تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معنى قول بعض الأئمة عن أحاديث الصفات ((أمروها كما جاءت .... بلا معنى))!]

ـ[اللامي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 01:17 ص]ـ

قال الإمام إسحاق بن راهوية رحمه الله تعالى في ما رواه عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه ((السنة)):

((و لا يعقل نبي مرسل و لا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك و تعالى، (فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد).

و ذلك أن الله تعالى وصف من صفاته قدر ما تحتمله عقول ذوي الألباب، ليكون إيمانهم بذلك، و معرفتهم بأنه الموصوف بما وصف به نفسه، و لا يعقل أحد منتهاه و لا منتهى صفاته.

و إنما يلزم المسلم أن يثبت معرفة صفات الله بالاتباع و الاستسلام كما جاء، (فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول: إنما أصف ما قال الله و لا أدري ما معاني ذلك)، حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية: يده نعمة، و يحتج بقوله: ((أيدينا أنعاما)) و نحو ذلك فقد ضل سواء السبيل)).

انظر ((التسعينية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (طبعة مكتبة المعارف، 2/ 423).

و نخلص من كلام إسحاق رحمه الله إلى أن من أطلق من العلماء المتقدمين القول عن الصفات ((بلا كيف، و لا معنى)) إنما يعني بنفي المعنى هنا هو: نفي الإدراك التام للصفة كما في النقل السابق عن إسحاق رحمه الله.

و إلا فالأئمة ينكرون على أهل التفويض تفويضهم كما هو قول إسحاق: ((فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول إنما أصف ما قال الله و لا أدري ما معاني ذلك)).

و ذلك لأن المفوضة لمعاني الصفات إنما فوضوا لأنهم ظنوا أن معاني الصفات فيها ما هو باطل في حق الله تعالى ففوضوها - و هذا نتيجة أنهم أثبتوا معنى ما لهذه الصفات شعروا أم لم يشعروا - و لذلك تجد إسحاق رحمه الله يقول عن هذا المفوض: ((حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية، يده نعمة)).

ـ[خالد الشايع]ــــــــ[30 - 08 - 02, 03:54 م]ـ

أثابك الله أخي اللامي على ما سطرته ببنانك:

واضيف لذلك ما قرأته لشيخ الإسلام في الفتاوى ونسيت موضعه منها الآن:

أن تفسير الصفة عند السلف هو قرآءتها.

وهذه فائدة تزيل عوالق التشبية والتعطيل من القلوب.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 08 - 02, 04:40 م]ـ

أحسن الله إليك وبارك فيك.

ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[30 - 08 - 02, 05:29 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم

وهذا الذي نقلته عن السلف رحمهم الله يخطئ في فهمه بعض الناس وينسبون إليهم خطأ القول (بالتفويض) الذي هو شر من (التعطيل).

والحق أن معاني نصوص (صفات الله تعالى) معلومة، أما كيفيتها فلم يقل أحد من الأنبياء والمرسلين ولا أتباعهم من المؤمنين أن (ذلك معلوم).

كما قال الإمام عبدالعزيز بن الماجشون والإمام أحمد وغيرهما من السلف قالوا: (إنالا نعلمُ كيفيةَ ما أخبرَ اللهُ عن نفسهِ وإن كُنا نعلم تفسيرَه ومعناه)

[درء تعاض العقل والنقل (1/ 207)].

ثم إنه قد يرد عن السلف نهي عن (تفسير هذه الصفات) وفي الحقيقة أنه نهي عن (تفسيرها كتفسير المبتدعة من الجهمية ومن شابههم) فنهي السلف كان عن ((تفسير المبتدعة من الجهمية)) وأتباعهم من الفلاسفة وأهل الكلام، فنهوا عن مثل تلك التفسيرات المخالفة لدين الإسلام.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد حِكاية مذهب السلف: ((قوله: (من غير تفسير) أراد به تفسير (الجهمية المُعطلة) الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات (ونقل عن الإمام أبي عُبيد أنه قال: (ما أدركنا أحداً يُفسرها) ثم قال: (وقد أخبر أنه ما أدرك أحداً من العلماء يفسرها أي تفسير الجهمية)) أهـ

[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ا بن تيمية (5/ 50 – 51)]

فقولهم: (أمرُّوها كما جاءت بلا كيف) نهيٌ عن السؤال عن الكيفية، وأنه لا يعلم أحد كيفية صفات الله إلا الله تعالى، فمعنى صفات الله معلومة لكن كيفيتها مما استأثر الله تعالى بعلمه.

وأيضا قد ينسب بعض الناس إلى السلف القول: بأن صفات الله من (المتشابه) وهذا أيضا خطأ عظيم، ونسبته إلى السلف رحمهم الله باطلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير