تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عبقريات عباس العقاد: (3) ليست انتصاراً للإسلام

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:47 م]ـ

... جاري التنسيق معذرة

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحي

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

عبقريات العقاد: (3) ليست انتصاراً للإسلام

بِيَدِ القائلين بأن عباس العقَّاد كان إسلامياً .. ينتصرُ للإسلامِ وأهلهِ دليلٌ واحدٌ يقدموه لنا كلما أنكرنا عليهم قولهم بأن عباس العقاد كان إسلامياً يدافع عن حمى الدين وسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ، هذا الدليل هو (عبقريات العقاد)، لا تسمع منهم غير هذا، وإن كان المتحدث مثقفاً ذكر لك عدداً آخر من كتبه التي تحمل أسماءً إسلامية كـ (التفكير فريضة شرعية) و (ما يقال عن الإسلام) و (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه).!!

وبدايةً نتحدث عن عبقريات العقاد باعتبار أنها أوضح وأشهر نموذج لإسلاميات العقاد المزعومة، ثم نعطف على باقي كتبه التي تتناول مواضيع إسلامية.

& shy;­­­­­

هل حقاً كانت العبقريات إسلامية؟

هل كانت نصراً للدينِ وسيدِ المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟

للإجابة على هذا السؤال نتناول أموراً.

أولها: من هم العباقرة عند عباس العقاد؟!

ثانيها: لماذا كتب عباس العقاد العباقرة؟!

ثالثها: أكان ظلاماً؟!

أولا: من هم العباقرة عند عباس العقاد؟

هم: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والمسيح عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ وأبو بكر وعمر وعلي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ، ومحمد عبده، وسعد زغلول، وابن سينا، وابن رشد، وابن عربي، والحلاج. وغاندي الهندي عابد البقرة، وبنيامين فرانكلين (مؤسس أمريكا)، و (جيتي 1749م ـ 1832م) شاعر ألمانيا، و (فرنسيس باكون) و (شكسبير) و (برناردشو) (1)

يجمع العقاد بين سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين رسولِ الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسولِ الله المسيح عيسى بن مريم ـ عليه وعلى أمِّه الصلاة والسلام ـ، والصدِّيق، والفاروق، والإمام علي، والفيلسوف، والصوفي الملحد، والسياسي العميل العربيد (2)، والمنهزم فكرياً (3)، وعابد البقر!

كل هؤلاء يحملون أعلى الأوسمة عند العقاد (عبقري) أو (عظيم). ويصرح بذلك في (عبقرية محمد) ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (العظماء في جميع الأمم وفي جميع العصور .. يدخل فيهم القديسون كما يدخل فيهم الحكماء، ويدخل فيهم العلماء كما يدخل فيهم رجال الفنون والمخترعون، ويدخل فيهم القادة العسكريون والسياسيون .. ) (4)

أسأل: ما القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً؟

بأيهم العقاد معجب؟

بالشخصية القوية؟، أم بالشخصية المنهزمة التي تدعوا للانهزامية والذل كغاندي الهندي عابد البقرة؟

بالكافرين والضالين معجب أم بالمؤمنين الصالحين معجب؟!!

الحقيقة أن كل ذلك أوصاف لا تؤثر عند العقاد في الإعجاب، فلا هو مأخوذ بالأنبياء المرسلين، ولا بالمؤمنين الموحدين، ولا هو مأخوذ بالكافرين ولا بالفلاسفة الملحدين. مأخوذٌ فقط بكل مَن يصنع (مجداً)، بكلِ من يُؤَثِّر في حياة الناس ويكتب عنه التاريخ، كان مؤمناً أم كان فاسقاً!! فالفسق والإيمان ليس وصفاً مؤثراً عند العقاد. بل إن الكفر والإيمان مضطربان في حس العقاد، وقد قدَّمت بيان (التوحيد والأنبياء عند العقاد).

ويزداد الأمر بياناً بالنقطة الثانية.

ثانياً: لماذا كَتَبَ العقادُ العبقريات؟

في مقدمة (عبقرية محمد) (5) ـ صلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ذكر أن دافعه لكتابة العبقريات هو رد تطاول الناس على العظماء، تحت وطأة المساواة التي جرت بينهم اليوم.

وفي مقدمة عبقرية الصديق أفصح العقاد عن تألمه الشديد لما نال العظماء من تطاول في العصر الحديث، حتى صحَّ عنده أن العظمة في حاجة إلى ما يسمى (برد الاعتبار) في لغة القانون، ولم ينصرف حتى أعلن احترامه واعترافه بالجميل لكل عظيم حتى ولو كان من غير المسلمين، أو كما يقول هو: من (عظماء الأديان) (6)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير