تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 08:17 م]ـ

هذا الداعية في ضلال مبين، والعياذ بالله.

و وجه ذلك أن الذي يدعو الكافر للإسلام يجب أن يدعوه لأركانه ـ أركان الإسلام وأركان الإيمان ـ والأمر بهذا الاعتبار ليس له علاقة بكفر تارك الصلاة، أو تارك الزكاة، أو حتى تارك عمل الجوارح كلها أصلا!

القضية هنا هو رجل (لا يبلغ) الناس بالإسلام إلا بالشهادتين، أو بهما وبالصلاة، وهذا ضلال!

وفي حديث معاذ المشهور (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفى رواية: إلى أن يوحدوا الله-فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليله، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤحذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلموم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) وقال تبارك وتعالى (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، يعني ادخلوا في الإسلام كله بكل شرائعه وأحكامه، وفي حديث الأعرابي الذي التزم الأركان (أفلح إن صدق)، والنبي كان يرسل الرسل إلى القري والنواحي والأمصار فيعلمون الناس شرائع الإسلام جملة وتفصيلا، وكذا عمل خلفائه، ومن بعدهم من العلماء والدعاة منذ بعث الله النبي إلى الآن!، والأدلة على ذلك كلها اتفاقية ليس شيء منها نزاعيا.

من أجل ذلك فيجب على المؤمن إذا علم الأركان ـ وأعني هنا أركان الإسلام ـ أن يلتزمها، وهذا بقطع النظر عن كونها يؤديها أم لا، لكن المراد أن يلتزم مشروعيتها و وجوبها، وهذا ما يقول عنه أهل العلم (أن النطق بالشهادتين يجب أن يشتمل في نفسه على الإقرار والالتزام بالشرائع)، وهذا لا ينافي أن مجرد نطقها يعصم النفس والمال، لأنه شروع في العاصم لا إتمامه، فلو ظهر بعد ذلك عدم التزامه بجملة الشرائع وإقراره بها لم تنفعه ولم تعصمه،و هذا مسائل طويلة لكنها معروفة.

وبناء على ذلك فحكم هؤلاء أنهم لا يعلمون عن الإسلام إلا الشهادتين والصلاة، فلو لم يعلموا عن الإسلام إلا هذا فهم حدثاء عهد بإسلام لا يؤاخذون بهذا الجهل، لكن يجب تعليمهم بقية الأركان و وجوبها وأن يذعنوا لذلك، فحكمهم الآن (من حيث الجملة كما قلت) أنهم أسلموا وعصموا أنفسهم بالشهادتين، لكن يجب تبليغهم بأركان الإسلام والإيمان وشرائعه الواجبة عليهم عينا، ولكن الذي يظهر والله أعلم (أن استمرار هذا الجهل متعذر) ولو كانوا في غير دار الإسلام، في مثل عصرنا هذا، ولكن هذه مسألة أخرى تعلم بالاستفصال والقرائن والأحوال.

والله أعلم

الحمد لله وحده ...

مع أن الأخ الفاضل السائل ألح في ترك حال الداعي، إلا أنه قد تم تناوله على كل حال. فالمعذرة.

وينبغي التأمل والتأني قبل الجزم بضلال هذا الداعي.

وبادي الرأي لا أرى فيما يفعله حرجًا إذا ما أخذنا في الاعتبار بؤس الواقع الذي نعيشه ومستوى أكثر الدعاة، واهتمامتهم.

وينبغي ألا يغفل الأصل المستقر في دين الله عز وجل الذي دلت عليه عشرات الدلائل المختلفة في المسائل المختلفة من أن (من عمل خير ممن لم يعمل وإن كان في عمله نقص).

وهذا لا يرفع عن العامل حرج النقص إلا إن كان معذورًا.

فمن صلى وترك خير ممن ترك الصلاة.

وإن قدر من يصلي فلا يكتب له من صلاته شيء لسهوه في كل صلاته، فهو خير من تارك الصلاة.

بل لعله خير ممن يصلي أحيانًا فيكتب له بعض أجر صلاته، ويترك أحيانًا فلا يصلي البتة، إذ هذا الأخير مختلف في كفره حال تركه.

والذي يدعو الكفرة إلى الإسلام، ثم يدخلهم في عقيدة الأشاعرة أو غيرهم من الفرق البدعية المسلمة يشكر له إنقاذه هذه الأنفس من الخلود في النار إن لم تصل بدعتهم إلى الكفر، ويكفر له تعليمهم البدعة.

لكن مصلحة إنقاذهم أرجح من تركهم على حالهم بدرجات عظيمة لا يعلمها إلا الله وحده.

=====

ثم ..

لا يستقيم حكم قاطع على هذا الداعي قبل الاستفصال عن حاله ورؤيته في الدعوة.

فمعلوم أن الميسور لا يسقط بالمعسور ..

ومن السؤال علمت أن هذا الداعي يذهب إلى أن إدخال الوثنيين في الإسلام خير من تعليم الناس الإيمان الواجب عليهم.

وأنا أتوقف في هذا، وأحتاج إلى التأمل فيه، ولا أقطع بخطئه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير