[فائدة نفيسة!]
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 07:14 م]ـ
في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات، قال الشيخ رحمه الله: " وروى عبدالرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه: (أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم – استنكاراً لذلك -؛ فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدّون عند محكمه ويهلكون عند متشابهه) انتهى ". انتهى ما ذكره رحمه الله.
والفائدة التي لم أقف على من نصَّ عليها: هي ذكر وتحديد هذا الأثر أو الحديث الذي نفر منه هذا الرجل.
والحديث هو: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تحاجت النار والجنة؛ فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم؛ فقال الله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكم ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ؛ فيضع قدمه عليها، فتقول: قط قط، فهنالك تمتليء، ويزوى بعضها إلى بعض)).
وهذا الحديث صحيح؛ فقد أخرجه البخاري (ح/4569) ومسلم (ح/2846)، وغيرهما.
• فائدة تالية: لعل الصفة التي نفر منه ذاك الرجل هي: صفة وضع الرب عزوجل قدمه في النار.
• عودة: والذي دلَّ على أنَّ هذا الحديث هو المراد هو ما جاء في أصل القصة عند عبدالرزاق في مصنفه (ح/20893 - 20895)؛ إذ ساق حديث أبي هريرة المتقدم بنحو لفظه الآنف ثم قال: عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سمعت رجلاً يحدِّث ابن عباس بحديث أبي هريرة هذا فقام رجل فانتفض؛ فقال ابن عباس: ما فرق من [كذا!] هؤلاء ... الخبر.
وهذا إسناد صحيح في ظاهره.
• فائدة أخيرة: لفظة (ما فرق) تحمل وتلفظ على وجهين:
1 - ما فرَقُ هؤلاء؛ أي: ما الذي أخافهم وأفزعهم!
2 - ما فرَّق هؤلاء؛ أي: ما عرفوا الفرق بين الحق والباطل! والحمدلله رب العالمين!
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 07:37 م]ـ
جزيت خيرا.
ولو طرح في منتدى العلوم الشرعية فهو افضل
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 09 - 03, 04:21 ص]ـ
{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[16 - 09 - 03, 04:45 ص]ـ
قال النووي في شرح مسلم: هذا الحديث من مشاهير أحاديث الصفات، وقد سبق مرات بيان اختلاف العلماء فيها على مذهبين:
أحدهما: وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين أنه لا يتكلم في تأويلها بل نؤمن أنها حق على ما أراد الله، ولها معنى يليق بها وظاهرها غير مراد
الثاني: وهو قول جمهور المتكلمين أنها تتأول بحسب ما يليق بها،
وقال ابن حبان في صحيحه بعد إخراجه: هذا من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عصى الله فيها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب فيها موضعا من الأمكنة المذكورة فتمتلئ لأن العرب تطلق القدم على الموضع، قال تعالى (أن لهم قدم صدق) يريد موضع صدق.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 12 - 04, 01:25 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا السمرقندي، فعلا فائدة نفيسة، وقد بحثت في شروح كتاب التوحيد المتوافرة بين يديّ فلم أجد من أشار الى الحديث لا من قريب ولا من بعيد.
حفظك الله ورعاك.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 06:53 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عمر ,,
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 09:56 م]ـ
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوين المباركين .. المسيطير وطلال العولقي ... جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
- الأخ محمد عبادي ..
لا داعي لنقل كلام الإمام النووي رحمه الله، فهذا الخلاف لا يغني عنا شيئاً، إذ مذهب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح إجراء الصفات الواردة في النصوص على ظاهرها دون تأويل.
فالقدم ثابتة لله تعالى، لذا أنكر ابن عباس على ذاك الرجل الذي شابهه كثيرون ممن جاء بعده ممن لم يفهم الصفة أو يقرها على وجهها الذي نطقت به النصوص.
وبالله تعالى التوفيق ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[27 - 07 - 09, 10:11 م]ـ
فائدة تستحق الرفع
جزاكم الله خيرا شيخنا
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:36 ص]ـ
نفع الله بكم شيخنا السمرقندي .. لكن من أين الجزم ـ حفظكم الله ـ بأن هذا الحديث المراد؟!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:52 ص]ـ
• عودة: والذي دلَّ على أنَّ هذا الحديث هو المراد هو ما جاء في أصل القصة عند عبدالرزاق في مصنفه (ح/20893 - 20895)؛ إذ ساق حديث أبي هريرة المتقدم بنحو لفظه الآنف ثم قال: عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سمعت رجلاً يحدِّث ابن عباس بحديث أبي هريرة هذا فقام رجل فانتفض؛ فقال ابن عباس: ما فرق من [كذا!] هؤلاء ... الخبر.
وهذا إسناد صحيح في ظاهره.
أخي حلية الأولياء ـ حفظه الله ـ ركز في الفائدة. تجد الجواب.
والشكر للأخ الكريم (أبو بكر السمرقندي) على هذه الفائدة
ومستقبلاً بإذن الله نطالبك بشرح كتاب التوحيد.