تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تنبيه على استخدام لفظ ((المعجزة)) في وصف آيات الأنبياء!]

ـ[اللامي]ــــــــ[04 - 09 - 02, 10:04 ص]ـ

قال ابن تيمية رحمه الله في (النبوات، طبع دار القلم، 19 - 21):

((و حقيقة الأمر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة و برهان عليها، فلا بد أن يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الأنبياء و غيرهم، فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله، لا يجب أن يكون أعم وجودا منه، بل إما أن يكون مساويا له في العموم و الخصوص، أو يكون أخص منه و حينئذ فآية النبي لا تكون لغير الأنبياء، لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من الأنبياء لم يقدح هذا فيها فلا يضرها أن تكون معتادة للأنبياء.

(و كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة للعادة هو وصف لم يصفه القرآن و الحديث، و لا السلف)، و قد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط و هو عديم التأثير، فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم ...

و ليس في هذا (قلت: وصفها بأنها خارقة للعادة) ما يدل على أن كل خارق آية، فالكهانة و السحر هو معتاد للسحرة و الكهان، و هو خارق بالنسبة إلى غيرهم ...

فإذا قيل لهم المعجزة هي: الفعل الخارق للعادة.

أو قيل هي: الفعل الخارق للعادة المقرون بالتحدي.

أو قيل مع ذلك الخارق للعادة السليم عن المعارضة.

فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا، فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل، فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض، بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء، و إن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن و العصا و الناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات)).

قال اللامي:

نخلص مما سبق إلى أن:

1 - ما يذكره كثير من الكتبة في العقائد و غيرها عند تعريفهم للمعجزة بأنه الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي أو ما يقاربه أنه خطأ و يفتح بابا للشبه التي تقدح في أصل الدين.

2 - بل حتى تعريف آية النبي بأنها (معجزة) لم ترد في كتاب و لا سنة و قد أشار شيخ الإسلام نفسه إلى هذا في (النبوات، 45) فقال: ((و ليس في الكتاب و السنة تعليق الحكم بهذا الوصف، بل و لا ذكر خرق العادة و لا لفظ المعجز، و إنما فيه آيات و براهين))، و الأصل الالتزام بألفاظ الكتاب و السنة.

3 - أن أصح تعريف لآيات الأنبياء و براهينهم هو: ((الخوارق التي تخرق عادة جميع الثقلين)) كما حكاه ابن تيمية و فصل فيه، انظر (النبوات، 327 فما بعدها).

و أخيراً:

هذا الكتاب (النبوات) لابن تيمية رحمه الله غزير الفوائد عظيم النفع فلا تتردد أخي – طالب العلم – في الرجوع إليه و الاستفادة منه ...

ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[04 - 09 - 02, 12:30 م]ـ

جزاك الله خيرا.

وقد اشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن أول من أحدث هذا اللفظ وهو (المعجزة) هم المعتزلة.

ولكن لا يحضرني الآن الكتاب الذي ذكر ذلك فيه.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 02, 07:24 م]ـ

ما المشكلة في استعمال كلمة معجزة عن آيات الأنبياء وهي فعلاً معجزة للبشر؟

ـ[اللامي]ــــــــ[04 - 09 - 02, 09:53 م]ـ

مشكلتها هي مشكلة كثير من الكلمات و الجمل التي لم يرد بها كتاب أو سنة!

و هذه يستفصل عن معناها فإن كان حقا قبل و إن كان باطلا رد!

و لفظ ((المعجزة)) لم يرد به كتاب أو سنة.

و الذي ورد ((آية)) و ((برهان))!

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 09 - 02, 10:46 م]ـ

كلام شيخ الإسلام فيه أنّ الآية إنّما اعتبرت آية لأنّها تضمّنت دليلاً على النبوّة، لا لكونها معجزة فحسب.

وهو كلام غير واضح بالنسبة لي.

لأنّ الآية إنّما تدلّ على النبوّة لكونها خارقة للعادة!

وقد كان عليه الصلاة والسلام يعتبر بعض ما يأتيه من آيات دليلاً على نبوّته بسبب كونه خارقاً للعادة.

فالله أعلم بالصواب.

ـ[اللامي]ــــــــ[06 - 09 - 02, 05:07 ص]ـ

الأخ أبو عبد الله نسيت أن أقول لك: و إياك ...

================================

الأخ هيثم: من أسباب اعتراض شيخ الإسلام هو أن مسألة خرق العادة مسألة نسبية إضافية فما كان خارقا للعادة لأناس فهو غير خارق للعادة لغيرهم، و لذلك قال الشيخ بأن أصوب تعريف لها بأنها ((الخارق لعادة جميع الثقلين)).

و أنبه هنا إلى قوله ((جميع الثقلين))!

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 09 - 02, 06:49 ص]ـ

هل في القرآن والسنّة تعليق الحكم بكونها "خارقة لعادة الثقلين"؟

وهل يلزم من كون الآية خارقة لعادة الثقلين أن تكون دليلاً على النبوّة؟

والله أعلم.

ـ[اللامي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 09:35 ص]ـ

الأخ: هيثم حمدان ...

ما تطرق إليه الاحتمال لا يكون برهانا!

و كونها ((خارقة للعادة)) فحسب لا يكفي؛ لأن العادة قضية نسبية إضافية كما سبق و إذا كان ذلك كذلك احتملت أن يقدر عليها بعض الخلق فلا تكون خارقة لعادتهم و إن كانت خارقة لعادة آخرين!

ثم أنبه إلى أمر هام و هو أنني قلت: ((أصح)) و لم أقل أنه التعريف الصحيح، فكأن شيخ الإسلام يقول: إن كان و لا بد من استخدام جملة ((خارقة للعادة)) فيجب تقييدها بـ ((جميع الثقلين)) ليعلم أنها من عند اللطيف الخبير فيصح كونها برهانا!

إذا عرف ما سبق فليس هناك حاجة لقولك: ((و هل في القرآن و السنة تعليق الحكم بكونها خارقة لعادة الثقلين؟))!

فحقيقة كونها ((برهان)) يغني عن التعريف لمن تدبر و تأمل!

======================================

الأخ: عبد المهيمن: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...

و جزاك الله خيرا!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير