تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يثبت الأشاعرة أسماء الله؟]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 05 - 09, 05:06 م]ـ

[هل يثبت الأشاعرة أسماء الله؟]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

مما هو مشتهر عند طلبة العلم أن الأشاعرة يثبتون الأسماء وسبع صفات وينفون الباقي كالصفات الخبرية والفعلية؛ ولكن في الحقيقة أن القول بأن الأشاعرة يثبتون الأسماء بإطلاق على التحقيق غير دقيق.

وذلك لما يلي:

أهل السنة والجماعة في إثباتهم لأسماء الله الحسنى يثبتون:

أ- الاسم أي اللفظ كالرحمن الرحيم الغفور ... .

والأشاعرة في هذه الجزئية يوافقون أهل السنة كما وافق في ذلك المعتزلة.

ب- إثبات المعنى الحقيقي لهذا الاسم فهم يثبتون اللفظ ويثبتون ما دل عليه اللفظ من المعنى المفهوم في لغة العرب؛ لأن الله خاطبنا بلسان عربي مبين.

فمثلا اسم الله الرحمن معناه ذو الرحمة الواسعة على مايفهم من كلام العرب , ولكن هل الأشاعرة يثبتون المعنى المفهوم في لغة العرب من مسمى الاسم؟

عند التحقيق لا!.

فالرحمن معناه إرادة الإنعام وإرادة الإحسان. فيرجعون معنى الاسم إلى إرادة الإنعام وهو عند التحقيق ليس معنى الرحمة ولكن أثره.

وهذا يصنعونه في أسماء عدة.

ومثال آخر اسم الله الظاهر فسر معناه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: وهو الظاهر ليس فوقه شيء , فمن معناه العلو أما الأشاعرة ففسر اللفظ بمعنى القاهر. انظر الإرشاد (154)

ومثال ذلك أيضا:الجبار قال الجويني: وقيل الجبار معناه حامل العباد على ما يريد .. الإرشاد (147)

وهكذا يؤولون المعنى المفهوم في لغة العرب في أسماء عدة؛ فالفرق بعد ذلك فيمن نفى الاسم لفظه ومعناه , وبين من أثبت لفظه ونفى معناه , وبين من أثبت لفظه وأول معناه فرق شكلي وليس حقيقي.

وقد عد أهل السنة والجماعة نفي معاني الأسماء الحسنى من أعظم الإلحاد فيها قال تعالى: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}

ولكن للإنصاف أن هذا التأويل للمعنى؛ كان لبعض الأسماء وليس للكل , ومن يتتبع ويقارن بين تفسيرهم لكثير من معاني الأسماء وبين تفسير السلف يجد فرقا وبونا أو نقصا في تفسير المعنى؛ فاقتضى التنبيه على هذه المسألة.

ومثال ذلك:

الرحمن فسرت عندهم بإرادة الإنعام.

المتكبر: فسرت بالمتقدس عن أمارات الحدث وسمات النقص.

الإرشاد (148) وهذا الكلمة تحتمل وجوها حقة وباطلة.

الغفار: فسر بالستر ثم يمكن حمل الستر على ترك العقاب ويمكن حمله على الإنعام.

الإرشاد (148) وهذا الأخير تفسير لأثر هذا الاسم.

وكذلك

الظاهر.

الجبار.

وإنما أردنا البيان والتنبيه على هذه النكتة وليس الاستقصاء , ولو تتبع طالب العلم لخرج بغير ذلك.

والله أعلم.

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 05:53 م]ـ

ولكن للإنصاف أن هذا التأويل للمعنى؛ كان لبعض الأسماء وليس للكل , ومن يتتبع ويقارن بين تفسيرهم لكثير من معاني الأسماء وبين تفسير السلف يجد فرقا وبونا أو نقصا في تفسير المعنى؛ فاقتضى التنبيه على هذه المسألة.

ومثال ذلك:

الرحمن فسرت عندهم بإرادة الإنعام.

المتكبر: فسرت بالمتقدس عن أمارات الحدث وسمات النقص.

الإرشاد (148) وهذا الكلمة تحتمل وجوها حقة وباطلة.

الغفار: فسر بالستر ثم يمكن حمل الستر على ترك العقاب ويمكن حمله على الإنعام.

الإرشاد (148) وهذا الأخير تفسير لأثر هذا الاسم.

وكذلك

الظاهر.

الجبار.

وإنما أردنا البيان والتنبيه على هذه النكتة وليس الاستقصاء , ولو تتبع طالب العلم لخرج بغير ذلك.

والله أعلم.

بارك الله فيكم ونفع بكم

الذي يظهر أن هذا التأويل مبطل لحقيقة كل الأسماء التي يتأولونها عندهم على غير معنى ما دلت عليها النصوص حتى وإن احتمل تأويلهم أثر تلك الصفة، لأن الإيمان بالمعنى التي تضمنته الصفة هو حقيقة الإيمان بها والإقرار بأثر تلك الصفة لا يدل على الإيمان بمعنى الاسم.

وإلا كيف يكون الإيمان بأن الغفور هو المريد الإنعام هو إيمان بمعنى الغفران الوارد في الاسم.

ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 07:01 م]ـ

قال القرافي في شرح التنقيح: " نحن نقول: معنى كونه تعالى حكيماً: كونه تعالى متصفاً بصفات الكمال من العلم العام المتعلق، والقدرة العامة التأثير، والإرادة النافذة ونحو ذلك من صفاته تعالى ".

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (13/ 127 - 128): " وَقَدْ فَسَّرُوا الْحِكْمَةَ إمَّا بِالْعِلْمِ وَإِمَّا بِالْقُدْرَةِ وَإِمَّا بِالْإِرَادَةِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْقَادِرَ قَدْ يَكُونُ حَكِيمًا وَيَكُونُ غَيْرَ حَكِيمٍ، كَذَلِكَ الْمُرِيدُ قَدْ تَكُونُ إرَادَتُهُ حِكْمَةً وَقَدْ تَكُونُ سَفَهًا، وَالْعِلْمُ يُطَابِقُ الْمَعْلُومَ سَوَاءٌ كَانَ حِكْمَةً أَوْ سَفَهًا، فَلَيْسَ عِنْدَهُمْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَنَّ اللَّهَ حَكِيمٌ ".

وتكلم كذلك شيخ الإسلام في نفس الموضع عن الصدق والعدل والرحمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير