تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بارك الله فيكم أخي الكريم عمرو .. كم أسعد برؤية مشاركاتك وما تنقله من فوائد زادك الله علما وأدبا

وجزا الله خيرا أخي الكريم أحمد وأختنا زوجة وأم على إثرائهم الموضوع

والكلام هنا عن صفة المشيئة أو الإرادة الكونية لا الشرعية ... وهل كما ذكرت الأخت الكريمة أنه يجوز إطلاق لفظ الإرادة أو المشيئة على ما علم الله وقوعه أزلا و عن تخلف المراد عن هذه الإرادة ...

والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ". قال الشيخ هراس أيضا:

هَذِهِ الْآيَاتُ دَلَّتْ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً.

وَالْأَشَاعِرَةُ يُثْبِتُونَ إِرَادَةً وَاحِدَةً قَدِيمَةً تَعَلَّقَتْ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ الْمُرَادَاتِ، فَيَلْزَمُهُمْ تَخَلُّفُ الْمُرَادِ عَنِ الْإِرَادَةِ.

وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ؛ فَعَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي نَفْيِ الصِّفَاتِ لَا يُثْبِتُونَ صِفَةَ الْإِرَادَةِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ يُرِيدُ بِإِرَادَةٍ حَادِثَةٍ لَا فِي مَحَلٍّ، فَيَلْزَمُهُمْ قِيَامُ الصِّفَةِ بِنَفْسِهَا، وَهُوَ مِنْ أَبْطَلِ الْبَاطِلِ.

وَأَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ؛ فَيَقُولُونَ: إِنَّ الْإِرَادَةَ عَلَى نَوْعَيْنِ:

1 - إِرَادَةٌ كَوْنِيَّةٌ تُرَادِفُهَا الْمَشِيئَةُ، وَهُمَا تَتَعَلَّقَانِ بِكُلِّ مَا يَشَاءُ اللَّهُ فِعْلَهُ وَإِحْدَاثَهُ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا وَشَاءَهُ كَانَ عَقِبَ إِرَادَتِهِ لَهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.

وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ».

2 - وَإِرَادَةٌ شَرْعِيَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِمَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ مِمَّا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.

وَلَا تَلَازُمَ بَيْنَ الْإِرَادَتَيْنِ؛ بَلْ قَدْ تَتَعَلَّقُ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَا لَا تَتَعَلَّقُ بِهِ الْأُخْرَى، فَبَيْنَهُمَا عُمُومٌ وَخُصُوصٌ مِنْ وَجْهٍ.

ظاهر كلام الشيخ رحمه الله غير ذلك

فهو قال (وأراد) ولم يقل (علم أنه سيريد)

ففرق بين هذا وذاك.

لكن أختي شيخ الإسلام قد قرر أن: وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ.

فالله تعالى إنما يريد الشيء المعين في وقته

أما إرادته له أزلا أولا فيبدو لي أقرب للقول الثاني منه إلى الرابع:

وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِإِرَادَةِ وَاحِدَةٍ قَدِيمَةٍ مِثْلُ هَؤُلَاءِ لَكِنْ يَقُولُ: تَحْدُثُ عِنْدَ تَجَدُّدِ الْأَفْعَالِ إرَادَاتٍ فِي ذَاتِهِ بِتِلْكَ الْمَشِيئَةِ الْقَدِيمَةِ كَمَا تَقُولُهُ الكَرَّامِيَة وَغَيْرُهُمْ. وَهَؤُلَاءِ أَقْرَبُ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا إرَادَاتِ الْأَفْعَالِ

وإن كان أحد الإخوة عنده مزيد تفصيل على ما ذكرته الأخت الكريمة فلا يبخل به علينا ...

اسأل الله أن يجزي أخي عمرو وأخي أحمد وأختنا الكريمة خيرا على مشاركتهم

بارك الله فيكم

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:55 م]ـ

والكلام هنا عن صفة المشيئة أو الإرادة الكونية لا الشرعية

نعم هو كذلك

وهل كما ذكرت الأخت الكريمة أنه يجوز إطلاق لفظ الإرادة أو المشيئة على ما علم الله وقوعه أزلا و عن تخلف المراد عن هذه الإرادة ...

الإرادة التي أتحدث عنها ليست إرادة فعل أي أنها ليس إرادة تنفيذية أو تنجيزية التي هي مصاحبة للفعل

هذه الإرادة هي صفة الإرادة الأزلية لله عز وجل .. وكل شيء داخل فيها مثل ما أن كل شيء داخل في علمه الأزلي

ثم هناك أفراد هذه الإرادة التي هي مصاحبة للفعل وهي الإرادة التنفيذية.

والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ".

هل معنى هذا أن الأشياء لم تكن في إرادة الله ثم أصبح مُريدا لها وقت فعلها فقط؟

أليس عالما بها كلها أزلا، فكيف لا يكون أيضا مُريدا لها؟

قال الشيخ هراس أيضا:

هَذِهِ الْآيَاتُ دَلَّتْ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً.

وَالْأَشَاعِرَةُ يُثْبِتُونَ إِرَادَةً وَاحِدَةً قَدِيمَةً تَعَلَّقَتْ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ الْمُرَادَاتِ، فَيَلْزَمُهُمْ تَخَلُّفُ الْمُرَادِ عَنِ الْإِرَادَةِ.

نعم الأشاعرة يقولو بأن الله أراد فعل الشيء أزلا ثم حصل الفعل لاحقا، فإرادته فعل شيء مُعين قديم وحصول المراد يتخلف عنه

وهو ليس ما أقوله به.

لكن أختي شيخ الإسلام قد قرر أن:

وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ.

فالله تعالى إنما يريد الشيء المعين في وقته

هل ممكن توضح لي معنى كلامه التالي الملون بالازرق:

((فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْد ... ).))

أما قوله في اعتقاد الكرامية فيظهر لي أنهم يقولون بأن الإرادة القديمة هي إرادة فعل .. إرادة تنفيذ وتنجيز، وتتجدد تلك الإرادة عند حصول الفعل .. أي أنهم وافقوا الأشاعرة في الإرادة القديمة، ووافقوا أهل السنة في الإرادة الحادثة .. فكان اعتقادهم خليط .. هذا ما فهمته من كلام شيخ الإسلام والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير