1) قوله (ألا فلتربّوا أبناءكم على كثير من الشرّ، لا ليكونوا أشراراً، لكن حتى يتّقوا من الناس شرَّ الناس.)
وهذا لاشك بأنه غير صحيح بل الواجب على المسلم تربية أولاده على طاعة الله وتقواه والبعد عن الشر والأشرار والحذر من كيد الفجار.
2) قول الكاتب (كنت أقول لمن أنصحه: أحسنْ إلى الناس قدر ما تستطيع، وأما اليوم فنصيحتي له: أنْ قلّل من إحسانك إلى الناس،)
وهذا غير صحيح فإن الإحسان إلى الناس من اخلاق الكرام
تقول خديجة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما قال: إني خشيت على نفسي، تقول: والله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك تحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر.
إذا كان هذا الإحسان لوجه الله إما إذا كان لعرض زائل فليوطن المرء نفسه على نسيان المعروف.
ولن يلاقي هذا المحسن إلى الناس إلا الخير في الدنيا والآخرة.
3) قال الكاتب (كنت أقول لمن أمحضهم النصح: أحبّوا الناس، واليوم فلست أقول لهم: اكرهوا الناس بإطلاق، لكني أقول: أحبّوا الإنسانية مجتمعة، واكرهوهم أفراداً!)
وهذا لاشك باطل فإن المسلم يحب المسلمين الموحدين ولو لم يحسنوا له ويبغض الكفار والمنافقين.
4) قال الشيخ (يوم أن انتابتني تلك الجائحة الرُّوحية المظلمة قبل إحدى وعشرين سنة، وانثالت عَليّ المصائب –أجارك الله- ترفّ تترى متتابعات حتى ذُهل قلبي المسكين فما عاد يدري لأيهنّ يتألم)
من يقرأ هذا الكلام يتساءل
هل شرد الكاتب من وطنه فأصبح غريباً
هل لبث في السجن بضع سنين
وهل وهل ... نسأل الله العافية لنا وللشيخ وللقراء
وأذكر الشيخ بحديث عظيم قال صلى الله عليه وسلم (من بات من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي وابن ماجه.
وكم كان عمر الشيخ حين انثالت عليه المصائب؟؟؟
فيجب على المسلم التحدث بنعمة الله تعالى وشكره فقد أسبغ الله عليه النعمة.
5) قال الكاتب (ويوم تنكّر لي من كنت أحسنتُ إليه من رُذال هذا الخلق وسَقَط ولد آدم)
قلت:عرفت إناساً كثرلايعرفون معنى الوفاء أو الإخاء تصاحب أحدهم سنين عدداً ثم ينطلق فلاتراه أشهراً وربما سنوات بغير سبب شرعي!!!
وهؤلاء كثر لاكثرهم الله فهم بين متلون ولجوج ونذل.
6) ذم الناس بإطلاق غير محمود
قال صلى الله عليه وسلم (اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) رواه مسلم
روي أهلكهم على وجهين مشهورين رفع الكاف وفتحها والرفع أشهر ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في حلية الاولياء في ترجمة سفيان الثوري فهو من أهلكهم قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين الرفع أشهر ومعناها أشدهم هلاكا
وأما رواية الفتح فمعناها هو جعلهم هالكين لا أنهم هلكوا في الحقيقة واتفق العلماء على أن هذا الذم انما هو فيمن قاله على سبيل الازراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح احوالهم لانه لا يعلم سر الله في خلقه قالوا فأما من قال ذلك تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في امر الدين فلا بأس عليه كما قال لا أعرف من أمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعا هكذا فسره الامام مالك وتابعه الناس عليه وقال الخطابي معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول مساويهم ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو اهلكهم اي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الاثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك الى العجب بنفسه و رؤيته أنه خير منهم والله اعلم) انتهى.
والله أسأل ان يوفقنا لمرضاته ويجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ـ[أبو عبد العزيز السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:23 م]ـ
ولايفوتني أن أشكر الشيخ عبد الله وفقه الله لمرضاته على كتابه النفيس
الذي ذب فيه عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وأسماه (الهادي والهاذي) فقد أصاب وأجاد الرد على الهاذي -هداه الله إلى الحق -
سُئل الشَّيخُ الإمَامُ ابن تيمية
عن (الصبر الجميل) و (الصفح الجميل) و (الهجر الجميل) 0
فأجاب رحمه اللّه:
الحمد للّه، أما بعد: فإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل.
فالهجر الجميل: هجر بلا أذى
والصفح الجميل: صفح بلا عتاب
والصبر الجميل: صبر بلا شكوى
قال يعقوب عليه الصلاة والسلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}
مع قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
فالشكوى إلى اللّه لا تنافي الصبر الجميل، ويروي عن موسى عليه الصلاة والسلام
أنه كان يقول: (اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك / المستغاث وعليك التكلان)
ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، اللّهم إلي من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أو يحل علي غضبك، لك العتبي حتى ترضى).
وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقرأ في صلاة الفجر:
{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}
ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف؛ بخلاف الشكوي إلى المخلوق.
والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
(إذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه)
فسأل الله أن يرزقنا جميعاً اليقين والعافية وأن يثبتنا على الإسلام والسنة.
¥