تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا في العير ولا في النفير للشيخ المسند عبدالعزيز بن عبدالله الزهراني]

ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:37 م]ـ

السلام عليكم

لا في العير ولا في النفير

العلمانيون العرب كالخنثا، لا هم في الشرق، ولاهم في الغرب، لا يُحسَبُ أحدهم في الرجال ولا يعد من النسوان معدود، {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}، يظهرون في ثوب التقدم والتطور وتنغمس حقائقهم في أكفان الرجعية الجاهلية، فحين ينادون بوجوب التطور العلمي والحضاري فهم لا يعنون التقدم الصناعي الذي يحقق الرقي الحضاري لا إنهم صفر من هذا وذاك فكل بنفق مما عنده وفاقد الشيء لا يعطيه، وإنما تنحصر رغباتهم فيما تعلموا من مبادئ التحلل، فحين ينعق غراب الغرب بعاطفته الرحيمة حول حقوق المرأة وظلم المرأة وامتهان المرأة ووجوب مساواة المرأة بالرجل من هنا ترتفع عقيرة أحدهم فيصور للملأ أن الإسلام ظلم المرأة بإلزامه لها بستر عورتها وجعلها حكرا على زوجها الشرعي فلا تخادن سواه ولا تختلي إلا به وهذا في عرف ما علموه ولقنوه من أساتذتهم أنه إجحاف وظلم فلها أن تذهب حيث تريد وتحب و تخادن من تريد، ثم هاجموا مشروعية الحجاب وكل ما يتصل بمكارم الأخلاق فصوروا الحجاب أنه كفن بدرج فيه إنسان على قيد الحياة 0

من جهل العلمانيين أنهم يحاولون التلبيس والدس ويقولون: أن المذهب العلماني يحرص على تحقيق العلم التجريبي، فإذا كان الأمر وهذا مع بطلانه يصفع العلمانيين العرب بالرد الحاسم إذا كان الأمر كذلك فأين أنتم من ذلك؟ وكيف تعلم من تخرجتم وإياه من جامعة واحدة فاهتدى غيركم إلى معرفة المخترعات التي سيروا بها الجماد وطاروا بالحديد بين الأرض والسماء وعمروا الأرض واكتشفوا أسرارا كانت غامضة، واخترعوا أسلحة الخراب والدمار الشامل وكونوا ثروة هائلة من الاختراعات النافعة والضارة وأسسوا حضارات في القديم والحديث! وكل موجود على ظهر الأرض لم يكن إلا بواسطة عقل الإنسان الغربي وهو الذي تخرج من الجامعات التي لقنت العلماني العربي مبادئ الهدم والتحلل ,توصل وحصل المتعلم الغربي إلى تلك الإنجازات والمخترعات المادية من ناحية! ولم توصلهم عقولهم إلى علم نافع يهديهم إلى التفكر في صنع الكائنات ,يذكرهم بصنع أ نفسهم و في بناء أجسامهم وما بث فيها من عجائب صنعه وخلق فيها من الآيات المعقدة المعجزة لهداهم ذلك إلى تعظيم الله.

ثم أعود إلى مناقشة تلاميذ الغرب من أبناء جلدتنا ومن يتكلمون بألسنتنا كيف لم تهديهم عقولهم ومعارفهم إلا إلى محاربة الإسلام وهو الدين الصحيح وهو الدين الذي قدم المسلمين حين كانت الهيمنة له وتأخر غيرهم من أهل الأديان المحرفة، نعم تقدم المسلمون حين كان قائدهم الإسلام وليس غير الإسلام وتأخر المسلمون حين ساد مجتمعاتهم تلاميذ والغرب وصنائعه البابغوات، وقد كانت هداياهم لمجتمعاتهم المنكوبة بهم هي المناشدة المستميتة إلى ترك الأحكام الشرعية الإسلامية وإلى ترويج العهر والدعوة إلى الدعارة التحلل من الأخلاق والسفور في أمة الإيمان والطهارة والعفة، ولم تهدهم عقولهم وعلومهم ومعارفهم إلى فن الصناعات المادية، ولم تهد هم تلك العقول إلى عظمة من خلقهم وخلق الكون بعموم ما فيه من الآيات العظام؟ ومن هنا يعلم العارف بالله إنما وهبهم تلك العقول ا لمقلوبة إلا ليبتليهم بها وكيف توصلوا بها إلى علم زائل ولم تهدهم تلك العقول إلى معرفة من ابتلاهم بما عملوا من مخترعات, ما هي إلا قشرة رفيعة وغرور من زينة الحياة الزائلة؟

فإذا فهموا علم ما صنعوه واكتشفوه فإن الله هو الذي هداهم إلى ذلك ليقيم عليهم الحجة كيف اهتدوا إلى فن علم الدنيا الفانية ولم يفكروا في عظمة من خلقهم بعد أن كا نوا لا يعلمون شيئا؟ وأن مر دهم إلى الله فيحاسبهم على غفلتهم عن الآخرة وهم يعلمون أن مصيرهم إليها وصدق الله جل جلاله القائل {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (7) الروم].

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير