تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونعتقد أن أحسن ما يمكن الجواب به عن هذا الانتقاد ما عقب به زميلنا الراحل الأستاذ عبدالله كنون - رحمه الله - من أن الخبر وقع فيه تزيد من خصوم ابن تيمية فرواه رحالتنا على علاته, ولم يخف الأستاذ كنون شكوكه في صنيع الكاتب ابن جزي الذي يجوز أنه توهم حضور ابن بطوطة للواقعة المزعومة (10).

وقد وقفت في كتاب (الديباج) لأحمد باب السوداني (ت1032=1623) عند ترجمة أبي زيد عبدالرحمن وترجمة أخيه أبي موسى عيسى ابني الإمام البرشكي أنهما رحلا إلى المشرق, وناظرا تقي الدين ابن تيمية الذي كانت له مقالات يحمل فيها حديث النزول على ظاهره, وقوله فيه (كنزولي هذا) , قال صاحب الديباج وهذه الزيارة أعني قول (كنزولي هذا) أثبتها ابن بطوطة في رحلته (11).

إن الذي أريد أن أقوله بوضوح بعد وجود ما يثبت حضور ابن بطوطة بدمشق عام 727 هـ = 1327م, هو أن الرحالة المغربي يمسي معتبرًا مصدرًا معاصرًا من مصادر الحديث عن ابن تيمية. وأنه لا يجوز لنا أن نهمل معلومات الرحلة, بل علينا أن نقرأها قراءة جديدة انطلاقًا مما قدمناه, وانتهاء إلى أن الهدف يبقى دائما هو البحث عن الحقيقة والحقيقة وحدها


(1) رحلة ابن بطوطة المسماة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). تقديم وتحقيق عبدالهادي التازي, خمسة مجلدات, مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية, سلسلة التراث 1417هـ - 1997م.
(2) التأليف, يوجد تحت الطبع من لدن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية, بتقديم وتحقيق د. عبدالهادي التازي. د. التازي: اكتشاف غير مسبوق, بحث قدم لمؤتمر مجمع اللغة العربية. الدورة السبعين 28 مارس 2004. ولأكاديمية المملكة المغربية. حديث الخميس 29 أبريل 2004. د. التازي: ابن بطوطة في زيارة ثانية, لدمشق, مجمع اللغة العربية بدمشق.
(3) اغتنمت فرصة وجودي ببلاد الشام صيف 2004 فوقفت على اللائحة الطويلة العريضة للمصادر والمراجع التي اهتمت بحياة ابن تيمية ابتداء من الدرر الكامنة لابن حجر (ت852, ج1,ص154) , مرورا بالكواكب الذرية للإمام مرعي ابن يوسف الكرمي (ت1033).
(4) تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن تيمية من أشهر الشخصيات في العالم الإسلامي, ويعتبر مرجعا للحركة الوهابية التي ظهرت فيما بعد بالجزيرة العربية, وقد سجن في القاهرة من أجل أفكاره من عام 706هـ =1307م إلى عام 711هـ =1311م, ورجع إلى دمشق حيث دخل السجن مرة أخرى عام 720هـ =1320م لبضعة شهور, وقد تم آخر سجن له في شهر شعبان/ يوليو عام 726هـ =1326م بسبب الفتوى التي يشجب فيها زيارة مقابر الأولياء! ... ولما كان معتقلا بالإسكندرية التمس منه صاحب سبتة أن يجيز له بعض مروياته, فكتب له جملة من ذلك في عشر أوراق بأسانيده, وحفظه - وقد أدركه أجله في السجن عام 728هـ = 1328م - خص له ابن حجر ترجمة حافلة - الدرر ج1, ص154.
(5) جمال الدين وليس شرف الدين كما عند ابن بطوطة, والقصد إلى محمد بن سليمان بن يوسف البربري الزواوي المالكي الفقيه القاضي, قدم الإسكندرية فاشتغل في الفقه, ثم أخذ عن ابن عبدالسلام وناب في الحكم بالقاهرة وبالشرقية والغربية وعين لقضاء القاهرة بعد موت ابن شاش وولي قضاء دمشق سنة 687 فاستمر حتى سنة 717. الدرر الكامنة 68.4 - الدارس في تاريخ المدارس ص 12 - 15.
(6) يلاحظ أن ابن بطوطة, وقد وصل إلى دمشق في تاسع رمضان 726هـ =9 أغسطس 1326م, لم يتمكن من رؤية ابن تيمية الذي استمر في السجن إلى أن توفي, هذا ونذكر هنا أن العالمين المغربيين اللذين سجل التاريخ مناظرتهما لتقي الدين بن تيمية هما الإمامان الأخوان الشقيقان أبو زيد عبدالرحمن وأبو موسى عيسى ابنا الإمام أبي عبدالله محمد بن عبدالله بن الإمام البرشكي.
المسند لابن مرزوق تحقيق الدكتورة بغيرا 1981م ص265 - 266 - تاريخ بني زيان للتنسي تحقيق د. بوعياد 1985م ص139 - راجع المقدمة حول موضوع ابن تيمية ص128 - 139.
(7) سيف الدين هذا كان نائبا لسلطان مصر على بلاد الشام على ما سلف - الدرر ج2, ص55 - 56.
(8) في الواقع كانت هذه النظرية تتوافق مع النظرية الأولى للإسلام بيد أن الأمر تغير أيام الخليفة الثاني عمر الذي قرر أن الطلاق الثلاث يقتضي أن المرأة تحرم على زوجها ولا تحل له إلا بعد التزوج بآخر, وقد كان هدفه تأديب الرجال حتى لا يعودوا للنطق بالثلاث.
(9) محمد بهجت البيطار: حياة شيخ الإسلام ابن تيمية, منشورات المكتب الإسلامي للطباعة والنشر 1961م=1380هـ إبراهيم ابن أحمد الفياني: ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية. تحقيق محب الدين الخطيب, طبعة ثانية 1399هـ
(10) مجلة مجمع دمشق, يوليو 1965م= ربيع الأول 1385هـ
(11) ابن مرزوق: المسند الصحيح. تحقيق د. مارية خيسوس بيغيرا - الجزائر:1981م القاعدة المراكشية لشيخ الإسلام ابن تيمية نشر سراج الحق ضمن الكتاب الذي صدر عن مؤسسة بريل Brill عام 1965م ليدن ص223, أحمد بابا التكروري التنبكتي: كتاب نيل الابتهاج. الطبعة الحجرية بفاس ص 132 - 140.

ملحوظة: نشر الكاتب صورتين مع مقالته:
1 - صورة ابن بطوطة في مصر رسم Lbenett القرن 19 عن وثائق R Viollet باريس
2 - صورة خط ابن بطوطة في نهاية (كتاب المفهم) ينص على أنه كان بمدرسة العزيزية من مدينة دمشق المحروسة يوم الاثنين الثامن عشر من جمادى الآخرة من عام سبعة وعشرين وسبعمائة
ويمكن الرجوع إليهما في موقع العربي على هذا الرابط:
http://www.alarabimag.com/arabi/Data/2004/12/1/Art_67176.XML
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير