تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - والجمع بالدليل كقولهم الأحكام شاهدا دليل في العقل على أن لفاعله علما به والباري تعالى محكم متقن لأفعاله فدل أن له علما.

3 - والجمع بالشرط كقولهم الباري مريد وكل مريد قاصد لفعله والقصد مشروط بالعلم والباري له علم وإلا لثبت المشروط بدون الشرط.

4 - والجمع بالعلة وهو عمدة من يثبت الأحوال كقولهم العلم واتلعالمية متلازمان والعالمية مترتبة على العلم .. .

" شرح العقيدة الكبرى " (175) للسنوسي

عندما يقارن طالب العلم بين كلام أهل السنة والجماعة وبين كلام غيرهم من أهل الكلام والفلسفة يجد الثبات والوضوح في منهج أهل السنة والجماعة , ويجد الاختلاف والتناقض في كلام أولئك الذين خالفوا منهج أهل السنة والجماعة , وخذ مثالا على ذلك هذه المسألة , وهي مسألة قياس الغائب على الشاهد عند الأشاعرة؛ فمن مثبت لها إلى ناف لها إلى متناقض في مطالبها.

فالآمدي يحكي اتفاق الأشاعرة على هذه المسألة وينقل قول الإسفراييني من أن كل أمرين ثبت تلازمهما في الشاهد لزم أن يتلازما غائبا ولم يعتبر في ذلك جامعا, والجرجاني يعتمده طريقا لإثبات الصفات , ومن قبله شيخ المذهب الأشعري يعتمده في اللمع , والباقلاني يعتمده وخصوصا في جامع العلة والدليل , والجويني والغزالي والرازي ينقدون هذه المسألة ولا يعتمدونها.

وانظر لذلك " الآمدي وآراؤه الكلامية " في مبحث قياس الغائب على الشاهد.

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا تبين ذلك فنقول المتكلمون والفلاسفة كلهم على اختلاف مقالاتهم هم في قياس الغائب على الشاهد مضطر بين كل منهم يستعمله فيما يثبته , ويرد على منازعه ما استعمله في ذلك , وإن كان قد استعمل هو في موضع آخر ما هو دونه وسبب ذلك أنهم لم يمشوا على صراط مستقيم بل صار قبوله ورده هو بحسب القول لا بحسب ما يستحقه القياس العقلي.

بيان تلبيس الجهمية (1

310)

ضابط أهل السنة في مسألة قياس الغائب على الشاهد

1 - قياس الغائب على الشاهد منه الحق ومنه الباطل

قال شيخ الإسلام: وإذا استدلوا بالنظر والقياس والمعقول والبراهين التي يحتج بنظيرها مخالفوهم بل بالبراهين التي هي أصح من ذلك وهي حق في أنفسها قرروا ذلك من وجوه:

أحدها: وفيه قاعدة جليلة جامعة وهو أن يقال لا ريب أن قياس الغائب على الشاهد يكون تارة حقا وتارة باطلا , وهو متفق عليه بين العقلاء؛ فإنهم متفقون على أن الإنسان ليس له أن يجعل كلما لم يحسه مماثلا لما أحسه؛ إذ من الموجودات أمور كثيرة لم يحسها ولم يحس ما يماثلها من كل وجه؛ بل من الأمور الغائبة عن حسه مالا يعلمه أو ما يعلمه بالخبر بحسب ما يمكن تعريفه به كما أن منها ما يعلمه بالقياس والاعتبار على ما شاهده , وهذا هو المعقول كما أن الأول هو المسموع والمحسوس ابتداء هو ما يحسه بظاهره أو باطنه , وهذا بين.

بيان تلبيس الجهمية (1

303)

2 - لا يلزم من الاشتراك اللفظي التشابه في الحقائق

قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية (105)

" وأما ما يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور الغائبة فقد يكون مما أدركوا نظيره بحسهم وعقلهم كإخبارهم بأن الريح قد أهلكت عاداً؛ فإن عاداً من جنسهم , والريح من جنس ريحهم , وإن كانت أشد.

وكذلك غرق فرعون في البحر , وكذا بعينه الإخبار عن الأمم الماضية , ولهذا كان الإخبار بذلك فيه عبرة لنا كما قال تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}.

وقد يكون الذي يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يدركوا مثله الموافق له في الحقيقة من كل وجه لكن في مفرداته ما يشبه مفرداتهم من بعض الوجوه كما إذا أخبرهم عن الأمور الغيبية المتعلقة بالله واليوم الآخر فلا بد أن يعلموا معنى مشتركاً وشبهاً بين مفردات تلك الألفاظ , وبين مفردات ما علموه في الدنيا بحسهم وعقلهم.

فإذا كان ذلك المعنى الذي في الدنيا لم يشهدوه بعد , ويريد أن يجعلهم يشهدونه مشاهدة كاملة ليفهموا به القدر المشترك بينه وبين المعنى الغائب أشهدهم إياه , وأشار لهم إليه وفعل قولا يكون حكاية له وشبها به يعلم المستمعون أن معرفتهم بالحقائق المشهودة هي الطريق التي يعرفون بها الأمور الغائبة فينبغي أن يعرف هذه الدرجات:

أولها: إدراك الإنسان المعاني الحسية المشاهدة

وثانيها: عقله لمعانيها الكلية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير