بما يُرد على مدعي جواز رؤية النبي ـ عليه السلام ـ في اليقظة؟!
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[27 - 05 - 09, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا منشغل بكتابة ونقل بعض المواضيع الدينية في ملتقى المهندسين العرب
وأيضاً لي أنشطة متواضعة أخرى
لكن في القسم الديني للملتقى وجدت جدل حول إمكانية رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في اليقظة!!
وطبعاً تصدر بعض الزملاء للرد على من يُجّوز ذلك
لكن رأيت حجتهم غير قوية كفاية
وأحب أن أحد الأخوة أو المشايخ هنا يشاهد هذا الحوار ويقوم بالتسجيل ثم الرد برد مفحم
لأن للأسف الزميل الذي يبرر القول بالجواز صال وجال وأتى بكلام علمي يحتاج لعالم للرد عليه
وهذا الزميل للأسف له أيضاً أفكار وآراء مريبة فنحب أن نُفحمه ـ لله ـ
الأخ الكريم المحاور للنفي هو م / جاسر
منتظر الرد منكم إن شاء الله
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[27 - 05 - 09, 04:18 م]ـ
(15083)
سؤال: كيف ينصح بالدليل من يعتقد أنه يمكن رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقظة في الدنيا وأنه يحضر معهم و ينصح لهم و يبارك لهم أفعالهم، من بين الأفعال التي يقومون بها، التواعد على الاجتماع في منزل أحدهم والقيام جماعة مع ترك صلاة الجماعة في المسجد، لأنهم يفعلونها جماعة في المنزل؟
الجواب: يعتقد الصوفية والقبوريون حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حياة حسية، وهذا خطأ، فلو كان يتصور خروجه من قبره وكلامه مع الناس، وحضوره معهم في الاجتماعات، وتبريكه لأفعالهم، لحصل ذلك للصحابة، وقد اتفق الصحابة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أنه مات الموتة الدنيا، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه كما يدفنون غيره من الأموات، واتفقوا على أن قبره معروف، كان في حجرته التي كان يسكنها في حياته، فهؤلاء الذين يعتقدون رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقظة في الدنيا، وحضوره معهم، ويتواعدون على الاجتماع في منزل أحدهم، ويتركون الصلاة في المسجد لاعتقاد أنه يحضر معهم، كل هؤلاء من أهل الخرافات، فلا يجوز الانخداع بهم، ولا تصديقهم، لأن هذه الأقوال ظنية وكذب يريدون بها أن يموهوا على أتباعهم من العامة حتى يعتقدوا صدقهم، وقد أخبر الله تعالى بموته كما في قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، ومن مات فإنه لا يبعث إلا في يوم القيامة، وحياة الأنبياء في هذه الدنيا أكمل من حياة الشهداء، ولكنها حياة برزخية، ليست كحياتهم قبل الوفاة، والأحكام في البرزخ على الأرواح، فهي التي تصعد وتذهب، وتجيء وتعذب وتنعم. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
2/ 6/1427هـ
(2676)
س: هل تمكن رؤية الكافر أو المبتدع أو العاصي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام وهل هي كرامة له؟ وهل رؤيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تخص المسلمين المؤمنين فقط؟ وهل يكون - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسيلة هداية عند رؤيته في المنام
وهل صحيح أن العلامة ابن باز والشيخ العثيمين [رحمهما الله] قد أجازوا رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام حتى للكافر؟
الجواب: اعلم أن رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام غير مُمكنة غالبًا؛ حيث أن الذين يرونه لا يجزمون بأنه هو محمدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنهم لا يعرفونه، ولم يروه في الحياة، والأقرب أن رؤيته حقيقة تختص بالصحابة الذين عرفوه في اليقظة؛ فإنهم إذا رأوه في المنام جزموا بأنه هو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأن الشيطان لا يتمثل به، فأما الذين ما رأوه في الحياة فقد يتمثل الشيطان بصورة إنسان مُقارب لصفته ويدَّعي أنه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فليس لأحد غير الصحابة أن يدَّعي رؤيته في المنام حقًا ولو كان ذلك الشخص الذي رآه مُشابهًا لصفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فإن الصفة لا تكفي في حقيقة الإنسان، فليس الخبر كالمُعاينة، فعلى هذا من ادعى أنه رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام لا ينبغي تصديقه ولا الجزم بأنه رآه حقًا، سواء كان من أهل السُنة والجماعة أو من العُصاة والفسقة أو من المبتدعة أو من الكُفار، فلا تُعد رؤيته كرامة له، والأقرب أن رؤيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام تختص بالمسلمين وتكون علامة خير وسعادة لمن رآه إذا صدقت رؤياه، وأما ما روي عن الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله في جواز رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى للكفار منامًا فنقول إن الغالب أن تلك الرؤية خيالية كما ذكرنا فلا ينبغي الجزم بها.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
23/ 11/1421 هـ
¥