تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس "!]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:04 م]ـ

[من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس "!]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

من تحريفات الأشاعرة تحريفهم لصفة الله تعالى " القيام بالنفس" , وهذه الصفة معلوم أنها مأخوذة من اسم الله تعالى " القيوم " , وسوف نبرز في هذا المقال وجه التحريف في هذه الصفة , والله هو الموفق ومنه نستمد العون.

معنى اسم القيوم عند السلف

عد بعض العلماء " الحي القيوم " أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى , وعللوا ذلك بغير الأثر الوارد؛ أنه يجمع وصف الله تعالى بصفات الكمال والغنى المطلق بل يجمع معاني الأسماء والصفات.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: واسمه الحي القيوم يجمع أصل معاني الأسماء والصفات كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذا اجتهد في الدعاء.

مجموع الفتاوى (1

207)

وقال ابن القيم رحمه الله: وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته فإنه القائم بنفسه لا يحتاج إلى من يقيمه بوجه من الوجوه , وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواه , وهو المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته , وهذا من كمال قدرته وعزته؛ فانتظم هذان الإسمان صفات الكمال والغنى التام والقدرة التامة.

بدائع الفوائد (2

410)

وقد انتظم من تفسير العلماء لمعنى القيومية ما يلي:

أ- الكمال في الأسماء والصفات والغنى المطلق كما تقدم.

ب- القائم بأمر كل شيء والمقيم له في كل شيء.

قال ابن القيم: واسمه القيوم مقتض لتدبير أمر العالم العلوي والسفلي وقيامه بمصالحه وحفظ له فمن أنكر صفات كماله لم يؤمن بأنه الحي القيوم.

التبيان (100)

قال ابن جرير: وأولى التأويلين بالصواب ما قاله مجاهد والربيع، وأنّ ذلك وصفٌ من الله تعالى ذكره نفسه بأنه القائم بأمر كل شيء، في رزقه والدفع عنه، وكلاءَته وتدبيره وصرفه في قدرته من قول العرب:"فلان قائم بأمر هذه البلدة"، يعنى بذلك: المتولي تدبيرَ أمرها.

تفسير الطبري (6

158)

ت- بمعنى الدائم الباقي الذي لا يزول – أي يتنزه عن العدم والزوال –

قال شيخ الإسلام: وقد بسطت الكلام في معنى القيوم فى موضع آخر وبينا أنه الدائم الباقى الذى لا يزول ولا يعدم ولا يفنى بوجه من الوجوه.

مجموع الفتاوى (1

25)

وقال الزجاج: القيوم هو فيعول من قام يقوم الذي بمعنى دام لا القيام المعروف وقال الله تعالى ذكره: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} أي دائما والله أعلم القيوم وهو الدائم وكان من قراءة عمر بن الخطاب رحمه الله" الحي القيام".

تفسير أسماء الله (56)

ث- من معانيه أيضا العلو.

قال ابن القيم: إن هذه الحجة العقلية القطعية ,وهي الاحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مباينا للعالم , وذلك ملزوم لكونه فوقه عاليا عليه بالذات لما كانت حجة صحيحة لا يمكن مدافعتها ...

الصواعق المرسلة (4

1328)

ج- إثبات الصفات الفعلية لله تعالى.

وقال ابن القيم: وقال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى: هو اسم الحي القيوم , والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام , ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شئ من الآفات ونقصان الحياة تضر بالأفعال , وتنافي القيومة فكمال القيومية لكمال الحياة فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة فالتوسل بصفة الحياة القيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال.

زاد المعاد (4

185)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير