تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد تكون هذه الرؤية صحيحة إذا أخذنا في الاعتبار أنه علمهم المعنى الجملي لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وأنها تتضمن طاعة الله ورسوله فحسب .. وترك ما عداه من أهواء النفس ..

وأن الإسلام دين شامل، ومنهاج في كل مناحي الحياة .. في المأكل والملبس والنوم واليقظة والحياة والموت.

وأن الله أوجب عليهم أمورًا، فيجب عليهم أن يتعلموها ولا يحل لهم تركها ..

===

فإن تركهم هذا الداعي على ذاك .. متعللا أنه تركهم على حال تنقذهم من الخلود في النار ..

وأبلغهم بالمعنى الجملي للشهادتين ..

ثم ..

فوق ذلك علمهم أعظم مباني الإسلام ..

ويدخل في هذا أنه علمهم شروطها في البدن والملبس .. وأركانها التي لا تصح إلا بها.

ثم قال ..

إنما أحسن إقناع الكفرة، وأجيد التخاطب معهم وإدخال هذه المعاني في قلوبهم ..

فالظاهر أنه محسن أيما إحسان .. والشد على يديه واجب على كل مستطيع.

========

ويمكن أن يصاغ هذا على وجه آخر فيقال ..

إن الله قد أوجب على الأمة أنواعًا من الدعوة إلى دينه وكتابه وسنة نبيه.

1 - فيجب على الأمة دعوة الوثنيين واللادينيين (وهم بالملايين) إلى توحيد الله والاعتراف به والإيمان به وبرسوله، فيدخلوا في عموم المسلمين.

2 - ويجب على الأمة دعوة المسلمين الجهلة (وهم بمئات الملايين) بتعليمهم أحكام ما أوجب الله عليهم من الأركان والواجبات.

3 - ويجب على الأمة أن تنفر طائفة منهم فيتعلمون أحكام الله في سائر شرائعه ومسائل دينه.

4 - .... إلخ ..

ومعلوم أن من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من كان يقدر على القيام بكل ذلك علمًا وحالاً .. بخلاف الحال اليوم.

غير أن الميسور لا يسقط بالمعسور ..

فكل من قدر على شيء من هذه الواجبات تعين عليه إن لم تكن الكفاية قد سدت فيه، وإن لم يكن قادرًا على شيء من الأنواع الأخرى.

ومعلوم الحديث في صحيح البخاري وغيره: (بلغوا عني ولو آية).

===

فإن قيل:

فالظاهر أن هذا الداعي يقدر على غير هذا النوع غير أنه يرى أن إدخال الوثنيين في الإسلام خير من تعليم الناس الإيمان الواجب عليهم.

فيقال:

قد سبق أنني أتوقف في هذا الذي يراه قبل الجزم بخطئه اليوم ..

ومسائل الدعوة إلى الله مما يتغير الحكم فيها - قطعًا - بتغير حال المدعو، وحال المسلمين، وحال الداعي، والعوارض التي تعترضه ..

ولا شك عندي أن في إسقاط أحوال الدعاة والمدعوين والمناوئين أيام النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاة والمدعوين والمناوئين والقادة اليوم أنواعًا من الخلل العظيم.

هذا؛

ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:02 م]ـ

شيخنا الأزهري السلفي بارك الله فيه

هناك فرق بين أن ندعو إنسانا إلى الإسلام فيسلم، فلا نقول إنه يجب على من دعاه أن يعلمه شرائع الإسلام وجوبا عينيا على نفس الداعي، وإن كان لا شك أنه من الأولى في حقه أنه إذا أقنعه بأصل الإسلام وهو التوحيد والرسالة، فإنه يجمل به أن يعلمه أن للإسلام والإيمان أركانا، أو لا أقل أن يرشده إلى طريق معرفة ذلك، لأن الداعية ليس رسولا ولا نبيا ينبغي أن يبلغ كل الوحي أو القدر المجزئ منه للمبلغ، وقد كنا ندعو بعض الناس من النصارى وغيرهم إلى الإسلام، ولما كان أحدهم يسلم كنا نفعل ما ذكر ...

أما أن يجوز الداعية لنفسه كتم ذلك عن الإنسان، فهذا مسألة أخرى ـ كما أشرتم ـ، ففوق أن هذا خلاف الهدي النبوي في الدعوة، وعمل الدعاة، فإن فيه فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، وتعريضهم للفتنة في دينهم والارتداد إذا علموا أركانا لم يكونوا يعلمونها، والدليل أن الداعية هذا يرى جواز ذلك (وهو حجزهم عن العلم بأركان الإسلام) أنه كان يكفيه أن يعلمهم إجمالا أن للإسلام أركانا، ولو أن يخبرهم بتعلمها مع أنفسهم فقط، لكان هذا له أعذر من أن يعتقد أنه بتعلمهم الشهادة والصلاة إنجاء من النار خيرا من أن يدعوهم لما يدخلهم الفردوس!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير