تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" الظَّاهِرُ " لا شك في قول النبي صلى الله عليه وسلم " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء " يدل على علو الذات ويدل على استوائه جل وعلا على عرشه، لكن دلالته على الاستواء دلالة لزوم بضميمة ما جاء في الآيات من ذلك.

قوله " وَالْبَاطِنُ "، اسم الله " الْبَاطِنُ " فسره النبي عليه الصلاة والسلام بأنه الذي " ليس دونه شيء " واختلف العلماء والمفسرون في هذا الاسم كثيرا، والذي عليه أهل التحقيق أن يقال: إن اسم الله " الْبَاطِنُ " يوقف فيه على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره لأنه اسم لا تُفسره اللغة ولا يفسره السياق ويحتاج في تفسيره إلى معرفة كلام المعصوم له، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " وأنت الباطن فليس دونك شيء " وهذا التفسير حُمل على أن معنى البُطون (القرب) والقرب في هذا يُعنى به القرب العام من المخلوقات، والقرب العام من المخلوقات لا بد أن يفهم مع اسم الله " الظَّاهِرُ " لأن القرب العام من المخلوقات إما أن يكون قربا بالذات، وإما أن يكون قربا بالصفات، فإذا كان قربا بالذات ناقض هذا قوله " الظَّاهِرُ " فلا بد أن يكون قربا بالصفات، ولهذا قالوا إن " الْبَاطِنُ " اسم لقرب الله جل وعلا، وقربه نوعان:

- قرب عام في الإحاطة والعلم والقدرة ـ وهذا تمثيل بهذه الصفات ـ.

- وقرب خاص من أوليائه بالإجابة وبنصرهم ونحو ذلك بسماع دعائهم إلى آخره.

إذن لفظ " الْبَاطِنُ " ينتبه إلى أنه لا يُدخل كثيرا في بحثه ولا في تفصيل الكلام عليه لأنه مزِلّة أقدام، " الْبَاطِنُ "، ومن هذا الاسم دخل كثيرا من غلاة الصوفية في أنواع من الضلال في الاعتقادات حتى وصلوا في تفسيرهم لاسم الله " الْبَاطِنُ " إلى القول بالوحدة والقول بالحلول والاتحاد. أحسن تفسير له بل التفسير الذي يتعين تفسيرا دون غيره هو قول النبي عليه الصلاة والسلام " أنت الباطن فليس دونك شيء " فسره أهل السنة بأنه يدل على قرب الله جل وعلا، قرب الإحاطة والعلم والقدرة ونحو ذلك.

قال سبحانه وتعالى بعدها " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " وهذا فيه إثبات أن متعَلّق العلم هو كل شيء، قد تقدم لك أن كلمة (شيء) في نصوص الكتاب والسنة أنها تفسر بأنها (ما يصح أن يُعلم) " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ما يصح أن يعلم، سواء أكان واقعا أم لم يكن واقعا، سواء أكان ماضيا أم كان حاضرا أم مستقبلا، وسواء أكان مقدَّرا أم حاضرا ـ يعني غير مقدر ـ

إذن قوله " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " هذا يشمل كل شيء، ولهذا استدل به أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم على بطلان قول القدرية الذين يقولون إن الأمر أنُف ـ مستأنف ـ وأن الله جل جلاله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وكذلك رُد به قول طائفة من الفلاسفة الذين يقولون إن الله يعلم الأمور الكلية دون التفصيلات والجزئيات، كل هذا يرده قوله " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ".

ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:17 ص]ـ

مدار هذه الاسماء الاربعة على الاحاطة وهي على قسمين

زمانية ومكانية فاحاطة اوليته بالقبل واحاطت اخريته بالبعد واحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر و باطن

فالاول قدمه والاخر بقائه والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه

والقريب قريب لمعنى الباطن فعلوه لا ينافي قربه وقد اكد الاحاطة في اية الحديد *هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم* والحديث الذي ذكرت انما هو تفسير للاية

وقال الشيخ صالح ال الشيخ

قوله جل وعلا ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? وهذه الآية من الآيات العظيمة التي فيها أربعة أسماء لله جل وعلا وهي: " الْأَوَّلُ "" وَالْآخِرُ "" وَالظَّاهِرُ "" وَالْبَاطِنُ "، فهذه كلها أسماء لله جل وعلا.

والاسمان الأولان يطلقان غير متلازمين، وأما الاسمان الآخران فإنهما يطلقان متلازمين،فـ " َالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " يعني " َالْبَاطِنُ " لا يطلق إلا ومعه " َالظَّاهِرُ " وذلك لأن كمال ما يشتمل عليه هذا الاسم من الصفة يكمل باسم الله جل وعلا " َالظَّاهِرُ " مثل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير