تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الدليل على أن جبريل عليه السلام سمع القرآن العظيم من الرب تبارك وتعالى؟]

ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:12 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي الشافعي في كتابه الذي سماه الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول: " سمعت الإمام أبا بكر عبيد الله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الإسفرائيني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل مسموعاً من الله تعالى، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا، فما بين الدفتين وما في صدورنا مسموعاً ومكتوباً ومحفوظاً ومنقوشاً كل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين ". نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح الأصفهانية.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية:

لكن أهل الحق قالوا إنما = جبريل بلغه عن الرحمن

ألقاه مسموعا له من ربه = للصادق المصدوق بالبرهان

قال مقيده عفا الله عنه: وقد تطلبت لهذا الأصل دليلاً، فوجدت أن أحسن ما يستدل به حديثان الأول مرفوع والثاني موقوف.

أما الأول: فقد قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ص348 - 349: " بَاب صفة تكلم الله بالوحي وشدة خوف السموات منه وذكر صعق أهل السموات وسجودهم لله عزوجل

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُوحِيَ بِالأَمْرِ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةً أَوْ قَالَ رِعْدَةً شَدِيدَةً خَوْفًا مِنَ اللَّهِ فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَعِقُوا وَخَرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ ثُمَّ يَمُرُّ جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلائِكَةِ كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءِ سَمَاءٍ سَأَلَهُ مَلائِكَتُهَا مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ قَالَ فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ فَيَنْتَهِي جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ ".

والحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (7/ 94 - 95) والبيهقي في الأسماء والصفات برقم (435).

والثاني: قال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله في كتاب السنة رقم (536): " حدثني أبي رحمه الله نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش عن مسلم [بن صبيح وهو أبو الضحى] عن مسروق عن عبدالله: إذا تكلم الله عز و جل بالوحي سمع صوتَه أهل السماء فيخرون سجداً، حتى إذا فزع عن قلوبهم، - قال: سكن عن قلوبهم - نادى أهل السماء ماذا قال ربكم؟ قال صلى الله عليه و سلم: الحق قال كذا وكذا ".

قال أبو نصر السجزي رحمه الله في رسالته لأهل زبيد بعد ذكره: " ما في رواته إلا إمام مقبول ".

قلت: وهذا الأثر لا يستقل بالدلالة على المراد، وإنما يوضح ما في حديث النواس الأول، من إبهام في صفة التكليم، إذ صرح ابن مسعود رضي الله عنه أن التكليم يكون بصوت مسموع، والله أعلم

ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:37 ص]ـ

بارك الله فيك ونفع بك

ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:22 ص]ـ

وما ذكرت من أحاديث فيها دلالة على سماع القرآن وغيره من الوحي.

واستنباط جيد.

ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:01 م]ـ

أحسنتم بارك الله فيكم

وما تفضلتم به هو من الأدلة الجزئية على المقصود ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير