الإنسان بعقله يستطيع أن يُدرك أشياءً يشعر بها أنه يستحيل أن يكون الرسول قال مثل هذا الكلام، ولذلك نقول بأنه من الأهمية بمكان أن يستطيع طالب العلم أن يُميِّز بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف، وتعريف الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
ولكن قد تجد حديثاً يشتمل على مجازفات شديدة جداً، ومن أمثلة ذلك:
• حديث: "من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائراً، له سبعون ألف لسان، ولكل لسان سبون ألف لغة يستغفرون الله له"
فالإنسان عندما يسمع هذا الحديث يشعر بأن هذه مجازفات، وأغلب من يصنع هذه الأحاديث غلاة الصوفية، ويقولون: نحن لا نكذب على الرسول، وإنما نكذب له حتى نحبب الناس في دينه.
نقول: قد تواتر عن النبي أنه قال: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، فالكلام الذي تقولونه إن كان خبراً فيتطلب التصديق، فتكون عقيدة مبنية على خبر كاذب، وقد جعلتم هذا الكلام وحياً، وهو ليس بوحي.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "أمثال هذه المجازفات الباردة لا يخلو حال واضعها من أحد أمرين:
o إما أن يكون في غاية الجهل والحمق.
o وإما أن يكون زنديقاً.
• حديث: "الباذنجان لما أُكل له".
قد صحَّ عن النبي أنه قال: "ماء زمزم لما شُرب له"، وماء زمزم فيه خاصية عجز الأطباء عن تحليلها، والذي يشرب منها يشعر بِشَبَع ورِيٍّ وهي سبب في الشفاء، فيقول الأطباء: "فيها خصائص عديدة ومعادن عجيبة لا نعلم أصلها "، وأما الباذنجان فنعمة من نِعم الله، ولكن لا يجوز أن نقول بأنه لِمَا أُكِل له.
• حديث: "الباذنجان شفاء من كل داء".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " قبَّح الله من وضع ذلك، فإن هذا لو قاله بعض جهلة الأطباء لسخر منه الناس؟، فكيف يكون كلاماً نبوياً؟!، ولو أكل الباذنجان للحمى والبرد وكثير من الأمراض لم يزده الباذنجان إلا شدة في المرض، ولو أكله فقير ليستغني لم يُفده غِنى، أو جاهل ليتعلم لم يُفده العلم".
فهذا تعارض بين العقل والنقل، والسبب في ذلك عدم ثبوت النقل.
• حديث: "إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقه".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ولو عطس مئة ألف مرة وهو يروي حديثاً مكذوباً عن رسول الله ما قُبل منه".
فهذا أيضاً يُعارض العقل،والسبب أنه ليس من كلام رسول الله.
• حديث:"عليكم بالعَدس، فإنه مبارك يُرقق القلب، ويُكثر الدمع، قُدِّس فيه سبعون نبياً".
سئل عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث، وقيل له: إنه يُروى عنك، قال ابن المبارك: "عني؟؟!!، ما أرفع شيئاً في العدس، إنه شهوة اليهود".
الله سبحانه وتعالى سمَّى العدس أدنى، قال: (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (البقرة: 61)، وهذا لما قال اليهود لموسى ?: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) فالخير هو المَن والسلوى، فالقرآن فيه أن العدس أدنى، ويأتي من ينسب إلى النبي هذا الحديث المكذوب، فالعدس نعمة من نعم الله، ولكن ليس هذا الحديث من كلام النبي.
• حديث: "اشربوا على الطعام تشبعوا، فإن الشرب على الطعام يفسده ويمنع من استقراره في المعدة ومن كمال نضجه".
• حديث: "لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، ما أكله جائع إلا أشبعه".
• حديث: "لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهباً".
• حديث: "بئست البقلة الجرجير، من أكل منها ليلاً بات ونفسه تُنازعه، كلوها نهاراً وكُفُّوا عنها ليلاً".
• حديث: "فضل الكرات على سائر البقول كفضل البُر على الحبوب ".
• حديث: "من أكل فولةً بقشرها أخذ الله منه من الداء مثلها".
• حديث: "لا تسبُّوا الديك فإنه صديقي، ولو يعلم بنو آدم ما في صوته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب".
فهذه كلها من الأشياء التي تُعارض العقل، وهي ليست من المنقول.
• حديث: "إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية، وإذا رضي أنزله بالعربية".
¥