تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما عظم الخطأ فى هذا الكلام بخصوص النية]

ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:35 ص]ـ

قال أحد المؤلفين فى بحث له عن النية

وقد استشعر السلف أهمية النية فكانوا يمتنعون عن جملة من الطاعات اذا لم تحضرهم النية وكانوا يقولون لم تحضرنا فيه نية حتى ان بن سيرين لم يصل على جنازة الحسن البصرى وقال لم تحضرنى نية ثم ذكر اثار مثل ذلك عن السلف انتهى

وطبعا هذا خطأ لأنه اذا لم يكن ثم نيه صالحة للعمل فلا نقول لاتعمل العمل ولكن نقول صحح النية ثم اعمل العمل كمسألة الرجل يرتكب المنهى عنه هل يجوز له أن يمتنع عن اكار هذا المنكر اذا فُعل أمامه من غيره؟ فنقول ان نهيه عن هذا المنكر -معروف - فلا نمنعه من فعل المعروف ولكن نقول له افعل المعروف ويجب عليك أنت تنتهى عن هذا المنكر فى خاصة نفسك - قال هذا اكلام الشيخ محمد اسماعيل أثناء قرائته لكتاب مقاصد المكلفين لعمر الاشقر ولا أدرى هل هذا الكلام كلام الشيخ المقدم أم هو يقرأه من الكتاب

فليت أحدكم يزيدنا فى بيان خطورة قائل هذا الكلام الخطأ

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[04 - 05 - 09, 01:19 ص]ـ

أحسنت أخي الفاضل خالد، هذه دعوة لترك العمل بسبب عدم استحضار نية الإخلاص، ولم نسمع أن من هدي النبي أنه كان يترك بعض الأعمال لعدم حضور النية، والإخلاص في ذلك العمل، ولم يتبث ذلك ـ على حدّ علمي ـ عن أحد من الصحابة، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ولنقل إلينا ولاشتهر عنهم خاصة في هذا الباب العظيم.

فإن قيل ما العمل إذا أقدم الشخص على عمل ولم يستحضر نية الإخلاص لله، أو تطلعت نفسه لمقاصد أخرى؟

فالجواب أن يقال: على الإنسان أن يعمل، ويسأل ربّه أن يعينه على نيته وقصده وإرادته، كما يسأله الإعانة على عمله الصالح، ثمّ الاستغفار بعد ذلك لقول الله عزّ وجلفاستقيموا إليه واستغفروهفعقب بالاستغفار بعد الأمر بالاستقامة قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (وفي قوله عز وجل فاستقيموا إليه واستغفروه إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجير ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة) جامع العلوم والحكم (ص 205)، والله المستعان

وأمّا ما ورد عن السلف فيوجه بما يلي:

أن ذلك حكاية أحوال خاصة بهم، بينهم وبين نفوسهم، حملوا أنفسهم على ذلك، ولم يحثوا الناس عليها، ولم يلزموهم بذلك، ومن هذه الناحية لا إشكال، فقد يحمل الإنسان نفسه على أمور لا يطيقها غيره، يراها الأصلح لقلبه.

وأمّا ما تفضلت به من أنّ على الإنسان أن ينكر المنكر، ولو كان واقعا فيه، فأنقل لك هذا النقل العزيز:

قال الإمام النووي (ت676هـ) رحمه الله عند شرحه لحديث النبي e ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ... ) الحديث:

قال العلماء ولا يشترط في الآمر أن يكون كامل الحال، ممتثلا ما يأمر به، مجتنبا ما ينهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مخلاّ بما يأمر به، والنهي وإن كان ملتبسا بما ينهى عنه، فإنّه يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه وينهاها، ويأمر غيره وينهاه، فإذا أخلّ بأحدهما فكيف يباح له الإخلال بالآخر. اهشرح صحيح مسلم (1/ 218).

وفقك الله أخي خالد وزادك من واسع فضله

ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 02:30 ص]ـ

جزاك الله خيرا

لكن كيف نوجه فعل السلف اذا كان الفعل فى ذاته ضلال ولاتُحصل الفضيلة بالفساد؟

وانقل لك نقلا عن بن عطية فى تفسيره نقل الاجماع على وجوب الانكار وان كان المُنكِر متورط فى نفس المنكر

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[07 - 05 - 09, 03:19 م]ـ

جزاك الله خيرا

لكن كيف نوجه فعل السلف اذا كان الفعل فى ذاته ضلال ولاتُحصل الفضيلة بالفساد؟

وانقل لك نقلا عن بن عطية فى تفسيره نقل الاجماع على وجوب الانكار وان كان المُنكِر متورط فى نفس المنكر

أخي خالد أنا أنتظر نقلك عن ابن عطية فهو يهمني كثيرا، وجزاك الله عني خيرا.

وأما ترك العمل لأجل عدم استحضار النية، هذا الفعل في ذاته ليس ضلالا أخي خالد، وكيف يمكن أين يقع الضلال من إمام من أئمة السنة كابن سيرين رحمه الله الذي يعدّ أول من فتش في الأسانيد وتكلم في الرجال، وهو صاحب المقولة المشهورة التي أخرجها الإمام مسلم في مقدمة صحيحه، فقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصَّبَّاح، حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم) (1/ 15).

وفرق أخي خالد بين أن يحمل الشخص نفسه على ترك عمل لأجل أن دخله شيء من الرياء، أو حدثته نفسه بذلك، وبين أن يؤصل لهذه المسألة ويدعو الناس إليها.

فقد يكون حصل لابن سيرين ـ إن ثبتت عنه القصة التي نقلتها ـ شيء من ذلك كأن يكون سمع الناس يقولون سيصلي على الحسن ابن سيرين، ودخل قلبه شيء من الزهو فأراد أن يؤدّب نفسه، وهو يعلم أن رحمة الله للحسن رحمه الله لن تتوقف على صلاة ابن سيرين، وأن ترك الصلاة عليه أنفع لقلبه، أو لدواعي أخرى الله أعلم بها، المهم أن هناك فرقا بين تعامل الشخص مع نفسه، وما يدعو إليه غيره، فقد اشتهر عن ابن تيمية أنه كان يسجد على التراب ويمرغ جبينه في التراب إذا أشكلت عليه مسألة، وهذا فعل يحكى عنه، ولم يدعو إليه غيره.

ومثال من واقع الناس، نحن ندعو الناس إلى الدعوة إلى الله والتذكير والموعظة من باب نفع الناس والدعوة إلى الله، وقد يقع لأحدنا أن يكون في مجلس فيدعى للكلام فيمتنع ويكبح جماح نفسه، لما رأى من نفسه شيئا من العجب أو الزهو، وهذا أمر لا نستطيع أن ننكره على الناس، لأنه يرجع إلى الشخص ذاته، وهو أعلم بما يصلح قلبه، ولكن في العموم ندعو الناس إلى عدم ترك العمل لأجل عدم استحضار النية لئلا يصل به الأمر إلى حد الوسوسة، أما الوقائع المعينة، فلكل واقعة حالتها الخاصة، والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير