ ولكن لن يَفْعَلَ هو إلا بإعانَةٍ خاصة؛ لأنَّ نفسه الأمارة بالسوء تحضُّهُ على عدم الفعل، عدم العبادة.

وهذا يلحظه كل مسلم من نفسه فإنه يريد أن يتوجه إلى الصلاة ويأتيه نوع تثاقل يريد أن يقوم بنوعٍ من العلم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويصيب نفسه نوع من التثاقل، وهذا من الشيطان ومن النفس الأمارة بالسوء، فإذا منحه الله التوفيق وأعانه على أن يَتَعَّبْد، أعانه على أن يقول ما يقول بموافَقَةٍ للشرع فهذا توفيق وإعانة خاصة يمنحها الله ? من يشاء من عباده.

(المسألة الثالثة:

أنَّ معرفة العبد المؤمن بحقيقة هذه الكلمة ومعنى توفيق الله ? ومعنى الخذلان يُوجِبُ له أن ينطَرِحَ دائماً بين يدي ربه ? متبرئاً من نفسه ومن حولها وقوتها ومن أن لا يكله الله إلى نفسه طرفة عين ....

انتهى النقل من الشاملة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير