[القول الحق في أن الصحابة –رضي الله عنهم- بعد الرسل هم أفضل الخلق.]
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[12 - 05 - 09, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[القول الحق في أن الصحابة –رضي الله عنهم- بعد الرسل هم أفضل الخلق.]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعدُ:
لا شك ولا ريب بأن الصحابة –رضي الله عنهم- هم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل أجمعين, وقد أثنى الله تعالى عليهم في الإنجيل والتوراة قبل أن يُخلقوا, وسبب التفضيل هو أنهم أمنوا بالله تعالى ورأت عيونهم النبي –صلى الله عليه وسلم- فكما ثبت في الحديث عن ومما يدلُ على أن الأفضلية لهم حصلت برؤية النبي –صلى الله عليه وسلم- ما ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أيضاً، عن النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قال: ((يأتي على الناس زمان، يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: فيكم مَن رأى رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم، ثمَّ يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: فيكم مَن رأى مَن صَحب رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم، ثمَّ يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: هل فيكم مَن رأى مَن صَحِب من صَحب رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم)) رواه مسلم (2532).
قال شيخنا العبَّاد –حفظه الله-: " وهذا الحديث الصحيحُ دالٌّ على أنَّ الصُّحبةَ للرسول –صلى الله عليه وسلم- تحصُل برؤيته –صلى الله عليه وسلم-، وإن لَم تطُلْ صحبتُه إيَّاه".الانتصار للصحابة الأخيار (ص21).
وقد أخطأ بعض الباحثين هداهم الله بأن لم يفرقوا بين (أعلم) , و (أفضل) , فظنوا أن وجود من هو أعلم من آحاد الصحابة في وقت التابعين أو أتباعهم أو من بعدهم يجعلهم أفضل من آحاد الصحابة الذين لم يشتغلوا بالعلم ونقله, وهذا الفهم خطأٌ محض, لأن الصحابة فضلوا على من بعدهم بصحبة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولو لحظة واحدة, كما جاء في ترجمة: أبو ذؤيب الهذَلي, وسويد بن غفله قدم المدينة يوم دفن النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو عمرو عَبيدة السلماني وقيس بن أبي حازم وعبد الرحمن بن عسيلة الصُنابحي علمَ بخبر وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في الجُحفة في طريقه إلى المدينة النبوية. تهذيب الكمال (17/ 282).
قال شيخنا العبَّاد –حفظه الله-: "وهؤلاء يقال فيهم كادوا أن يكونوا صحابة" اتحاف العِباد بفوائد دروس شيخنا العَبَّاد (ص138).
ولذا قال الإمام أحمد –رحمه الله-:" ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة ورآه فهو من أصحابه له الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر إليه نظر فأدناهم صحبة أفضل من القرن الذي لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير" أصول السنة (ص62 - 64).
وقال الإمام علي بن المديني –رحمه الله-: ((ثم أفضل الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (يريد كبار الصحابة): القرن الذي بعث-الرسول صلى الله عليه وسلم- فيهم كلهم مَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه، فأدناهم صحبةً هو أفضلُ من الذين لَم يروه، ولو لقوا الله عزَّوجلَّ بجميع الأعمال، كان الذي صحب النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضلَ بصُحبته من التابعين كلِّهم، ولو عملوا كلَّ أعمال الخير) اعتقاد أهل السنة والجماعة/ للألكائي (1/ 187 - 188).
وقال الإمام ابن بطة –رحمه الله- في مَعْرِض كلامه عن عقيدة أهل السنة في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " ويُشهد لجميع المهاجرين والأنصار بالجنة والرضوان, والتوبة والرحمة من الله, ويستقر علمك وتوقن بقلبك أن رجلاً رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- وشاهده وآمن به واتبعه ولو ساعة من نهار, أفضل ممن لم يرده ولم يشاهده, ولو أتى بأعمال أهل الجنة أجمعين". الإبانة الصغرى (ص290 - 291).
¥