• حديث: "من ولد له مولوداً فسمَّاه محمداً تبركاً كان هو والولد في الجنة".
• حديث: "ما من مسلم دنا من زوجته وهو ينوي إن حبلت منه يسميه محمداً إلا رزقه الله ولداً ذكرأً".
• حديث: "إن الناس يوم القيامة يُدعَون بأمهاتهم، لا بآبائهم".
والإمام البخاري رحمه الله تعالى بوَّب في صحيحه باب "ما يُدعى الناس يوم القيامة بآبائهم، وأورد فيه حديث في ذكر يوم القيامة فيه "أين فلان بن فلان".
فماذا يصنع العاقل إذا سمع خطيباً، يذكر في مرة حديثاً مرفوعاً إلى رسول الله: "إن أول ما خلق الله القلم، قال: وما أكتب؟، قال: اكتب كل شئ هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى بما هو كائن إلى الأبد"، ثم يسمعه مرة أخرى يروى حديثا آخر: "أول ما خلق الله العقل، فقال له: أقبل، فأقبل، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أشرف منك"، ثم ثالثاً فيه: "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".
لا شك أن العاقل يقف حائراً بين هذه الروايات، أيُّ الأشياء خلق أولاً؟ وسيبعث ذلك في نفسه شكاً كما أنه من الخطأ التوفيق بين هذه الروايات قبل البحث عن ثبوتها، وكان يجب على من نقل هذه الروايات أن يتثبت من صحتها أولاً:
- أما الحديث الأول فثابت صحيح رواه الترمذي وصححه الألباني.
- وأما الحديث الثاني فموضوع باتفاق، كما ذكر العجلونى في كشف الخفاء ومزيل الإلباس، وكما ذُكر في الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة.
- وأما الحديث الثالث فموضوع رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله ?، قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء، قال: يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك، خلقه من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم، ولا جنة ولا نار، ولا ملك، ولا سماء ولا أرض، ولا شمس ولا قمر، ولا جني ولا إنسي، فلما أراد أن يخلق الخلق، قسم ذلك النور أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة، ثم قسم الجزء أربعة أجزاء، فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ...............
هذه الأحاديث الموضوعة نقلها بعض الناس متوسعين في نقل هذه الروايات وفي النقل عن الإسرائيليات وما شابه ذلك، وأما بالنسبة لنا كدعاة على منهج أهل السنة والجماعة علينا أن نحافظ على سنة رسول الله، على الأقل لا ننقل إلا الصحيح، وإلا سيتعارض العقل مع النقل، وقد يستخدم أحد هذا في الطعن على السنة، كما حدث ممن أنكر الشفاعة وقال بأنها وساطة ومحسوبية والتي رواها كُتَّاب التاريخ والسير كالبخاري ومسلم.
فأمثال هؤلاء لأنهم لا يفهمون العلاقة بين العقل والنقل يشككون في الثوابت.
• السبب الثاني في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن العقل لم يفهم النقل:
إن قال قائل: قلتم بأن التعارض سببه عدم ثبوت النقل، فماذا لو كانت آيات في القرآن بينها تعارض؟
نقول له: لا، ليس بينها تعارض، وإنما العيب في عقلك أنت، فلا تتعجل، ولا تُقدِّم عقلك على كتاب الله، لأن الذي أنزل هذا الكلام قال في شأنه:) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت:42)، والذي أنزله العليم الحكيم الخبير، ولا يُمكن أن يُنزل كلاماً إلى البشر يتعارض مع عقولهم، فالمصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل.
فالسبب الثاني في حدوث التعارض بين العقل والنقل هو أن العقل لم يفهم النقل، ومن أمثلة ذلك:
• يقول قائل: هل يصح أن تقول بأن الله سبحانه وتعالى على العرش بمقتضى قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)، وفي السماء بمقتضى قوله: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (الملك:16)، وفي الآفاق وفي كل مكان بمقتضى قوله: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد:4)؟
¥