تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتكلف في كلامه في أماكن من كتابه ظاهر في تناقض عرضه حيث أن عبارته في أماكن كثيرة تشعر أنه يريد أن يقرر أن المتقدمين يحملون رواية المدلس بالعنعنة على الاتصال مطلقاً مالم يتبين تدليسه في الرواية بعينها أو مالم يقم دليل يقتضي ضعف الرواية؛ فبينما هو يقرر هذا يعود ويقرر أن محل البحث في القسم الثاني كما رأيت ...

خامساً

هذا أضعه بين أيدي فضيلة المشايخ .. وأخص منهم فضيلة الشيخ محمد الأمين، وفضيلة الشيخ راية التوحيد، نفعنا الله بعلومهما، وجزاهما الله خيراً على جهودهما في ونصحهما .. آمين.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 08 - 02, 07:23 م]ـ

أخي برغش

ترفع الموضوع ثلاث مرات في اليوم الواحد منتظراً الرد، كأنك تظن أننا موجودين 24 ساعة في المنتدى!

على أية حال فما تفضل به الأخ الفاضل alnash قد استوفى وأجاد فجزاه الله خيراً.

الشيخ الفهد يقر نظرياً بوجود مدلسين يجب رد حديثهم المعنعن كله. ولكنه يعتبر غالب حديث المدلسين مقبول. فهو يقبل ما كان في الطبقة الثالثة بل وبعض الرابعة كذلك. ولذلك فهو متساهل جداً في قبول الحديث المدلّس.

والذي عندي أن تصنيف ابن حجر أفضل بكثير من تصنيف الفهد لطبقات المدلسين. والإشكال أن الفهد ينسب مذهبه ويعممه على السلف وعلى المتقدمين. فلو أنه جعل ذلك مجرد وجهة نظر شخصية لما اعترضنا، فهو حر في اختياره. أما أن يجعل ذلك مذهباً للمتقدمين فهو بعيد.

وكثير من الأئمة ردوا عنعنة ابن جريج وقتادة والأعمش والوليد وغير هؤلاء. وأقوالهم لا تخفى على طالب علم. فلم نكابر ونتعسف في تأويل أقوالهم رغم صراحتها؟

وقد فتحت موضوعاً في السابق للحوار مع أحد مؤيدي نظرية الشيخ فهد (وهو الأخ الفاضل عبد الله العتيبي) لكنه لم يكمل الحوار. فإن من اتبع هذا المنهج يلزمه نسف أقوالاً عديدة للمتقدمين وتصحيح أحاديث حكموا عليها بالضعف!

وخذ مثالاً ابن جريج. فإن الأئمة اتهموه بالتدليس الشديد عن الضعفاء. قال الدارقطني: تجنب تدليس بن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما. وأما بن عيينة فكان يدلس عن الثقات.

قال يحيى بن سعيد: كان بن جريج صدوقا فإذا قال "حدثني" فهو سماع وإذا قال "أنبأنا" أو "أخبرني" فهو قراءة وإذا قال "قال" فهو شبه الريح.

شبه ريح يعني ضعيف! فهل يحيى من المتأخرين؟!

قال ابن المبارك: «إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش لكم». وقال المغيرة: «أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذا». وقال أحمد بن حنبل: «منصور أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير». وقال ابن المديني: «الأعمش كان كثير الوهم في أحاديث هؤلاء الضعفاء». وقال سليمان الشاذكوني: «من أراد التديّن بالحديث، فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة إلا ما قالا سمعناه». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3\ 316): «وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدري به. فمتى قال حدثنا، فلا كلام. ومتى قال عن، تطرق إليه احتمال التدليس، إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل وأبي صالح السمان». قلت وهو كوفيٌّ كذلك. وقد اتفق علماء الحديث على أن أكثر أهل الأرض تدليساً هم أهل الكوفة. قال يزيد بن هارون: «قدمت الكوفة، فما رأيت بها أحدا لا يدلس، إلا ما خلا مسعراً (أي مسعر بن كدام: ت155) وشريكاً». والصواب أن شريكاً مدلّسٌ أيضاً!

والأسوأ أن الأعمش مكثر من التدليس عن الكذابين والضعفاء المتروكين. قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (1\ 101): «قال أبو معاوية: كنت أحدث الأعمش عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد. فيجيء أصحاب الحديث بالعشي، فيقولون: حدثنا الأعمش عن مجاهد بتلك الأحاديث. فأقول: أنا حدثته عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد. والأعمش قد سمع من مجاهد. ثم يراه يدلس عن ثلاثة عنه، وأحدهم متروك، وهو الحسن بن عمارة». وقد نقل ابن عبد البر في التمهيد (1\ 30) عن أئمة الحديث عدم قبول تدليس الأعمش: «قالوا لا نقبل تدليس الأعمش، لأنه إذا وقف، أحال على ملأ، يعنون ثقة. إذا سألته عمن هذا؟ قال عن موسى بن طريف (كذاب من غلاة الشيعة) وعباية بن ربعي (ملحد غال كما ذكر العقيلي 3\ 415) والحسن بن ذكوان (منكَر الحديث)».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير