[لماذا لم يذكر ابن تيمية فى كتابات السيد الجرجانى والسعد التفتازانى وغيرهما؟]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 09 - 02, 04:49 م]ـ
[لماذا لم يذكر ابن تيمية فى كتابات السيد الجرجانى والسعد التفتازانى وغيرهما؟]
اولا: هل هذا صحيح ... فقد قمت باستقراء جزئي لما كتبه العضد (المتوفىسنة 756) و سعد الدين التفتازاني (المتوفى سنة792) والشريف الجرجانى (المتوفىسنة816) وعبد الحكيم فما عثرت على اشارة الى شيخ الاسلام ...
ثانيا: (هذه المسألة مبنية على صحة الفرضية السابقة اما اذا ثبت ان ابن تيمية ذكر عندهم فلا داعي لمواصلة القراءة) كيف يمكن تفسير هذا الاغفال؟
... ان لا يكونوا سمعوا به .. وهذا مستبعد جدا فابن تيمية ملا الدنيا وشغل الناس .. بل كان المغاربة وهم بعيدون جدا يرسلون اليه يستفتونه (انظر القاعدة المراكشية)
... ان يكون العهد بابن تيمية قريبا جدا فلا يسع هؤلاء الاطلاع على مؤلفاته ... وهذا كسابقه مستبعد .. لان للمذكورين حواشى على اصول ابن الحاجب (المتوفى سنة646) أي توفى بعد ابن تيمية ب18 سنة .. كما ان لبعضهم شروحا على تلخيص الخطيب القزوينى (المتوفى سنة 739)
... ان تكون انشغالاتهم الفكرية لا تلتقى مع انشغالات ابن تيمية ... وهذا الافتراض اشد بعدا ... فللمذكورين شروح لكتب العقائد .. ولهم تمجيد خاص للرازى الذى يسمى عندهم الامام ... وابن تيمية نقض اصول الرازى فى كتاب خاص ونقض اصول الفلاسفة والمتكلمين والمنطقيين فى موسوعته درء تناقض العقل والنقل .. فلماذا لم يردوا على ابن تيمية. خاصة وان شيخ الاسلام اصاب من الرازى واشياعه مقتلا واى مقتل .. لماذا لم يدافعوا عن امامهم الرازى؟؟؟؟
... الاحتمال الاخير-وهو الذى اميل اليه-ان يكون هؤلاء قد مالوا الى" مؤامرة الصمت "لاخمال ذكر ابن تيمية بعدما اعيتهم حججه وبراهينه ..
ـ[أبوالوفاء الحنبلي]ــــــــ[03 - 09 - 02, 09:00 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[03 - 09 - 02, 09:49 م]ـ
أخي وفقك الله.
إن رد شيخ الإسلام ابن تيمية على (الرازي) مشهور بين طلبة العلم
وعنوان رده هو (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)
ويسمى أيضا (نقض التأسيس)
وكان شيخي العلامة (عبدالعزيز الراجحي) حفظه الله هو المشرف على تحقيق الرسائل المقدمة لتحقيق هذا الكتاب العظيم.
وأما أن هؤلاء لم يذكروه فالاحتمالات كثيرة ومنها ماذكرته أنت، ومنها أنهم قد لا يعرفون رد شيخ الإسلام ابن تيمية عليه، وقد لا يكون قد سمعوا به.
وهؤلاء الداخلون في (علم الكلام) لا للإسلام نصروا، ولا من الشبهات فروا.
ويكفي ما نقل عن (إمامهم الرازي) حيث قال في كتابه [أقسام اللذات]: ((لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: (الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) واقرأفي النفي: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (ولا يحيطون به علما) (هل تعلم له سميا) ثم قال: ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي))
وكان دائماً يتمثل:
نهاية إقدام العقول عقالُ ... وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا ... وحاصلُ دنيانا أذىً و وبالُ
ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرنا ... سوى أن جمعنافيه قيلَ وقالُ
[انظر مجموع الفتاوى 4/ 72 - 73]
وكان يقول كما قال أمثاله من قبل: ((من لزم دين العجائز كان هو الفائز)) وكأن الجميع اتفقوا على أن غاية ما علموه طيلة حياتهم لا يُساوي دينَ واعتقاد العجائز، وما ذاك إلا لأن إيمانهن واعتقادهن قويٌ صحيحٌ سليمٌ من تلك ((الشبهات والوساوس)) التي في نفوس أولئك القوم المتكلمين، وقبل وفاته كتب وصيته التي أعلن فيها تبريه مما كان يقول به ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة واختياره طريقهم دون غيرهم من الناس وإثبات ما ورد من صفات الله تعالى على الوجه المراد منها واللائق بجلال الله تعالى وعظمته.
قال الإمام الحافظ أبو الفداء بن كثير: ((وقد ذُكرت وصيته عند موته، وأنه رجع عن مذهب الكلام فيها إلى طريقة السلف، وتسليم ما ورد على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه)).
[البداية والنهاية (13/ 55)]
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه.
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[04 - 09 - 02, 07:32 ص]ـ
.
الأخ الفاضل: أبا عبدالمعز.
ما ذكرته يستدعي التأمل.
لكن للتنبيه، لقد قلت ـ بورك فيك ـ:
"للمذكورين حواشى على اصول ابن الحاجب (المتوفى سنة646) أي توفى بعد ابن تيمية ب18 سنة".
وأظن أن في هذا الكلام وهماً، فإذا كان ابن الحاجب توفي سنة (646هـ)، فمعنى هذا أنه توفي قبل ولادة ابن تيمية ـ رحمه الله ـ سنة (661هـ).
===============
وثمة احتمال بودي لو تأملته.
فالعضد، والتفتازاني، من أهل خراسان بالمشرق. و أنت تعلم حال تلك البلاد في وقت ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حيث كانت تعاني من تسلط التتار.
والمتأمل في سيرة ابن تيمية يرى أن ذكره أشغل الناس بالشام، والعراق، ومصر، وأما ما وراء العراق من جهة المشرق، فأظن أن كثيراً من تلك النواحي لم تصلها مصنفات الشيخ إلا بعد وفاته بمدة.
.