[أولوية رفع اليدين في التكبيرات الزوائد في صلاة العيد]
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 05:48 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمسألة رفع اليدين في التكبيرات الزوائد في صلاة العيد مما لا أعلم فيه سنةً خاصة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نفياً، ولا إثباتاً.
وقد ذكر العلماء أنه وردت في ذلك آثار عن السلف إضافة إلى عموم بعض الأحاديث.
فقد استدل الإمام أحمد وابن المنذر والبيهقي وغيرهم بحديث ابن عمر -رضي الله عنها- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى إذا كانتا حذو منكبيه كبر، ثم إذا أراد أن يركع رفعهما حتى يكونا حذو منكبيه، كبر وهما كذلك، فركع، ثم إذا أراد أن يرفع صلبه رفعهما حتى يكونا حذو منكبيه، ثم قال سمع الله لمن حمده، ثم يسجد، ولا يرفع يديه في السجود، ويرفعهما في كل ركعة وتكبيرة كبرها قبل الركوع حتى تنقضي صلاته".
رواه الإمام أحمد في المسند (2/ 132 - 133)، وأبو داود في سننه (1/ 192رقم722)، وابن الجارود في المنتقى (1/ 170رقم178)، وابن المنذر، والدارقطني في سننه (1/ 288)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 83،3/ 292) وغيرهم من طريقين عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- به.
وسنده صحيح.
فاستدلوا بعموم قوله: "ويرفعهما في كل ركعة وتكبيرة كبرها قبل الركوع حتى تنقضي صلاته" لأن التكبيرات الزوائد تكون قبل الركوع.
وكذلك استدلوا بحديث وائل بن حجر -رضي الله عنه-: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه مع التكبير" وانظر تخريجه وتحسين الشيخ الألباني -رحمه الله- له بهذا اللفظ في الإرواء (3/ 113رقم641).
وهو استدلال قوي، ولكنه معترض منتقد.
### أما عن الصحابة فذكر عن عمر، وابنه عبد الله، وزيد بن ثابت.
*/ أما أثر عمر -رضي الله عنه- فرواه الأثرم –كما في المغني (2/ 119) ولم أقف على سنده- وابن المنذر في الأوسط (4/ 282رقم217)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 293) من طرق عن عبد الله بن لهيعة عن بكر بن سوادة [عن أبي زرعة اللخمي] أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يرفع يديه في كل تكبيرة من الصلاة على الجنازة وفي الفطر والأضحى.
واللفظ لابن المنذر.
وقد رواه عن ابن لهيعة: أبو زكريا يحيى بن إسحاق السِّيلَحيني، وإسحاق بن عيسى، والوليد بن مسلم، وقد اتفق الأخيران على ذكر أبي زرعة اللخمي بين بكر بن سوادة وعمر -رضي الله عنه-.
وأما أبو زكريا فأسقطه لذا قال البيهقي -رحمه الله-: وهذا منقطع.
وإسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة وليس هذا من رواية العبادلة ولا قتيبة بن سعيد عنه، وإن كان البعض يقوي رواية إبي زكريا يحيى السيلحيني لأنه من قدماء أصحابه، فإن كان كذلك فآفته الانقطاع بين بكر بن سوادة وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
وكذلك أبو زرعة اللخمي لم أجد من ذكره سوى العجلي في معرفة الثقات (2/ 403) وقال: مصري تابعي ثقة، وذكره ابن العديم في تاريخ حلب (10/ 4455) وقال: [كان مع مسلمة بن عبد الملك حين غزا القسطنطينية وكان من وجوه عسكر مسلمة]. فلو قيل بتوثيقه فيظهر أنه لم يدرك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولم يذكر سماعاً.
*/ وأما أثر ابن عمر -رضي الله عنهما- فلم أر من ذكره قبل شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله-.
ففي زاد المعاد (1/ 443) وعنه الصنعاني في سبل السلام (2/ 69) -ولم يعزه لابن القيم-: [وكان ابن عمر مع تحريه للاتباع يرفع يديه مع كل تكبيرة].
ولم أقف له على إسناد، ولم يحتج به أحد من السلف ممن وقفت على كلامه كابن أبي شيبة وعبد الرزاق الصنعاني والإمام أحمد وابن معين وابن المنذر والبيهقي وغيرهم.
ولا أظنه إلا وهماً من الإمام ابن القيم، ويظهر أنه اختلط عليه هذا بما صح عن ابن عمر في رفع اليدين في تكبيرات صلاة الجنازة. والله أعلم.
*/ وأما أثر زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فعزاه ابن القدامة في المغني (2/ 119) للأثرم ولم أقف على سنده، وكذا قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في الإرواء (3/ 112).
ولزيد بن ثابت -رضي الله عنه- أثر مذكور في رفع اليدين في صلاة الجنازة فالله أعلم بحقيقة الحال.
### أما عن التابعين فصح عن عطاء -رحمه الله-، وروي عن إبراهيم النخعي -رحمه الله-.
¥