[ماحكم ياء النداء في قول: يا رسول الله كم تألمت من أجلنا .. مثلا]
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني أرجو الإفادة ..
ماحكم ياء النداء في قول القائل:
يا رسول الله كم تألمت من أجلنا .. مثلا
أو يا رسول الله هل كان يرضيك حالنا ..
أو يا عمر ماذا كنت فاعلا لو كنت في زماننا ..
هذه أمثلة
أفيدوني بارك الله فيكم في أسرع وقت ..
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:36 م]ـ
الذي يظهر أخي أبا الحارث أن الحكم يختلف باختلاف قصد المتكلم، فقد يكون قصده الاستغاثة والطلب، وقد يكون القصد الأمر والنهي كما في مقولة عمر رضي الله عنه ((يا سارية الجبل))، وقد يكون القصد استحضار الحال وإثارة نفوس السامعين، كما في مقولة ((يا دنيا غري غيري)) فيكون النداء على غير بابه من باب المجاز كما في الأمثلة التي ذكرت.
فإن كان القصد الاستغاثة وهي محل النقاش ينظر هل المستغاث به مما يقدر على ما اُستغيث به لأجله، فإن كان كذلك كاستغاثة الأعمى بأي شخص أو الغريق بمن ينقذه كان مباحا، وإن كان مما لا يقدر عليه كالشفاء من المرض أو هبة الولد كان شركا.
والذي يظهر من الأمثلة التي سقتها ليست من باب الطلب والاستغاثة، ولكن من باب استحضار الحالة وتصوير الموقف وإعطاء صورة تمثيلية لما يريد أن يقرره المتكلم في نفوس سامعيه، بدليل أن كل من كان حاضرا يسمع الخطاب لا يفهم أن المتكلم يستغيث بمن ذكر أو يطلبهم، وهذا أسلوب من أساليب العربية معروف تجد له نظائر كثيرة في لغة العرب والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
مما له علاقة بالموضوع:
قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن - رحمهما الله - في " مصباح الظلام "، (ص 323 - 325):
قال المعترض: (فشرف الدين يخاطبه صلى الله عليه وسلم كما خاطبه حسَّان بن ثابت رضي الله عنه بكاف الخطاب بعد موته؟ وكما خاطبه صدِّيق هذه الأمة أبو بكر رضي الله عنه بعد موته .. إلخ)
والجواب أن يقال: (هذا الخطاب الذي خاطبه البوصيري في بردته خطاب سائل، داع، لائذٍ، مضطرٍّ، محتاج بما لا يقدر عليه إلاَّ اللّه تعالى، وخطاب حسَّان خطاب متوجد متمنٍ أن يقي وجهه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم التراب، وهذا من باب الوجد والأسف على فراقه، وذلك من باب الدعاء والطلب منه، فأين هذا من هذا؟
هل قال حسان: أعطني وأنا عائذ، أو لائذٍ بك في الحوادث والملمَّات؟ وقد جاء في السلام عليه والتشهُّد في الصلاة ما يفيد الفرق بين خطاب الْمُسَلِّم وخطاب الداعي الراجي، بل جاء في خطاب الموتى بالسلام ما يستبين به الفرق عند أولي الألباب والأفهام، وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: {السلام عليكم دار قوم مؤمنين} عند زيارتهم، ولو خاطبهم بغير ذلك من المطالب والدعاء، وقال: "جئتكم مستجيراً، عائذاً بكم، مستغيثا لائذاً بحماكم، طالباً لبركم ونعماكم، وما لي عند الحوادث والمهمات سواكم " لكان ذلك من الشرك الأكبر؛ الذي اتفقت الرسل ونزلت الكتب بتحريمه وتكفير فاعله، أفيقال: هذا خطاب وما قبله خطاب، ويسوى بينهما للاشتراك في الخطاب؟! هذا لا يقوله إلاَّ أضل الخلق وأجهلهم وقد جبل اللّه الخلق على الفرق بين دعاء الميت والدعاء له، واتفقت الفِطَر والشرائع على الفرق بين ذلك؛ وأكثر الناس اجتالتهم الشياطين، وأحدثوا من الدين ما لم يأذن به اللّه، وحللوا وحرموا بمجرَّد أهوائهم وآرائهم الضالة).
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
أخي أبا وائل غندر:
جزاك الله خيرا فقد أفتني ووفيت بما كتبت ... بارك الله فيك ..
أخي سليمان الخراشي:
جزاك الله خيرا على الإفادة .. كلام كنت أبحث عن مثله .. بارك الله فيك ونفع بك ..