[(وكلتا يديه يمين) اليس تفسير شيخ الإسلام على غير ظاهر النص؟]
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت صغيراً في الإبتدائي أخبرنا مدرسنا أن كلتا يدا الله يمين
ومثل لنا هذا الفعل تعالى الله عما يقول فتعلقت في قلبي لكن نسيتها
لكن بعد أن كبرنا وعلمنا المقصود من هذا المعنى ظهرت لي شبهة أخرى؟
الحديث: وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين
عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)
فالمقصود بأن يدا الله يمين كما قال شيخ الإسلام: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد جاء ذكر اليدين في عدة أحاديث، ويُذكر فيها أن كلتاهما يمين مع تفضيل اليمين. قال غير واحد من العلماء: لما كانت صفات المخلوقين متضمنة للنقص فكانت يسار أحدهم ناقصة في القوة ناقصة في الفعل، بحيث تفعل بمياسرها كل ما يُذمّ، كما يباشر بيده اليسرى النجاسات والأقذار - بَيَّنَ النبي صلى الله عليه و سلم أن كلتا يمين الربّ مباركة ليس فيها نقص ولا عيب بِوَجْهٍ من الوجوه كما في صفات المخلوقين، مع أن اليمين أفضلهما كما في حديث آدم قال: اخترت يمين ربى وكلتا يدي ربى يمين مباركة. فإنه لا نقص في صفاته، ولا ذمّ في أفعاله، بل أفعاله كلها إما فضل و إما عدل)
فهل هذا التفسير هو على غير ظاهره؟
فالظاهر أن كلتا اليدين يمين
فلماذا التفسير أتى على غير ظاهر النص؟
أرجو الرد على هذه الشبهة الموجودة لدي
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 05 - 09, 11:41 م]ـ
أخي الفاضل.
معنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {كلتا يديه يمين}
أي كلتا يديه جل وعلا يمين في الشرف والفضل وعدم النقص. بخلاف يَدَيِّ الآدمي، فالشمال في الغالب الأكثر عنده ضعيفة، أما الرب سبحانه وتعالى فكلتا يديه يمين في القوة والشرف والفضل وعدم النقص.
هذا هو التفسير الموافق للنص، وهو الحق الذي لا محيد عنه.
ويجدر بطالب العلم ألا يتعلق قبله بالشبهات.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله ناصحاً تلميذه ابن القيم رحمه الله: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه. ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليه صار مقراً للشبهات.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 02:30 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[22 - 05 - 09, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت صغيراً في الإبتدائي أخبرنا مدرسنا أن كلتا يدا الله يمين
ومثل لنا هذا الفعل تعالى الله عما يقول فتعلقت في قلبي لكن نسيتها
لكن بعد أن كبرنا وعلمنا المقصود من هذا المعنى ظهرت لي شبهة أخرى؟
الحديث: وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين
عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)
فالمقصود بأن يدا الله يمين كما قال شيخ الإسلام: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد جاء ذكر اليدين في عدة أحاديث، ويُذكر فيها أن كلتاهما يمين مع تفضيل اليمين. قال غير واحد من العلماء: لما كانت صفات المخلوقين متضمنة للنقص فكانت يسار أحدهم ناقصة في القوة ناقصة في الفعل، بحيث تفعل بمياسرها كل ما يُذمّ، كما يباشر بيده اليسرى النجاسات والأقذار - بَيَّنَ النبي صلى الله عليه و سلم أن كلتا يمين الربّ مباركة ليس فيها نقص ولا عيب بِوَجْهٍ من الوجوه كما في صفات المخلوقين، مع أن اليمين أفضلهما كما في حديث آدم قال: اخترت يمين ربى وكلتا يدي ربى يمين مباركة. فإنه لا نقص في صفاته، ولا ذمّ في أفعاله، بل أفعاله كلها إما فضل و إما عدل)
فهل هذا التفسير هو على غير ظاهره؟
فالظاهر أن كلتا اليدين يمين
فلماذا التفسير أتى على غير ظاهر النص؟
أرجو الرد على هذه الشبهة الموجودة لدي
صدقت أخي سامي هو صرف لظاهر النص، لكن بدليل شرعي آخر اقتضى هذا الصرف
فالجواب أخي الكريم سامي أنه ورد في أحاديث أخرى وصف إحدى اليدين بأنها يمين، والثانية باليد الأخرى (أي الشمال)، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض) البخاري (6983) ومسلم (993).
فاستشف أئمة أهل السنة وعلى رأسهم شيخ الإسلام أن المقصود بإطلاق لفظ اليمين على كلتي يدي الربّ سبحانه وتعالى أنّه من باب التأدّب مع الله جلّ وعلا، لئلاّ يتوهّم السامع في الأخرى النقص الذي جبلت عليه شمال المخلوق،،،
فهو صرف لظاهر النص بدليل شرعي صحيح، وهو من التأويل المحمود كما في قوله تعالى {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قالوا عبر بالماضي وقصد المضارع أي سيأتي لتحقق الوقوع، والدليل على هذا الصرف هو قوله تعالى في آخر الآية {فلا تستعجلوه}،
فلا إشكال أخي سامي حفظك الباري، وزوجك الحواري وأنا أيضا، والله تعالى أعلم
¥