[التفكير فريضة إسلامية مناقشة لـ عباس محمود العقاد]
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[18 - 05 - 09, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[التفكير فريضة إسلامية مناقشة لـ عباس محمود العقاد]
غفر الله لنا وله
(التفكير فريضة إسلامية) عنوانُ كتابٍ لعبِّاس العقاد يستدل به قومٌ على أن الرجل كان إسلامياً .. بهذا الدين عليم، وعن حماه من المدافعين .. ولقضاياه من الشارحين!!
في هذا الكتاب (التفكير فريضة إسلامية) ثلاث قضايا، قضية (التفكير) أو قل: (إعمال العقل) والثانية قضية (الجدال)، والثالثة (الفلسفة الإسلامية) (1)، ثلاث قضايا رئيسية في الكتاب وفي رأس عباس العقاد. أناقش كل واحدة منهن وجهدي في إيصال المفاهيم الصحيحة للقارئ أزيل بذلك تلبيس عباس العقاد وغيره.
أولا: التفكير أو إعمال العقل.
يذكر عباس العقاد أن (القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه) (2).!
لاحظ أن العقل عنده (يجب العمل به والرجوع إليه). يؤكد على هذا الادعاء كثيراً، فمثلاً يقول: (الواقع المكرر في هذه المسألة بذاتها أن حرية العقل لا يقيدها في الإسلام حكم مأثور على مذهب راجح أو على مذهب مرجوح) (3).
ويذكر أن موانع العقل ثلاثة: عبادة السلف (4) التي تسمى بالعرف والاقتداء الأعمى بأصحاب السلطة الدينية والخوف المهين لأصحاب السلطة الدنيوية. ويدور حيناً حول التحذير من هؤلاء الثلاث (الأعراف والسلطة الدينية والسلطة الدنيوية) على العقل ويقرر أن أخطرها إتباع من سلف، ويحكي إجماع من كتبوا في التاريخ على ذلك (5)!!.
ثم يقرر بأن الإسلام يأمر العقل بأن يستقل في مواجهة السلف ومواجهة الأحبار ومواجهة الاستبداد.!!
وهي محاولة صريحة من العقاد لاستقال العقل في فهم النصوص دون إدراج من سلف.
هذا ما عند العقاد. يدعي بأن العقل حر طليق يعمل كيف يشاء وأين يشاء، وأن العقل مرجع نأوي إليه وجوباً حال التحدث في القضايا الشرعية.!
وفساد هذه الدعوى من البديهيات، إذ لو قلنا بقول عباس لما كانت هناك حقائق أبداً، فما أَستحسنه أنا وأراه صواباً يستقبحه غيري ويراه خطئاً، والعكس، حتى قيل أن الحقيقة ثلاثية الأبعاد، لك وجهة نظر، ولمن يخالفك الرأي وجهة نظر أخرى، ولثالث لا يرى رأيكما وجهة نظر تخالفكما (6)!!
فدعوى إطلاق العقل أو دعوى إعمال العقل في النصوص، والرجوع إليه في فهمها دعوى لا تصح عقلاً.
العقل يعمل في ثلاث مناطق:
ليس بصحيح أن الشرع يأمر بالرجوع للعقل في كل شيء.إعمال العقل (التفكير) يكون في ثلاث مناطق:
الأولى: حال المخاطبة بالشريعة الإسلامية. . حالَ مخاطبة من لم يؤمن أصلا. أو من لا يؤمن.
الثانية: في المناط (7).
الثالثة: في الدلالة والاستدلال.
الأولى: حال المخاطبة بالشريعة الإسلامية، نكلم الناس بما يفهمون، ننطق من الثابت المشترك بيننا وبين من نتحدث إليه. فأهل الأديان نتكلم معهم في أمارات النبوة، وهي قاسم مشترك متعارف عليه، يُنبئ بغيب ويأتي بمعجزات، أمارة على اتصاله بمن يعلم السر وأخفى ومَن هو على كل شيء قدير. والعقلانيون نبدأ من أدلة عقلية. والجميع نحدثهم عن الله وعن ما أعد للمتقين وما توعد به العاصين (8).
ولذا تجد أن التوحيد قسمان. قسم مقدمة لقسم. أو سبب ونتيجة.
والتسمية تدل على ذلك .. (علمي خبري وقصدي طلبي)، فعلم وخبر (قول القلب وهو المعرفة أو التصديق الخبري)، يعقبه ولا بد قصد (وهذا من عمل القلب) وطلب (وهذا من عمل الجوارح). أو يقال (توحيد الربوبية والأسماء والصفات وتوحيد الألوهية)
لا حظ توحيد الربوبية يأخذ حيّز المعرفة التي هي قول القلب في مصطلح أهل الاعتقاد، ويأخذ توحيد الألوهية عمل القلب ـ الناشئ من المعرفة التي هي قول القلب ـ، وعمل الجوارح، إذ هما مرتبطان سويا وجودا وعدما، قوة وضعفا.
& shy;
¥