تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذاك إصرار على المعاصي * وإجهار بالذنب وسط الناس (6)

وإذهاب لهيبة الوقار * وقرب فحش الخمر والقمار

كذا عقيدة الإرجا بحلق (7) * إذا رأى إيمانه بصدق

فلو صلاح قلبه تحققا * لقصر الثياب ثم أطلقا

فذا رواه نعمان بشير * متفق عليه ذا النذير


((1) صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام كما في المسند بسند صحيح: (من تشبه بقوم فهو منهم)، وفي الصحيحين: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)، وفي الصحيحين أيضا: (خالفوا المشركين).
وروى البخاري حديث رقم (7319) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراَ بشبر وذراعاً بذراع] فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ فقال: [ومن الناس إلا أولئك].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فمخالفتهم أمر مقصود للشارع، والمشابهة في الظاهر تورث مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة، قال: ومشابهتهم فيما ليس من شرعنا يبلغ التحريم في بعضه إلى أن يكون من الكبائر، وقد يصير كفرا بحسب الأدلة الشرعية، وقال: وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة، وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط علق الحكم به ودار التحريم عليه، فمشابهتهم في الظاهر سبب لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة، بل في نفس الاعتقادات، وتأثير ذلك لا ينضبط، ونفس الفساد الحاصل من المشابهة قد لا يظهر، وقد يتعسر أو يتعذر زواله، وكل ما كان سببا إلى الفساد فالشارع يحرمه. ا هـ
فإن قال قائل: [إن المشركين منهم من لا يحلق لحيته ومن باب المخالفة أن أحلقها أنا حتى أخالفهم؛ نقول لهؤلاء: أما إعفاء لحاهم فهو من بقايا الدين الذي ورثوه عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كما ورثوا عنه الختان أيضاً فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) (البقرة: من الآية124) قال: هي خصال الفطرة. وهذا يرشدنا إلى أصل مهم وهو أن مخالفة المشركين تارة تكون في أصل الحكم وتارة في وصف الحكم، فمثلاً: إذا كانوا يستأصلون لحاهم وشواربهم خالفناهم في أصل ذلك الفعل بإعفاء اللحى وقص الشارب. وإن كانوا يوفرون لحاهم وشواربهم وافقناهم في أصل إعفاء اللحى وخالفناهم في صفة توفير الشوارب بقصها]. [من كتاب (أدلة تحريم حلق اللحيةللشيخ محمد بن إسماعيل،ص (33)].
(2) قال تعالى: (ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب)
(3) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ..... ) رواه البخاري.
وقال الشيخ الألباني حفظه الله: [ولا يخفى أن في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة – أكبر تشبه بها.
(وقال في الدر المختار وأما الأخذ منها وهي دون القبضة كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد ا هـ.
وقال في التمهيد: ويحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال ا هـ.) نقلا عن تنزيه الشعائر عن عبث بعض أصحاب المحابر.
(4) تأمل في قول هارون لموسى: (يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ... )
(5) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عشر من الفطرة ... ) وذكر منها: إعفاء اللحية. رواه مسلم.
(6) قال عليه السلام: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) رواه البخاري.
(7) خالف المرجئة أهل السنة في مسائل، فنحن نقول أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وأنه يزيد وينقص، وأن أهل القبلة عندنا مؤمنون أما عند الله، فالله أعلم بهم، والمرجئة يقولون: الإيمان قول بلا عمل، ولا يزيد ولا ينقص، ويقولون عن أنفسهم: نحن مؤمنون عند الله!! ووجه مشابهة الحالقين لحاهم بالمرجئة أنهم جعلوا الإيمان في القلب بلا عمل، وإذا سألت أحدهم قال: الإيمان في القلب وليس في اللحية! وجهلوا أنه لو صلحت قلوبهم لصلحت أعمالهم كما قال عليه السلام في حديث النعمان بن بشير: إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت- بفتح اللام وضمها والفتح أفصح- صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير