تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بينهما يعني نتصرف تصرفات لا نعي معناها ولا نعرف آثارها كما أنني ليس من حقي أن أخطأك وأنت تتبع هذا العالم الجليل وهو قول من أقوال السلف ليس من حقك أن تخطأني وأنا على قول إنسان من أهل العلم وله دليله هذا الذي عاشت عليه الأمة وكان عليها سلفها أن المسائل الخلافية الفقهية إذا قال إنسان فيها بالدليل وله سلف لا ينكر عليه ولا يثرب عليه تقول له: يا أخي هذا الذي أنت رضيته فيما بينك وبين الله وهذا الذي أنا رضيته فيما بيني وبين الله لا تعتب علي ولا أعتب عليك أنت لك سلف ولك حجة وأنا لي سلف ولي حجة وينتهي الأمر.

هكذا كان الصحابة-رضوان الله عليهم- مع وقوع الخلاف بينهم في المسائل؛ لكن يصلي بعضهم وراء بعض ويترضى بعضهم على بعض، أما أن يدخل الإنسان في أي مسألة فقهية وهو يحس أنه لا يصيب إلا شيخه وأنه لا مصيب إلا من تلقى عنه العلم فقد حجر واسعاً واعتقد ما لا يجوز اعتقاده فكل يخطيء ويصيب ولكن عليه أن يقول قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري في اعتقادي خطأ يحتمل الصواب وأتعبد الله بهذا، وكنّا إبّان طلبنا للعلم كان مشايخنا-رحمة الله عليهم- يوصوننا بأن نلزم الدليل ما دام أنهم قالوا بقولهم ولهم حجة ودليل فإننا نلزم ذلك ولا نلتفت إلى تشويش أحد ثم شاء الله سبحانه وتعالى أننا ارتحنا من كثير وكنا نرى بعض زملائنا يختلفون ويتناقشون وإذا بالأمر يستجريهم الشيطان إلى درجة طعن بعضهم في مشائخ بعض وكلام بعضهم في شيخ الآخر حتى-نسأل الله السلامة والعافية- يقع في هذا الإثم العظيم ومن أعظم ما رأيت بلاءً وشقاءً على الإنسان عداوته لأهل العلم إذا لم يكن أولياء الله العلماء فلست أدري من هو ولي الله؟!

ومن هنا ينبغي الحذر من مثل هذه الآفات أقول هذا؛ لأنه بلغنى عن بعض طلاب العلم-أصلحهم الله- أنهم يجلسون في المساجد ويتناقشون في بعض المسائل الخلافية في الاعتكاف ويثرب بعضهم على بعض إذا اختلف عالمان قال أحدهما: هذا جائز لكذا، وقال الآخر: لا يجوز لا تعتب على هذا ولا تعتب على هذا وقد صح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قصة بني قريظة أن الصحابة اختلفوا في فهم قوله-عليه الصلاة والسلام-: {لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة} فصلى طائفة في الوقت مراعاة للأصل وعندها حجة وصلت طائفة بعد خروج الوقت مراعاة للمكان على ظاهر اللفظ قال الراوي: " فلم تعنف كلتا الطائفتين " هذه هي السُّنة، فالذي لا يعنف العلماء والذي لا يعنف طلاب العلم الذين يخالفونه فقد أصاب سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهديه والذي يعنف خالف سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تعنفه وعنده دليل وعنده حجة لا يجوز هذا ما دام أنه عنده دليل وعنده حجة واضحة وله سلف، أما إذا كان قولاً شاذاً فهذا أمر آخر لا إشكال في رده وبيان عوره ونقصه وأنه لايجوز للمسلم أن يعمل به وإنما يحكى من باب العلم والتنبيه عليه.

- من الأمور التي يوصى بها من يريد الاعتكاف وهي الوصية الأخيرة أن طاعة الله عز وجلَّ تلتمس من حيث بَينَّ في كتابه وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا اعتكاف بإضاعة الواجبات لا يعتكف المعتكف وعنده حقوق وواجبات تضيع باعتكافه فإن الفريضة مقدمة على النافلة والله-تعالى- يقول في الحديث القدسي: {ما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضته عليه} فالذي عنده والد يحتاج إليه أو والدة تحتاج إليه أو والدان يحتاجان إليه عليه أن يلزم رجلهما فإن الجنة ثم قال: - يا رسول الله - أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {أحي والداك؟!} قال: نعم. قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ففيهما فجاهد} وفي السنن أنه جاءه رجل فقال: - يا رسول الله - أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد وتركت أبوي يبكيان قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {أتريد الجنة؟} قال: نعم. قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما وأحسن صحبتهما ولك الجنة} هل هناك أفضل من صحبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحبته في الجهاد!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير