أقسام المشيئة بحسب إنقسام الناس فيها كالتالي (على حد علمي)
1) صفة ذاتية فالله تعالى لم يزل مريدا شائيا كما لم يزل متكلما - وهذه من حيث هي صفة فإن الله جل وعلا لم يزل متصف بتلك الصفة
2) إرادته الكونية وهي التي تُرَادِفُهَا الْمَشِيئَةُ وهذه إِنَّمَا تكون فِي وَقْتِهِا إذا أراد أمرا
3) إرادة قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وهذه تتعلق بكل الأشياء
أهل السنة أثبتوا 1 و 2 (فقالوا الإرادة من حيث هي صفة: قديمة، لكن من حيث تعلقها بالمعين هذا متجددة) فليست قديمة من حيث التعلق
الأشاعرة أثبتوا 3
الكرامية 2 و 3
الجهمية نفوا هذا كله
والإشكال في كلامك أختي أنه يبدو منه أنك تثبتين 1 و 2 و 3 (مع تفصيل في 3 بقولك أن هذه الإرادة الكونية المتعلقة بالأشياء أزلا غير تنفيذية - ولم أر أحد قال أن الإرادة الكونية قد تكون غير تنفيذية) ... كما تفضل أخونا أحمد:
الأخت المكرمة زوجة وأم ..
الإرادة غير التنفيذية التي أشرتِ إليها مرارا وتكرارا هل عليها دليل من كتاب أو سنة أو نقل محكم عن أهل العلم؟
واعلمي أن الأشاعرة يقولون بإرادة صلوحية قديمة وهي غير تنفيذية. ومعنى كونها صلوحية عندهم أنها صالحة لتخصيص المراد في وقت دون وقت.
... وسأنقل كلام للشيخ صلاح حفظه الله عن إثبات الأشاعرة لهذه الإرادة القديمة التابعة للعلم
قال الشيخ هراس أيضا:
هَذِهِ الْآيَاتُ دَلَّتْ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً.
وَالْأَشَاعِرَةُ يُثْبِتُونَ إِرَادَةً وَاحِدَةً قَدِيمَةً تَعَلَّقَتْ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ الْمُرَادَاتِ، فَيَلْزَمُهُمْ تَخَلُّفُ الْمُرَادِ عَنِ الْإِرَادَةِ.
نعم الأشاعرة يقولو بأن الله أراد فعل الشيء أزلا ثم حصل الفعل لاحقا، فإرادته فعل شيء مُعين قديم وحصول المراد يتخلف عنه
وهو ليس ما أقوله به.
بارك الله فيك أختي ... إنما أردت بهذا النقل ليس أن أقول أن قولك هو عين قولهم ولكن أن أبين أنك أيضا أثبت إرادة كونية تعلقت بكل ما هو كائن تخلف المراد فيها عن الإرادة
والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ".
هل معنى هذا أن الأشياء لم تكن في إرادة الله ثم أصبح مُريدا لها وقت فعلها فقط؟
إن كان قصدك "يإرادة الله" الإرادة الكونية, فالجواب نعم لم يكن الله مريدا لها كونا إلا في وقت حدوثها فلو أرادها كونا قبل لوقعت قبل, قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) أما إن كان سؤالك عن الإرادة الشرعية فهذه جائز أن يكون الله مريدا لها قبل وقوعها ... ولذلك كان سؤالي:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود المصري
والكلام هنا عن صفة المشيئة أو الإرادة الكونية لا الشرعية
نعم هو كذلك
وهذه نقول بعض أهل العلم في هذا الأمر:
سئل الشيخ الراجحي (حفظه الله): "س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ذكرتم البارحة الكلام في أنواع الإرادة، وبناء على ذلك فهل يجوز للشخص إذا سئل عن شيء لم يفعله من أمور العبادة أن يقول ما أراد الله ذلك؟.
ج: لا. لا يقول: ما أراد الله ذلك إلا أراد الإرادة الكونية، وأما إذا أراد الإرادة الدينية فلا؛ لأن الله أراد ذلك وأحب أن العبد أن يفعل الواجبات والمستحبات وبالمناسبة أن الإرادتين: الإرادة الكونية والإرادة القدرية من الفروق بينهما أن الإرادة الكونية لا تتخلف، لا يتخلف المراد بخلاف الإرادة الدينية فقد تتخلف، فإذا أراد الله كونا وقدرا للعبد أن يفعل لا بد أن يفعل لا يتخلف. فلا يتخلف أحد عن الموت إن أراد الله له الموت لا يتخلف.
أما الإرادة الدينية فقد يقع مرادها، وقد لا يقع فالله -تعالى- أمر جميع الناس جميع المؤمنين قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} من الناس من صلى ومنهم من لم يصل ويجتمعان في حق المؤمن المطيع كأبي بكر فالله أراد له الإيمان كونا وقدرا، وأراد له الإيمان دينا وشرعا، وتتخلف الإرادة الدينية كما في أبي لهب فالله أراد من أبي لهب الإيمان شرعا ودينا لكنه ما أراد له كونا وقدرا فوقعت الإرادة الكونية.
¥