تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكلمات المختارة من شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان الغصن]

ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:48 م]ـ

الكلمات المختارة من شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان الغصن حفظه الله

الشرح موجود على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة حيث يدرس في مادة التوحيد المستوى الثالث.

1 - هذا الحديث وهو حديث رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد)، والمعنى أن (من اقتبس شعبة من النجوم) يعني من علم النجوم أو التنجيم والمقصود بذلك علم التأثير، وسيأتي -إن شاء الله- تفصيل وبيان الأقسام في ذلك، وأن علم التنجيم أو النجوم ينقسم إلى قسمين:

- علم التأثير.

- وعلم التسيير.

والمقصود بهذا الحديث هو: علم التأثير، وهو من يعتقد أن للنجوم تأثيراً على الحوادث الأرضية فيستدل بحركاتها على ما يقع أو ما سيقع في الأرض، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر) والشعبة: هي الطائفة، وفيه دليل على أن التنجيم من السحر، أو من أنواع السحر، قال: (زاد ما زاد): يعني كل ما ازداد تعلماً من التنجيم زاد من السحر، أو كلما تعلم شيئاً من التنجيم الذي هو علم التأثير زاد من الإثم والبعد عن الله وكلها صحيحة، فمن يزداد إيغالاً في هذا العلم - علم التنجيم- ويعتقد أن للنجوم تأثيراً ويستدل بها، ويدعي أنه يستدل بها على علم الغيب فإنه يزداد من السحر ومن الإثم، وأيضاً يكون عليه من العقوبة من الله -سبحانه وتعالى- بقدر ما تعلم من هذا العلم الذي بَيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أنه من السحر.

2 - (وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا هل أنبئكم ما العَضَة هي النميمة، القالة بين الناس) رواه مسلم).

وهذا حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- رواه مسلم: (ألا أنبئكم ما العضة) والعضة هكذا تضبط عند أهل الحديث ويضبطها أهل اللغة العَضَة، أو العِضَة: هو القطع أو الكذب والتفريق، ويطلق على السحر والبهتان فالعضة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها النميمة لقالة بين الناس، فالعضة جعلت النميمة عضة بمعنى أنها نوع من السحر، وهذا وجه إدخال المؤلف -رحمه الله- لهذا الحديث تحت هذا الباب.

وجه تشبيه النميمة بالسحر لأمرين:

- الأمر الأول: لخفاء تأثيرها والسحر فيه شيء من الخفاء.

- الأمر الثاني: لكونها تفسد كما يفسد السحر؛ ولذلك قال يحيى بن كثير: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة" فالنمام قد يفسد بالتفريق وربما هدم الدول والعلاقات وإيجاد البغضاء والعداوات في وقت قصير ما لا يفسده الساحر في وقت طويل؛ فلهذا شبهه النميمة بالسحر.

3 - (وفي البخاري عن قتادة، قلت: لابن المسيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأة أيحل عنه أو يُنَّشَّر، قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه .. انتهى).

نعم هذا ورد عن ابن المسيب -رحمه الله- وقد علقه البخاري بصيغة الجزم وهو سؤال عن النُشْرَة، قال: (رجل به طِبْ) يعني مسحور، سمي السحر طباً تفاؤلاً بالشفاء؛ لأنهم كانوا يقولون عن السحر بالطب يتفاءلون بذلك قال: (أو يؤخذ عن امرأته) يعني يحبس عن زوجته حتى لا يصل إلى جماعها، والأخذة: هي في الأصل الكلام الذي يقوله الساحر في سحره، قال: (رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه) هل يُحَلُ عنه هذا السحر (أو يُنَّشَّر؟) يزال عنه فهذا السائل سأل ابن المسيب -رحمه الله- هذا السؤال فكان جواب الإمام سعيد قال: (لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح، وأما ما ينفع الناس فلم ينه عنه)، فهذا من الإمام سعيد بن المسيب -رحمه الله- حكم بجواز النُشْرَة، بجواز حل السحر عن المسحور؛ لأنه يراد بها الإصلاح وهذا في الحقيقة محمول على حل السحر عن المسحور بالرقى المشروعة والأذكار ونحو ذلك، كما تأتي الإشارة إليه -إن شاء الله-.

فلا يمكن أن يؤخذ كلام الإمام سعيد بن المسيب -رحمه الله- بجواز النُشْرَة مطلقاً حتى ولو كانت فيها شرك بالله، وإنما نحمل كلام العلماء على أحسن المحامل وهذا الذي أراده -رحمه الله-.

وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير