تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكما ذكرتم شيخنا أنه إن كان يرى أن إدخال الكافر الإسلام خير من تعليمه الإيمان الواجب، فأنت عليم شيخنا الكريم أن الإدخال في الإسلام وإن كان يعصم ذلك المسلم من أحكام الكفار، لكن هل يديم له تلك العصمة؟ يجب أن يتم ذلك العاصم بعد أن شرع فيه بالشهادتين، فإن علم بعض الناس الشهادتين فقط كما ذكر الأخ، فأين الإسلام الذي تعلمه الرجل، مجرد إيمان بالتوحيد والرسالة! بلا امتثال أو إيمان بالأركان ...

لذلك شيخنا العبارة التي لونتها بالأحمر من كلامي، الله أعلم في تحققها في المدعوين لذلك الداعية أم لا، وهذا خطر عظيم، لأن الصورة التي نقلها السائل أن الداعية يكتم هذا الأمر، فلا يذكره لهؤلاء لأنه يرى أن إنجاءهم من النار خير من تحصيلهم الفردوس، فلو قال لهم بعد الشهادة أنتم الآن مسلمون، وذلك الإسلام هو تسليم لله والرسول، وهذا يقتضي منكم طاعة ذلك الرسول فيما أبلغ عن الله من الأركان والواجبات والابتعاد عن المحرمات ويجب أن تتعلموها، فهذه صورة لم نتكلم عنه ولم يذكرها السائل، بل هو يعلمهم أن هذا هو الإسلام، التوحيد والرسالة، كأننا في زمن الفترة!

والذي ينتج على تلك الأنواع من مناهج الدعوة التي ليست على طريق سوي هو ظهور تلك (الإسلامات) في أمريكا، فمثل ذلك المدعو الله أعلم بحاله قد يصير قاديانيا أو بهائيا أو قرآنيا أو من الجماعات الإسلامية الأمريكية الموجودة هناك والتي تناقض الإسلام، فياشيخنا الجليل هناك فرق بين من يدخل الكافر إلى الإسلام متلبسا بظلم أو بدعة فيصيره أشعريا أو صوفياأو حتى شيعيا، مادام في إطار الإسلام العام فهو خير من الكفر (كما يقول شيخ الإسلام في كلام له)، وبين ألا يعلمه الإسلام أصلا، فيبقى الإسلام عنده مجرد اعتقاد رسالة شخص عربي اسمه محمد، فلا يعلم ماهو ذلك الدين أصلا ..

ومعروف أن هناك اتجاهات كثيرة تعتقد أن النبي رسول من الله، ولا يخرجهم هذا عن حد الكفر، لأن إنشاء الشهادتين لمجرد الإخبار عن العلم الباطن ليس دخولا في الإسلام، مالم يشتمل العقد على إنشاء الإسلام والتزامه في الجملة ...

فالذي ظهر لي ـ مع سابقة مني في دعوة غير المسلمين للإسلام وشهود عشرات الحالات من الإسلام بعد نقاشات مباشرة ومساهمات ـ أن هذا المنحى خطر أيما خطر في الدعوة.

والله المستعان

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:06 م]ـ

ويمكن أن يصاغ هذا على وجه آخر فيقال ..

إن الله قد أوجب على الأمة أنواعًا من الدعوة إلى دينه وكتابه وسنة نبيه.

1 - فيجب على الأمة دعوة الوثنيين واللادينيين (وهم بالملايين) إلى توحيد الله والاعتراف به والإيمان به وبرسوله، فيدخلوا في عموم المسلمين.

2 - ويجب على الأمة دعوة المسلمين الجهلة (وهم بمئات الملايين) بتعليمهم أحكام ما أوجب الله عليهم من الأركان والواجبات.

3 - ويجب على الأمة أن تنفر طائفة منهم فيتعلمون أحكام الله في سائر شرائعه ومسائل دينه.

4 - .... إلخ ..

ومعلوم أن من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من كان يقدر على القيام بكل ذلك علمًا وحالاً .. بخلاف الحال اليوم.

غير أن الميسور لا يسقط بالمعسور ..

فكل من قدر على شيء من هذه الواجبات تعين عليه إن لم تكن الكفاية قد سدت فيه، وإن لم يكن قادرًا على شيء من الأنواع الأخرى.

ومعلوم الحديث في صحيح البخاري وغيره: (بلغوا عني ولو آية).

الحمد لله وحده ...

والمقصود:

أن هذا الداعي المسئول عنه إما لا يقدر على القيام بشيء من هذه الواجبات، وإما يقدر على نوع واحد منها، وإما يقدر على أكثر من نوع منها.

وعلى كل تقدير لا يجب عليه سوى ما يقدر عليه ..

ثم إن كان يقوم ببعض ما يجب عليه فهو ملوم بقدر تقصيره، مشكور بقدر فعله.

والتارك مطلقًا ملوم على كل حال.

وينظر فيما إذا كان يقدر على غير نوع إلا أنه يستفرغ وسعه في نوع واحد متعللا بأن فيه مطلق النفع للمدعوين: هل يلزمه الكف عن بعض ذلك أم لا؟

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:13 م]ـ

وجهة نظركم واضحة يا شيخ، لكن محل الانتقاد لطريقته أن كلامكم أليق انطباقا لو قلنا إنه يدعوهم للإسلام على غير طريقة السنة، أو يدعوهم إليها ولكن يقصر فيما يمكنه عمله ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير