تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليه السلام حال آية كونية من ربه، إذ تجلَّى ربه، ودعاوى التجلي عند الصوفية إما حال شيطانية وإما كِذْبة دجَّال أَفْيوني.

قال أبو عبدالرحمن: ليس هذا مجال إطالة، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وفي كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله وتأويله واعترافه بالأحوال والمعارف والمقامات بمقابِل التمكُّن من المعرفة الشرعية محل نقد كثير، بل في سائر مجلدات (مدارج السالكين)، مجال للنقد أكثر، ولا ينبغي لمسلم أن يُزكِّي هذا الكتاب إجمالاً مهما كان علم ابن قيم الجوزية وورعه، بل يعتذر له بأنه حَمَل أحوال العباد الزهاد على أحسن الوجوه لورعهم (38)، فيقبل من تأويله ماله وجه، ويُرَدُّ مالا وجه له لغة وشرعاً وضرورةَ عَقْلٍ، وتأويل ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى جميل لو أمكن تأويل كل مقالة بما تدل عليه اللغة والشرع، ولا ينفيه لغة ولا شرع ولا ضرورة عقل، وإنما أتكلم ببرهان، وإيثار للحق غير مبالٍ بأحدِ حتى لو كان في ذلك منيَّتي، فمن حاجَّني ومعه برهان حقِّ غاب عني، وقدر على إبطال براهيني خضعتُ له وقبلتُ منه، ومن حاجَّني بالتهويش والتهويل والعصبية، وادعاء العصمة لعالمٍ ما فسأمسك عن محاجَّته، وأقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل)؛ فإن التقليد بلا برهان والحمية والعصبية للمذهب داء بلي به كثير منا، فتدرَّب عليه الصغير، وهَرِم عليه الكبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ويكفي هذا القدر من المعادلة، وفي جعبتي ما تتسع له طروس. والفئة الثالثة: هم أهل التصوف من أهل الحلول والاتحاد، ونحلتهم خارجة عن ملة الإسلام، متنقِّصة لرب العالمين بدعوى واحديَّةٍ في الوجود تلغي خالقاً ومخلوقاً، وبدعوى تولُّد الخلق الذي هو مظهر من الخالق الذي هو جوهر؛ فسبحان الله وتعالى علواً كبيراً، ولعن الله هذا المذهب وقبَّحه، وأما تكفير القائل بهذا المذهب فالذي أدين لله به في بعض المسائل أنه لا تلازم بين الكفر والتكفير، فتكون العقيدة كفراً، ويكون المعتقد (بصيغة الفاعل) عنده شبهة؛ فيلزم إزالتها؛ فإذا التزم ما يلزمه بلا حجة جاز تكفيره في الدنيا، ولا نشهد بجنة ولا نار إلا لمن شهد له الشرع؛ لأننا لا نعلم حسن الخاتمة .. وأما في مثل هذا الموضع فالتفكير دنيوياً واجب؛ لأنه أمر لا يُعذر أحد بالجهل به؛ ولأن الشرع المُحْكَمَ الذي هو هداية للعقل جاء بالحق الصريح المحكم المنافي للحلول والاتحاد (39)، ولأن العقل قبل الشرع مطالب بالإيمان الإجمالي بكمال الرب سبحانه؛ ببراهين أن كل الرسل عليهم الصلاة والسلام قبل تبليغهم تفاصيلَ الشرع حاجُّوا قومهم بما في نفوسهم من مسؤولية الفؤاد والسمع والبصر - والفؤاد محل الاعتقاد -بما في الأنفس والآفاق من براهين ولأنه لم يخل زمن من نبي مرسل عُلِم دينُه إجمالاً بالتوار، وَوُجِدت آثار الهالكين المعَاقبين من قومه بسبيل مقيم، وإلى لقاء إن شاء الله مع (أدبيات الدكتور)، ثم لقاء ثالث مع (أدبيات الظاهري)، والله المستعان.

ـ[خالد السهلي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:02 م]ـ

وجدت كلامه في جريدة الجزيرة

وهاكم إياه وقد تعرض فيه لشيخ الاسلام وتلميذه بكلام وأظن مقاله تحرك جديد منه بعد خمود مقالاته دهرا

والوقفة الثالثة عشرة: لم يُحرِّضني الأستاذ حمد القاضي، ولا قصيدة معاليكم؛ وإنما انتفضتُ غضباً للحق بسبب عربجات خاسئة في الإنترنت أحضرها لي الشباب؛ فلما وعيتها مزقتها.

والوقفة الرابعة عشرة: أعظم به بركةً نبْشَ ذلك المدفون، وما هو إلا الحب لمعاليه باحتفاظي بقصيدته في عدد قديم من جريدة (الجزيرة) .. ومنهجي أنني أقص من الجرائد والدوريات التي لن أُبقيها كاملة عندي عن كل أثير لدي، وأرتِّب ذلك في أضابير، ولا أكتفي بجمع مادة الأدب مثلاً، بل أُصُنِّفه؛ فأجعل للشعر أضابير، وللدراسات أضابير، ولتراجم الأدباء أضابير، وللأسلوبية .. إلخ أضابير .. وأما الدوريات التي أقتنيها فأصور منها فهرستَ كل عدد، وأضعه في أضابير، وأُصوِّر الكتب المحقِّقة وأُجِلِّدها مصنفة؛ ليسهل الرجوع إليها .. ومن بركات ذلك النبش أنني حركت ينابيع الدكتور فتدفَّقتْ، وأنه يُثري كتابي عن الدكتور غازي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير