تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

زوج الأخت ليس محرماً لأخت زوجته، فالأصل أن لا يراها ولا تراه؛ لكن إذا أمنت الفتنة، وقامت الحاجة، إذا أمنت الفتنة، ودعت الحاجة إلى ذلك، وكان الكلام بقدر الحاجة، ولا خضوع فيه، فلا بأس -إن شاء الله تعالى-؛ لكن لا بد من أمنِ الفتنة مع عدم الاسترسال؛ لأن مثل هذا قد يكون في أول الأمر تؤمن الفتنة؛ لكن مع الاسترسال والأخذ والرد يقع في قلبه شيء، لا سيما إذا كان ممن في قلبه شيء من المرض، ولم يخلُ إلا القليل النادر في هذا الزمان لا سيما مع الوسائل -وسائل الشر- التي وجدت بين المسلمين، مما زادت من أمراض القلوب، لا سيما فيما يتعلق فيه بالنساء، وصور مرئية ومسموعة ومقروءة، وأمور يعني لا تخطر على بال، فمن الخير كل الخير أن لا ترى المرأة رجال ولا يرونها هذا من جهة، وأن لا تكلم الرجال إلا بقدر الضرورة، ولو كتبت هذه المشكلة وأعطيت الأخت ليقرأها زوجها ويجيب عنها كان محققاً للهدف من غير ترتب أي محظور، والله المستعان؛ لكن يبقى إذا أمنت الفتنة، ودعت الحاجة، والكلام بقدر الحاجة من غير خضوع فلا شيء في ذلك -إن شاء الله تعالى-.

أثابكم الله، السؤال الثاني يقول: فضيلة الشيخ -أحسن الله إليك- ما الفرق بين حرف المعنى والمبنى وجزاكم الله خيراً؟

حرب المبنى التي هي حروف التهجي ألف باء تاء ثاء ... إلى آخره، التي تبنى منها الكلمات، حروف المعاني يقصد منها الكلمات التي تحمل المعاني، ولا يقصد بها الحرف الاصطلاحي الذي لا يصلح مع دليلُ الاسم ولا دليل الفعل، بل هو أعم من ذلك، الاسم حرف والفعل حرف، والحرف الاصطلاحي حرف، فمثلاً: هل (الم) مثل (ألم)؟ {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ} [(2) سورة البقرة] مثل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [(1) سورة الفيل]؟ هل هذه مثل هذه؟ يعني على أي شيء بين (الم) و (ألم)؟ لا، ومع ذلكم (ألم) ثلاثة حروف على القول المرجح عند جمهور أهل العلم؛ لأنه يصدق عليه أنه حرف، الهمزة حرف لغةً واصطلاحاً وعرفاً، ومثله اللام والميم يعني إذا قلنا: أن المراد به حرف المعنى قلنا: (ألم) هذه كم؟ حرف وإلا حرفين؟ حرفين، الهمزة في المثال حرف معنى، و (لم) حرف معنى أيضاًَ، فهما حرفان بدلاً من أن تقول: ........ حرف.

أثابكم الله، وهذا سؤال أيضاً عبر الشبكة المذكورة يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو التفضل بالإجابة على سؤالي وهو: أن زوج أختي عندما كان صغيراً فتح له أبوه حساباً في البنك باسمي، وذلك في أحد الدول الأوروبية، وعندما كبر ووجد طبعاً في حسابه طبعاً مبلغاً كبيراً من الربا فاحتار أن يضع هذا المال الحرام بالنسبة ... فقيل له: إن هذا المال حرامٌ عليك وحلالاٌ على غيرك، فقرر إعطاء هذا المال لأخي حتى يبدأ به حياته، وأخي غير متزوج مع العلم أننا -والحمد لله- لسنا فقراء، وغير محتاجين، لكن قلت في نفسي: إن هذا المال المفروض إعطاءه للفقراء بنية التخلص منه، لا بنية الصدقة، سؤالي هل أخذ أخي لهذا المال حلالٌ له، وهل هذه القاعدة صحيحة بأنه حرامٌ على زوج أختي وحلالٌ على غيره.

الفوائد الناتجة عن الربا بالصور المحرمة لا شك أنه سحت، وخبيث وحرام، لا يجوز استعماله، ولا يجوز الإنفاق منه في سبيل الله إلا على سبيل التخلص منه؛ لأنه خبيث، والله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، وجاء في كسب الحجام أنه خبيث ((أطعمه ناضحك)) فإن أعطي وأطعم ما لا يعقل، أو صرف في المصارف الخبيثة كدورات المياه، وما أشبه ذلك فلا بأس حينئذٍ بنية التخلص، أما كونه يأخذه شخص ليأكله ويستفيد منه، ويبني عليه جسمه وجسده وجسد من يعول، فهذا ليس بصحيح، إنما يتخلص منه للمصارف الدنيئة، ولا يدخل هذا في عموم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الأموال التي فيها الشبهة تسدد منها الديون، هذه ليست شبهات، هذه محرمات صريحة، مقطوع بها، فلا يقال: هذه من الشبهات التي ذكرها شيخ الإسلام، فإذا تاب المرابي فليس له من المال إلا رأس المال، على خلافٍ في رأس المال هل المراد به في أول دخوله هذه التجارة، أو المراد به عند التوبة، قولان لأهل العلم، والجمهور على أنه عند دخوله في التجارة، فإذا افترضنا أن شخصاً زاول تجارة الربا الصريح بمبلغ ألف ريال، ثم استمر على ذلك عشر سنوات، فنظر في الحساب فإذا فيه مليون ريال، الحساب فيه مليون ريال، وفيه مائة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير