س2/ هل الأصوب في مجال التحقيق التلفيق، أم الاعتماد على أصل واحد وذكر الفوارق في الحواشي؟
س3/ هل هناك فرق بين التصحيف والتحريف؟ مع ذكر الأمثلة.
س4/ هل من الممكن اعتبار الطبعات القديمة على أنها نسخ للكتاب؟
س5/ هلا ألقيت الضوء على ترتيب النسخ على حسب أهميتها، مع المثال؟ وكيف نتعامل مع أكثر من نسخة بخط المؤلف؟
1 - بالنسبة للصعوبات التي تواجه المحقق؛ فلا يخفى أنها كثيرة ومتنوعة بتنوع متعلقات المخطوط، من جهة عدد النسخ، فقد تكون المشكلة من كثرة النسخ وقد تكون من قلتها، ومن جهة تمامها وعدمه، ومن جهة موضوع المخطوط ومادته، ومن جهة وضوح الخط وعدمه .... الخ
ولو نظر الناظر في مقدمات الكتب المحققة في الرسائل الجامعية لوجد فصلا ثابتا عن الصعوبات التي واجهوها في التحقيق، وهذا النظر كفيل بأن يطلع الباحث على ما يعانيه المحققون،وكيف عالجوا تلك المصاعب،وأرجو أن لا تكون صارفة له عن التفكير في التحقيق جملة.
والموضوع يحتمل اكثر من هذا، ولكن .. !!!
2 - آما السؤال الثاني:
فخلاصة رأيي في مسألة التلفيق، أو اختيار أصل واحد يتلخص في أمور
1 - أن المسألة اجتهادية اعتبارية، ولا يمكن الجزم بخطأ إحدى الطريقتين 0
2 - أن التنفير من طريقة (النص المختار) بأن يطلق عليه (التلفيق) لا يغني من الحق شيئا0
3 - يلزم المحقق أن يختار أصلا واحدا في حالة ما إذا وجد الكتاب بخط مؤلفه، أو بخط أحد تلاميذه وعلية قراءة أو تصحيح المؤلف،أو كان بخط أحد العلماء وكان مع ذلك في درجة من الصحة والجودة بحيث يركن إليها المحقق، فهنا يلزمه أن يختار هذا الأصل ولا يحيد عنه إلا في حالات نادرة،كأن يكون الإخراج الأول للمؤلف .... أو نحو ذلك مما يعلمه أهل الشأن، فهنا يجوز الخروج عن الأصل مع التنبيه على ذلك.
4 - آما إذا كانت النسخ متقاربة في الصحة أو لا مزية لأحدها على الأخرى فلا يلزم المحقق حينئذ اختيار أصل واحد وجعله حاكما على بقية النسخ،وإن كانت هذه الطريقة (اعني اختيار أصل واحد) مريحة للمحقق، لأنه سيثبت ما في النسخة المختارة ويملأ هوامش الكتاب بفروق النسخ الأخرى، بدون إعمال ذهن،ولا ترجيح راجح، ولا فهم لطريقة المؤلف وأسلوبه، فسيقول لك مثلا: (في الأصل [غير] وفى م:عير (!! فهو لا يفرق بين (غير وعير)!!
وهذه الطريقة (أعنى اختيار أصل واحد) يوصى بها –غالبا- المبتدئون في التحقيق من طلبة الماجستير، لعدم امتلاكهم أهلية اختيار النص الصحيح، أما المتمرسون في هذا الشأن فطريقتهم هي اختيار النص السليم
مثل: محمود شاكر وعبد السلام هارون وغيرهم، وليس معنى هذا تصويب أخطاء المؤلف، كلا…
3 - أما السؤال الثالث:
في التفريق بين التصحيف والتحريف، فجمهرة المتقدمين لا يفرقون بينهما بل يطلقون كل واحد منها على الآخر , والأكثر عندهم استعمال (التصحيف) وأول من فرق بينهما تفريقا واضحا هو الحافظ ابن حجر في (النزهة) - وإن سبقه العسكري – ببعض التفريق نظريا لا عمليا.
وقد شرح ذلك مع ذكر الأمثلة، وبيان تفرد الحافظ بذلك الأستاذ: اسطيري جمال في مقدمة كتابة (التصحيف .. ): (من /23 - 41). فلم يدع قولا لقائل.
وأنظر: (تحقيق النصوص:65 - وما بعدها) لعبد السلام هارون، و (مناهج تحقيق التراث:124 - وما بعدها) لرمضان عبد التواب، ومحاضرة في التصحيف والتحريف للطناحى في أخر كتابة (مدخل إلى تاريخ نشر التراث: 285 - 316).
4 - وأما جواب السؤال الرابع:
فتجده محققا محررا في كتاب العلامة عبد السلام هارون (تحقيق النصوص:31 - 32).
5 - أما جواب السؤال الخامس، فهو ذو شقين:
الأول: ترتيب نسخ الكتاب الواحد قد أشبعها المتكلمون في هذا الباب،بما لا مزيد علية، وبما لا يخفى عليكم.
الثاني: إذا وجد للكتاب نسختان جميعها بخط المؤلف، فأقول: إن وجود الكتاب بخط المؤلف يعتبر من القليل النادر، كما يعلمه أهل الشأن، فكيف بوجود نسختين كذلك؟!
لكن إن وجد ذلك – وقد وجد حقيقة- فلا يخلو الأمر حالتين:
الأولى: أن تتفق النسختان ولا يقع بينهما خلاف، فهنا لا إشكال- وان اختلفتا في تأريخ النسخ فعدم اختلافهما في المضمون هو المهم.
الثانية: أن يقع في النسختين اختلاف،بالزيادة أو النقص أو التغيير أو التصحيح أو غير ذلك، فهنا:إما أن يعلم أن أحدهما متقدمة على الأخرى، فتعتمد الآخرة منهما، لأن الأولى تكون الإخراج الأول للكتاب، ثم أضاف إليها المؤلف وزاد ونقص ....
وإما ألا يعلم تأريخ كل منهما،لكن يمكن تمييز أيتهما الآخرة بقرائن، فالمسودة تعرف بكثرة البياضات والشطب والإلحاقات، والمبيضة بخلاف ذلك،وإما بنص العلماء كان يقولوا:إن له إخراجين للكتاب الآخر منها أكبر،فيعتبر ... إلى غير ذلك من أوجه الترجيح والموازنة.
ـ[ابن زهران]ــــــــ[20 - 08 - 02, 05:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخوي المباركين بيد أن الأمر ما زال باقيا
فنحتاج إلى تحديد النقاط التي مارسها كل منا في تحقيقه ولم أقصد النقاط التي يطرحها العلماء فحسب بل هذا جهد طيب بارك الله في مسعاهم ونحتاج إلى توضيح النقاط التي قابلتك والصعاب التي واجهتك وكيفية حل إشكالها.
ولكم منا جزيا الشكر على ردكم وعلى ما دبجتموه بمدادكم.
أخوكم:
ابن زهران