الأخ الكريم أبو أحمد الغيداق – حفظه الله – بالنسبة لما سألت عنه
هل يجوز أن يدعى الله بما يخبر به ولماذا؟
لا، لا يجوز أن يدعى الله بما يخبر به عن الله، لأن الدعاء لا يكون إلا بأسمائه الحسنى فقط، كما قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأعراف180]
وعلى هذا فيجب الوقوف في الدعاء على ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
وهل يجوز الدعاء بـ يا معين أويا ساتر؟
لا يجوز؛ لأن المعين والساتر ليسا من أسماء الله.
وما الفرق بين الإخبار والوصف؟
باب الاخبار أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
فقد يوصف الله بصفة ولكن لا يسمى بها، وقد يخبر عنه بأمر، ولكن لا يسمى به، ولا يوصف به:
كلفظة (شيء)، و (ذات) و (شخص)، ونحوها؛ لثبوتها بالدليل، وللتمييز بينها وبين الصفة.
فيخبر به عن الله، لكن لا يسمى به ولا يوصف به.
ومنها ما يخبر به عن الله وليس باسم ولا صفة له ولكن بعد التفصيل:
كلفظة (الجهة) و (الحركة)، مع التنبيه على أن الأولى استخدام اللفظ الشرعي؛ كالعلو والنُّزُول، لثبوته بالدليل؛ بدلاً من هذا اللفظ المجمل الحادث.
فأسماء الله الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته توقيفية؛ فلا يُثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُنفى عن الله عَزَّ وجَلَّ إلا ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ونفيُ ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله تعالى؛ لأن الله أعلم بنفسه من خلقه، ورسوله أعلم الناس بربه؛ فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته، ونفي الظلم يتضمن كمال عدله، ونفي النوم يتضمن كمال قيُّوميَّته.
فما يطلق عليه - سبحانه - في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في بابالأخبار لا يجب أن يكون توقيفياً. ولكن الإخبار عنه لا يكون باسم سيء، بل يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء،وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل: شيء، وذات، وموجود. كما تقرر سابقاً من كلام شيخ غلاسلام ابن تيمية.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:28 م]ـ
هل يمكنك أن تعطينا مثالا للتوضيح بارك الله فيك؟
ثم إن أمكن الدليل على هذا التقيد ...
لم افهم السؤال
والمثال ذكرته قول الداعي يا رحمة الله يا حكمة الله يا غضب الله
والدليل صريح في قوله *ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذرو الذين يلحدون في اسمائه* فتقديم الجار والمجرور يفيد الحصر والقصر ثم امر بدعائه باسمائه الحسنى ودعاء الله بغيرها الحاد وصوره كثيرة
وتعلم ان من الفوارق بين الاسماء والصفات ان الاسماء اعلام واو صاف فهي تتضمن الذات والصفة والصفات فهي معاني قائمة بالذات
فالاسماء تدعى -بضم التاء- والصفات يدعى بها -بضم الياء-
والله اعلم
ـ[ليث خالد السلمان]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:07 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم ...
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:22 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم ...
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:45 م]ـ
وبذلك لا يصح إطلاق القديم على الله باعتبار أنه من أسمائه، وإن كان يصح الإخبار به عنه؛ ولا يصح أن إطلاق المستعان على الله باعتبار أنه من أسمائه، و إن كان يصح أن يوصف به ...
الأخ الفاضل ضيدان:
لماذا لا يصح إطلاق المستعان على الله باعتبار أنه من أسمائه الحسنى؟.
الإشكال يا أخي الكريم أنك لم تذكر سبب عدم اعتباره اسماً من الأسماء الحسنى.
فهناك ضوابط تتميز به الأسماء الحسنى عن غيرها، منها أنها توقيفية، ومنها أن تدل على صفة كمال عظيمة كما نص الشيخ السعدي في تفسيره، ومنها ألا يرد مقيداً أو مضافاً.
فإذا طبقنا هذه الضوابط على الاسم "المستعان" نجدها أنه لم يرد في القرآن إلا مقيداً (والله المستعان على ما تصفون) أي أنه اختل فيه الضابط الأخير، وجاء في السنة: (وأنت المستعان) ولكنه حديث ضعيف أي أنه اختل فيه الضابط الأول وهو كون الاسم ورد في النصوص الصحيحة.
ونجد من العلماء من عده اسماً من الأسماء الحسنى وهم: ابن العربي، والقرطبي, وابن الوزير، وابن حجر، والحمود، والشرباصي كما ذكر الدكتور محمد بن خليفة التميمي في "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الحسنى" ص (193) طبعة دار إيلاف.
وأقول: ومنهم سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: كما يذكر الشيخ الدكتور سعيد علي بن وهف القحطاني في شرح أسماء الله الحسنى ص (11): أنه اجتمع لديه أكثر من تسعة وتسعين اسماً بالأدلة الصريحة الثابتة، وقد عرضها على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، ومن الأسماء الثابتة التي عرضها على سماحته "المستعان".
¥