ـ[أبوخبيب]ــــــــ[04 - 07 - 02, 03:25 ص]ـ
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين] 3/ 331:
ـــ المثال الرابع عشر:
قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) الفتح:10
والجواب:
أن يقال: هذه الآية تضمنت جملتين:
الجملة الأولى:
قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله).
وقد أخذ السلف (أهل السنة) بظاهرها وحقيقتها، وهي صريحة في أن
الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم نفسه
كما في قوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة).
ولا يمكن لأحد أن يفهم من قوله تعالى: (إنما يبايعون الله). أنهم يبايعون
الله نفسه ولا أن يدعي أن ذلك ظاهر اللفظ لمنافاته لأول الآية والواقع
واستحالته في حق الله تعالى.
وإنما جعل الله تعالى مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، مبايعة له
لأنه رسوله قد بايع الصحابة على الجهادفي سبيل الله تعالى
ومبايعة الرسول على الجهاد في سبيل من أرسله مبايعة لمن أرسله
لأنه رسوله المبلغ عنه كما أن طاعة الرسول طاعة لمن أرسله.
لقوله تعالى:
(من يُطِع الرسول فقد أطاع الله).
وفي إضافة مبايعتهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى الله تعالى من
تشريف النبي صلى الله عليه وسلم وتأييده وتوكيد هذه المبايعة وعظمها
ورفع شأن المبايعين ماهو ظاهر لا يخفى على أحد.
الجملة الثانية:
قوله تعالى: (يدُ الله فوق أيديهم).
وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين
لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم.
وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم
مبايعة له عز وجل ولا يلزم منها أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم
ألا ترى أنه يقال: السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا.
فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم مع مباينته
تعالى لخلقه وعلوه عليهم.
ولا يمكن لأحد أن يفهم أن المراد بقوله: (يد الله فوق أيديهم) يد النبي، صلى
الله عليه وسلم، ولا أن يدعى أن ذلك ظاهر اللفظ لأن الله تعالى أضاف اليد
إلى نفسه، ووصفها بأنها فوق أيديهم.
ويد النبي، صلى الله عليه وسلم، عند مبايعة الصحابة لم تكن فوق أيديهم،
بل كان يبسطها إليهم، فيمسك بأيديهم كالمصافح لهم، فيده مع
أيديهم لا فوق أيديهم.
ـ[السي]ــــــــ[04 - 07 - 02, 03:31 ص]ـ
ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو أحد الأقوال في المسألة
وقد سألت الشيخ ناصر بن سليمان العلوان عمن فسر هذه الآية بأنها بمعنى التأييد وهو ممن يثبت صفة اليد لله فقال إنه لابأس بذلك
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 02, 03:50 ص]ـ
من كتاب تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري
46 ـ كتاب تفسير القرآن عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
1845 ـ باب ومن سورة الزمر
" عَنْ عَبْدِ الله قَالَ "جَاءَ يَهُودِيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا مُحمّدُ إِنّ الله يُمْسِكُ السّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبعٍ والْجِبَالَ عَلَى إِصْبعٍ والأَرَضَيْن عَلَى إصْبعٍ وَالخَلائِقَ عَلَى إِصْبعٍ ثُمّ يَقُولُ أَنَا المَلِكُ. قالَ فَضَحِكَ النبيّ صلى الله عليه وسلم حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. قَالَ {وَمَا قَدَرُوا الله حَقّ قَدْرِهِ} ".
قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
قال النووي: ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق الحبر في قوله: إن الله تعالى يقبض السموات والأرضين والمخلوقات بالأصابع ثم قرأ الاَية التي فيها الإشارة إلى نحو ما يقول. قال القاضي: وقال بعض المتكلمين ليس ضحكة صلى الله عليه وسلم وتعجبه وتلاوته الاَية تصديقاً للحبر بل هو رد لقوله وإنكار وتعجب من سوء اعتقاده فإن مذهب اليهود التجسيم ففهم منه ذلك وقوله تصديقاً له إنما هو من كلام الراوي على ما فهم والأول أظهر انتهى.
وقال الئميمي: تكلف الخطابي فيه وأتى في معناه ما لم يأت به السلف والصحابة كانوا أعلم بما رووه وقالوا إنه ضحك تصديقاً له وثبت في السنة الصحيحة: "ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن" انتهى، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادعى أن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار. فقال بعد أن أورد هذا الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه بطريقة: قد أجل الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف ربه بحضرته بما ليس هو من صفاته فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكاً بل لا يوصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف من يؤمن بنبوته انتهى.
قلت: قول من قال إن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار لا شك عندي أنه يستأهل أن ينكر عليه أشد الإنكار والله تعالى أعلم {قال} وفي رواية البخاري في التيسير: ثم قرلأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره} أي ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره. قال النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيها مذهبان: التأويل والإمساك عنه مع الإيمان بها مع اعتقاد أن الظاهر منها غير مراد، فعلى قول المتأولين يتأولون الأصابع هنا على الاقتدار أي خلقها مع عظمها بلا تعب ولا ملل، والناس يذكرون الأصبع في مثل هذا للمبالغة والاحتقار فيقول أحدهم بأصبعي أقتل زيداً أي لأكلفه على في قتله، وقيل يحتمل أن المراد أصابع بعض مخلوقاته وهذا غير ممتنع والمقصود أن يد الجارحة مستحيلة انتهى.
قلت: الإمساك عن التأويل وإمرار هذه الأحاديث كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف هو مذهب السلف. قال القاري في المرقاة هو أسلم. قلت: بل هو المتعين والله تعالى أعلم. قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والشيخان وصححه النسائي في التفسير."
كتاب تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري
¥