تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الرحيم: فهو اسم من أسماء الله مشتق من صفة من صفاته، لكنه لا يعين ذاته، بل يمكن أن يوصف به غيره كقول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].

5 - تحريف صفتي [الرضا والغضب]:

جمهور الأشعرية والماتريدية على تأويل صفتي الرضا والغضب، وخالفهم الامام السبكي كما أوضحنا في مقالنا [تناقض الطائفة السبعية، رد الأشعرية على الأشعرية] وتجدونه على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216221 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216221)

ومما جاء فيه: نقل ملا على القاري في شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة (69 - 70) قول الإمام الطحاوي: ولا يقال إن الرضا إرادة الإكرام، والغضب إرادة الانتقام فإن هذا نفيٌ للصفة.

ثم رد على من تأوَّل هذه الصفات - وهو وإن كان ماتريدي إلا أن المذهب سواء عند الأشعرية - فقال نقلا عن شارح الطحاوية:

ويقال لمن تأول الغضب والرضا بإرادة الإحسان: لم تأولت ذلك؟ فلا بد أن يقول: لأن الغضب غليان دم القلب، والرضا الميل والشهوة، وذلك لا يليق بالله تعالى! فيقال له: غليان دم القلب في الآدمي أمر ينشأ عن صفة الغضب، [لا أنه الغضب]

ويقال له أيضا: وكذلك الإرادة والمشيئة فينا، هي ميل الحي إلى الشيء أو إلى ما يلائمه ويناسبه، فإن الحي منا لا يريد إلا ما يجلب له منفعة أو يدفع عنه مضرة، وهو محتاج إلى ما يريده ومفتقر إليه، ويزداد بوجوده، وينقص بعدمه.

فالمعنى الذي صرفت إليه اللفظ كالمعنى الذي صرفته عنه سواء، فإن جاز هذا جاز ذاك، وإن امتنع هذا امتنع ذاك.

فإن قالوا: [الإرادة] التي يوصف الله بها مخالفة للإرادة التي يوصف بها العبد، وإن كان كل منهما حقيقة؟

قيل له: فقل إن الغضب والرضا الذي يوصف الله به مخالف لما يوصف به العبد، وإن كان كل منهما حقيقة. فإذا كان ما يقوله في الإرادة يمكن أن يقال في هذه الصفات، لم يتعين التأويل، بل يجب تركه؛ لأنك تسلم من التناقض، وتسلم أيضا من تعطيل معنى أسماء الله تعالى وصفاته بلا موجب. فإن صرف القرآن عن ظاهره وحقيقته بغير موجب حرام، ولا يكون الموجب للصرف ما دل عليه عقله، إذ العقول مختلفة، فكل يقول إن عقله دل على خلاف ما يقوله الآخر!

وهذا الكلام يقال لكل من نفى صفة من صفات الله تعالى، لامتناع مسمى ذلك في المخلوق، فإنه لا بد أن يثبت شيئا لله تعالى على خلاف ما يعهده. اهـ

وراجع شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (1/ 305)

6 - يسمع = في قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} بمعنى يفهم عندهم .. لتقرير القول بالكلام النفسي ونفي الحرف والصوت عن كلام الله وهو مذهب أهل السنة الصريح الموافق للآيات والأحاديث الواردة، فلجأ هؤلاء الى تحريفه لغة واصطلاحا وشرعا ليتسنى لهم تقرير عقيدتهم الفاسدة في هذا الباب .. ومرجع هذا المذهب الى عبد الله بن كلاّب وهو شيخ الأشعري فقد قال في قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} قال: أي حتى يفهم كلام الله!

وانظر مقالات الإسلاميين [ص585].

7 - استوى = ولا يخفى تحريفهم للإستواء بالاستيلاء، واستدلوا عليه ببيت شعر الأخطل النصراني: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق .. فقرروا نفي الاستواء الحقيقي واستبدلوه بالاستيلاء الذي فيه نقص ظاهر لا يخفى على المتأمل ..

وفي مقال تناقض الطائفة السبعية محاولات لهم لاخراج لغوي لهذه اللفظة ..

فذكر الإمام البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 314) حكايتان عن ابن الأعرابي [وهو أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي اللغوي صاحب النحو]

الأولى: قال ابن الأعرابي: قال لي أحمد بن أبي دؤاد [هو الجهمي]: يا أبا عبد الله، يصح هذا في اللغة، ومخرج الكلام: الرحمن علا من العلو، والعرش استوى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير