تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محب الألباني]ــــــــ[15 - 09 - 02, 11:21 م]ـ

قال الحافظ الملال استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى باتفاق فالتقدير لا يمل وتملون فنفى عنه الملل وأثبته لهم قيل حتى هنا بمعنى الواو ومعناه حسب رواية مسلم لا يسأم إذا سئمتم فالمعنى أن الله لا يَمَلُّ أبداً مَلِلْتم أو لم تَمَلُّوا فجرى مَجْرى قولهم حتى يَشيبَ الغُرابُ ويبيَضَّ القَار وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبط شرا ويقال إنه لخلف الأحمر:

صليت مني هذيل بخرق لا يمل الشر حتى يملوا

يريد أنه لا يمل إذا ملوا ولو أراد به النهاية لم يكن فيه مدح ولا له عليهم فضل ومثاله قولهم في البليغ فلان لا ينقطع حتى ينقطع خصومه معناه لا ينقطع إذا انقطع خصومه ولو كان معناه ينقطع إذا انقطع خصومه لم يكن له فضل على غيره ومثال هذا قولهم في الكلام هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل فلو كان المعنى أنه يفتر إذا فترت لو كان هذا هو المراد ما كان له فضل عليها لأنه يفتر معها فأية فضيلة له وإنما تريد أنه لا يفتر إذا افترت

وهذا على القول بأن الملل صفة نقص لا تجوز في حق الله وقد نص على ذلك جمع من العلماء المعاصرين منهم الشيخ محمد بن أمان والشيخ عبد المحسن العباد ويدل على ذلك ما في حديث أُم زَرْعٍ؛ قالت: زَوْجي كليلِ تهامة لا قُرٌّ ولا سَآمة ومن هذا حديث ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة

أما على القول بأن حتى على بابها وهي بمعنى انتهاء الغاية فهي من باب المشاكلة والمقابلة وقد أفاد الإخوة في هذا قال الحافظ وجدت بعض ما ذكر هناك من تأويل الحديث احتمالا في بعض طرق الحديث وهو قوله أن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل أخرجه الطبري في تفسير سورة المزمل وفي بعض الإشارة ما يدل على أن ذلك مدرج من قول بعض رواة الحديث والله أعلم قال الزرقاني لكن في سنده موسى بن عبيدة وهو ضعيف

قال ابن عبد البر وانما جاء لفظ هذا الحديث على المعروف من لغة العرب بانهم كانوا اذا وضعوا لفظا بازاء لفظ وقبالته جوابا له وجزاء ذكروه بمثل لفظه وان كان مخالفا له في معناه الا ترى الى قوله عز وجل وجزاء سيئة بسيئة مثلها وقوله فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق وجب د ومثل ذلك قول الله تبارك وتعالى (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) وقوله (إنما نحن مستهزؤن الله يستهزىء بهم) وقوله (إنهم يكيدون كيدا وأكيدا كيدا) وليس من الله عز وجل هزؤ ولا مكر ولا كيد انما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم وجزاء كيدهم فذكر الجزاء بمثل لفظ الابتداء لما وضع بحذائه وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يمل حتى تملوا أي ان من مل من عمل يعمله قطع عنه جزاؤه فاخرج لفظ قطع الجزاء بلفظ الملال اذ كان بحذائه وجوابا له

قال ابن الأثير وهذا بابٌ واسع في العربية كثير في القرآن

ـ[خالد الشايع]ــــــــ[15 - 09 - 02, 11:42 م]ـ

لتمام الفائدة: فإن أمثال هذه الأحاديث، وما شابهها من أيات وأحاديث الصفات، يجب إمرارها كما جاءت بلا كيف ولا تشبيه، فالبعض ينفر من اللفظ لما وقر في ذهنه من التشبيه الكامن في نفسه، وقد لا يشعر بذلك، ولهذا ما ثبت به النص وجب الإيمان به وإثباته لله، كما يلق بالله تعالى.

والأخوة بورك فيهم أفادوا بكلام أهل العلم وهو شيء مطلوب ولا يفهم من كلامي القول بعدم الخوض في ذلك، فنحن في مجال طلب للعلم ولكن أحببت (التنبيه على ما ينقدح في أذهان البعض من التشبيه ومن ثم رد الصفة ونحوها، وأما صفة الملل فقد أثبتها شيخنا ابن باز رحمه الله.

والشيخ رحمه الله عنده قاعدة عظيمة وهي قاعدة السلف (كل ما صح به النقل وجب اثباته لله بلا كيف) وهذه لا تتأتى إلا لمن علم أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في أسمائه و وصفاته، على حد قول الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

وقد سألت الشيخ ابن باز غفر الله له عن (صفة الحقو) و (صفة الحجزة) وذكرت له الأحاديث الواردة في ذلك فقال رحمه الله (إذا صح إسناده نثبتها كما يلق بجلال الله)

وللفائدة انظر أحاديث هاتين الصفتين في السنة لابن أبي عاصم.

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[16 - 09 - 02, 09:48 ص]ـ

الأخ عبد الله العتيبي

لو نقلت لنا كلام ابن تيمية حول هذا الحديث جزيت خيرا

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 03 - 04, 05:40 م]ـ

قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ...

قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا فجعلتم الله تعالى يمل إذا ملوا والله تعالى لا يمل على كل حال ولا يكل

قال أبو محمد ونحن نقول إن التأويل لو كان على ما ذهبوا إليه كان عظيما من الخطأ فاحشا ولكنه أراد فإن الله سبحانه لا يمل إذا مللتم ومثال هذا قولك في الكلام هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل لا تريد بذلك أنه يفتر إذا فترت ولو كان هذا هو المراد ما كان له فضل عليها لأنه يفتر معها فأية فضيلة له وإنما تريد أنه لا يفتر إذا افترت وكذلك تقول في الرجل البليغ في كلامه والمكثار الغزير فلان لا ينقطع حتى تنقطع خصومه تريد أنه لا ينقطع إذا انقطعوا ولو أردت أنه ينقطع إذا انقطعوا لم يكن له في هذا القول فضل على غيره ولا وجبت له به به مدحة وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى بن أخت تأبط شرا ويقال إنه لخلف الأحمر

صليت مني هذيل بخرق

لا يمل الشر حتى يملوا لم يرد أنه يمل الشر إذا ملوه ولو أراد ذلك ما كان فيه مدح له لأنه بمنزلتهم وإنما أراد أنهم يملون الشر وهو لا يمله. انتهى

فتأمل!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير