تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا ينقله عن أستاذه محمد عبده، وعن ما تسرب من دراسات الاستشراق، وبرز هذا الكلام بشكل موسع في تلك الأيام، وكان الإطار العام هو التحدث للغرب بأننا مثلكم، لا (خير) عندكم لا يمكن لنا أن يكون عندنا مثله، وإن كان (رقصا) وإن كان (تمثيل) أو (تماثيل)، فلم يكن العقاد وحده من تكلم بهذا، وإنما نفر قبله ونفر بعده.

وكل الضرر في التماثيل، فثلثي بني آدام ممن يعبدون الأحجار في شرق المعمورة، بل تسعة أعشارهم (إذا اعتبرنا أن النصارى وثنيون بتقديسهم للصورة والأيقونات، بل إن النصرانية إنحراف وثني لم يخرج عن الوثنية كثيراً، هي الحقيقة وإن أنكروها)، وقد حدثنا الصادق الأمين بأن الناس سيعبدون ثانية اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى. ومن له معرفة بعقلية إبليس، وكيف يفكر، يعلم أن الأصنام .. أو الصور .. أو الأوثان .. أو المشاهد هي محور أساسي في عقلية إبليس وقد شرحت هذا وبينته في مكانٍ آخر (1). فكيف يقول عباس وغيره بأن لا ضرر مع التماثيل؟!

والصحابة لم يسمعوا الغناء، بل حرموه والعقاد يكذب عليهم (2).

ولا أحد يقول بأن ما يعرضه أهل التمثيل مباح؟ لا أحد يقول بهذا. وقد كان حال التمثيل والممثلين في زمن العقاد أسوء بكثير من حالهم اليوم. حتى لا يبادرني أحدهم بالقول بأن الرجل رأى أطهاراً على الشاشات فتكلم بتلك الكلمات.

فالتمثيل و (الفنون الجميلة) ليست أبداً من المباح. وعملياً لا تنهض بالمباح (3) فلم يقل أحد أن النظر للساقطين والساقطات في شاشات السينما والتلفاز مباح أبداً، إلا عباس العقاد ومن قال بقوله.

قلتُ: أكثر الرجل من غزو النساء، وكانت كتاباته (الإسلامية) حال عشقه لإحدى الممتثلات (الفنانات) الصغيرات (مديحة يسري أعني)، ومعلوم أنها رفضته مع إعجابها بشخصه لكبر سنه ربما، إذ قد تجاوز الخمسين، فلربما حاول أن يركب حماراً من (الحلال) ليتفيء ظلالها .. ربما. وقد سبقه نموذج شهير، انحرف حين أعجب بإحداهن، وما وجد سبيلاً غير محاولة تحريف الملة لينال من قدِّ حبيبته، أعني بن عربي.

فقط أبين لحضراتكم فيما يتكلم العقاد في كتابه (التفكير فريضة إسلامية). ذاك الكتاب الذي ذاع صيته في كل مكان. وأبين لحضراتكم إلى أين ينتهي العقاد حين بدأ الحديث عن (التفكير)، أو عن احترام الإسلام للعقل. إلى حيث طه حسين، وقف بجواره يدعو بدعوته.!!

العقاد في هذه الجزئية مثل طه حسين ـ في هذه الجزئية أعني ـ فطه حسين (وهو صديق العقاد) قال: نأخذ منهم كل شيء، فثارت الدنيا عليه، وعباس العقاد عاد إلينا وسنَّ قلمه وراح يقول لنا ليس في ديننا ما يمنع ما يأتينا من الغرب من فنون وتمثيلٍ وتماثيل .. الخ. فما الفرق؟!

أثم فرق؟!

الفرق فقط في الأسلوب. بل حين تدقق النظر تجد أن العقاد أشد وطئة علينا من طه حسين.

فلا داعي ثانية أن نحفل بالعقاد، ونقول مفكر إسلامي يدافع عن الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ولا داعي أن نحفل بكتابة (التفكير فريضة إسلامية).

تخلفنا التقني من السبب؟

يا سادة!

التحدث عن (التطور) و (الرقي) و (تعلم العلم الحديث) ذر رمادٍ في العيون، الحقيقة أننا حين اتصلنا بالغرب ذهبنا إليهم لنتعلم منهم ما نهدم به ديننا، كانت البعثات أدبية .. عقدية .. تتعلم ما يضاد العقيدة، ولم تكن البعثات علمية تقنية كبعثات اليابان. فقد كان المتحدثون عن ضرورة أخذ ما عند الغرب من علوم حديثة في وادٍ وما يحدث على أرض الواقع في وادٍ آخر. والحقيقة أننا لم نحصل على شيء مما تكلموا به، وصار حالنا اليوم على هذه الحالة من التخلف التقني. مع أننا امتثلنا أمرهم، وسرنا في دربهم واقتفينا آثارهم!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير