قلت – شيخ الإسلام -: ولقائل أن يقول: هذا ضعيف من وجوه: .. .
درء (1
350)
ونقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً.
الفتح (13
455)
وكذلك الآمدي اعترف أن حجج أصحابه ضعيفة في منع قيام الصفات الاختيارية بالله قال: "وقد احتج أهل الحق على امتناع قيام الحوادث به بحجج ضعيفة: الأولى…".
درء التعارض (2
195)
قال الدكتور حسن الشافعي: أما الآمدي فإنه كعادته ينقد أدلة المتكلمين على بطلان قيام الحوادث بذاته تعالى:
أولا: بادئا بدليل الأشاعرة المشهور لو جاز قيام الحوادث بذاته لاستحال خلوه عنها , وما استحال خلوه عن الحوادث حادث , وذلك محال عليه تعالى , وقد اعتمد عليه الجويني في الإرشاد والغزالي في الاقتصاد , ولكن الآمدي يرى أنه ضعيف جدا , وذلك لاستناده إلى عدة قضايا خاطئة أو مشكوك فيها كقولهم كل ما لا يخلو عن الحوادث حادث , وهذه يمكن الشك فيها ولئن سلمت؛ فلا يلزم من كونه تعالى قابلا للحوادث ألا يخلو منها إلا على أساس قاعدة أنه لا يخلو عن الاتصاف بالشيء أو ضده التي قال بها الأشعري , وقد سبق إبطالها بأن الضدين قد يرتفعان كما أنه لا يلزم من حدوث الشيء أن يكون ضده حادثا مثله. وقد سبق للرازي أن انتقد هذا الدليل من بعض الوجوه ... .
ثانيا: ثم يعرض الآمدي للدليل القائل: لو حلت الحوادث بذاته – تعالى – لكان متغيرا والتغير يحوج إلى مغير ومرجح والله منزه عن ذلك. وقد اعتمد عليه الشهرستاني قبله ثم جاء الرازي فأنكره واعتبره مصادرة على المطلوب لأنه يشبه القول: لو قامت به الحوادث لقامت به الحوادث فلا معنى للتغير إلا هذا , ويرى الآمدي أنه دليل غير حاسم إذ قد يتمسك الخصم بأن المرجح لهذه المتغيرات هو الذات نفسها؛ فلم يلزم الاحتجاج إلى الغير وهو المجمع على تنزيهه تعالى عنه.
الآمدي وآراؤه الكلامية (347,346)
وحقيقة الخلاف المزعوم بين القول بالإضافات أو المتعلقات وبين القول بحلول الحوادث – على اصطلاحهم - خلاف لفظي.
قال شيخ الإسلام: أن يقال: تسمية هذا متجددا وهذا حادثا فرق لفظي لا معنوي ولا ريب أن أهل السنة والحديث لا يطلقون عليه سبحانه وتعالى أنه محل للحوادث ولا محل للأعراض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة التي يفهم منها معنى باطل؛ فإن الناس يفهمون من هذا أن يحدث في ذاته ما سمونه هم حادثا كالعيوب والآفات والله منزه عن ذلك سبحانه وتعالى وإذا قيل: فلان ولي على الأحداث أو تنازع أهل القبلة في أهل الأحداث فالمراد بذلك: الأفعال المحرمة كالزنا والسرقة وشرب الخمر وقطع الطريق والله أجل وأعظم من أن يخطر بقلوب المؤمنين قيام القبائح به والمقصود أن تفرقة المفرق بين المتجدد والحادث أمر لفظي لا معنى عقلي ولو عكسه عاكس فسمى هذا متجددا وهذا حادثا لكان كلامه من جنس كلامه.درء التعارض (1
351)
والشاهد اعتراف كبار علماء الأشاعرة بضعف المقدمات التي اعتمد عليها الأشاعرة على نفي الصفات الاختيارية لله تعالى بل وإقرارهم بها.
والله أعلم.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً
وزادك علماً وجعلك ممن طال عمره وحسن عمله وأكثر في المسلمين من أمثالك
فلم يلزم الاحتجاج إلى الغير وهو المجمع على تنزيهه تعالى عنه.
طلب يا شيخنا الكريم:
أود لو تشرح لي موقف أهل السنة من مقولة أن الله تعالى خارج الزمن لأنه خالقه وتأثيرها على صفات الإرادة والخلق وغيرها
وسؤال: إذا كان الأشاعرة لا يقولون بإثبات الأفعال الاختيارية لربنا عز وجل فما معنى إثباتهم للإرادة؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك , ولك بمثل ما دعوت.
أولا:أخي الكريم , لفظ الزمان كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحتمل معنين
¥