تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكرام الكاتبين هل يكتبون نية لم تلفظ وظن يسبب الإثم؟]

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

[الكرام الكاتبين هل يكتبون نية لم تلفظ وظن يسبب الإثم؟]

سؤال وجه إلي؟

فما رأيكم بوركتم.

ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:14 ص]ـ

قال القرطبى عن هذه الآية توضحها الآية فى سورة ق (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

وعند تفسيرها كان مما قال رحمه الله

اى مايتكلم بشىء الا كتب عليه مأخوذ من لفظ الطعام وهو اخراجه من الفم

الى ان قال

قال ابو الجوزاء ومجاهد يكتب على الانسان كل شىء حتى الانين فى مرضه وقال عكرمة لايكتب الا مايؤجر عليه او يؤزر عليه وقيل يكتب عليه كل مايتكلم به

قال (ابو معاذ المصرى)

ظاهر الآيتين هذه والمسئول عنها من اختنا ان الملك لايكتب الا مايتلفظ به المرء وهو ماتقوم به الحجة على العبد ويدعم فهمى هذا الحديث (ان الله غفر لامتى ماحدثت به نفسها مالم تقل او تعمل)

والله اعلم

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:15 ص]ـ

يعلم الله أن هذه المسألة شغلت بالي مدة من الزمن فسألت الشيخ العلاّمةد. يوسف الغفيص حفظه الله عن هذه المسألة مرتين متباينتين في الزمن والموضع فقلت:

أليس الله قد استأثر بعلم ما في الصدور، فما هو السبيل للكرام الكاتبين لكتابة أعمال القلوب من الخشية والإنابة والتوكل والرجاء والحب، أو غيرها من أعمال الشر ـ نسأل الله العافية ـ كالحسد والبغض والكبر والرياء، فكأنه كره السؤال، وكان جوابه حفظه الله ورعاه: أن هذه المسائل مما لم يخض السلف في تفاصيلها، ونؤمن أن الأعمال كلها تحصى، والأولى ترك التعرض لها.

وبقي الموضوع يشغل بالي، فأقول تارة إن الله قادر على أن يُطلع ملائكته على أعمال قلب العبد حسنها وسيئها وإن كانت من الغيب الذي استأثر الله بعلمه لأن الله تعالى استثنى بعض خلقه بقوله {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عددا} [الجن 26ـ 27 ـ28]، ولا مانع من أن يدخل الكرام الكاتبون في هذا الاستثناء

وتارة أقول لعل الملائكة الكرام الكاتبين يكتبون الأعمال الظاهرة فقط، ثم يوم القيامة يبرز الله لعبده الأعمال الباطنة التي استأثر الله بعلمها وخفيت على الملائكة.

حتى أثرت هذه المسألة مع أحد طلبة العلم ـ ويعلم الله أني نسيت اسمه ولو تذكرته لذكرته من باب الأمانة العلمية ونسبة العلم إلى أهله فأعوذ بالله أن أكون ممن يحب أن يحمد بما لم يفعل ـ فذكرني بحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل. قال قال (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)

قلت: ولا شك أن الهمّ من أعمال القلوب لا أعمال الجوارح فتبيّن بذلك أن أعمال القلوب يكتبها الكرام الكاتبون ولو خفيت علينا طريقة اطّلاعهم عليها، فنؤمن أقلّ شيء بهذا القدر الذي ورد في الحديث الصحيح، والمقصود بالأعمال العزائم لا الخواطر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها) وحديث النفس هو الخواطر والعوارض، لا العزائم أما العزائم وهي أعمال القلوب فالإنسان مؤاخذ عليها بدليل قوله تعالى {وإن تُبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء}،والمسألة خاضعة للبحث والإثراء، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، ونسأله أن نجد صحائفنا مليئة بما يسر يوم العرض عليه

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 - 04 - 09, 05:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

أخوي الفاضلين أبو معاذ وأبو وائل، أشكركم وجزاكم الله تعالى كل خير على هذا التوضيح.

أما ما يدور في ذهني، فهو التالي:

قال تعالى:

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق:16)

{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} (ق:17)

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)

سياق الآيات الكريمة يرشدني فيما أرى إلى أن وسوسة الإنسان التي لا يتلفظ بها تكتب أيضا، وطبعا ما أقوله على سبيل المناقشة العلمية، حيث أني كنت أظن أن كل ما يدور في خلد الإنسان أو ينطق به يكتب، لقوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات:12).

لم أسأل أحد مشايخي أو أساتذتي عن ذلك، ولكنها كانت مسلمة في ذهني إلى أن حدثت المناقشة، فقلت أسأل.

والله أعلم وأحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير