تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنما يقال ذلك لمن قال لك لا أصليها جماعة أو قال لك لا أرى وجوبها تقليدا وهو مع هذا يناظر عليها.

أما أنا، فقد ذكرت لك أدلة أهل العلم، فجئتنى تقول: " فنحن نعبد الله بالنصوص الشرعية لا بزلات الفقهاء"، وفي جملتك طامة عظيمة لو تنبهت يا حبيب.

فإن إخراج أمر صلاة الجماعة من دائرة الخلاف السائغ الذى يحل لطلبة العلم أن يتناقشوا فيه ويعمل كل بما ظهر له من دليل إلى دائرة الزلل أمر عظيم.

أخشى عليك أن تكون من هؤلاء الذين لا يفرقون بين ما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ.

ولتعلم أخى الحبيب أنى كنت على القول بوجوبها زمنا ليس بالقليل تقليدا منى لأغلب مشايخنا السلفيين حفظهم الله ورحم من مات منهم، والعجب كل العجب أنى كنت أظن نفسى وقتها متبع للدليل وناظر فيه ومحقق لأدلة الطرفين ومرجح بينها. شأنى فى هذا شأن كل غر متشدق.

ولست أدعى لنفسى اليوم علما لست أهلا له، ولكن المرء يزداد بصيرة يوما بعد يوم، وتقبلا للخلاف وأهله وسعة صدر لم تكن محصلة بادىء الأمر.

أخى الحبيب ...

أما عن النصوص الشرعية، فقد ذكرت لك طرفا من أدلة القائلين بعدم الوجوب لم أجد منك ردا عليه، ورددت لك على طرف من أدلة الموجبين لم تزدنى بتعقيبك عليها إلا يقينا فى صحتها لأن الشيخ يوسف القاسم المنقول عنه لم يجب عن تلك النقاط التى ذكرناها المتعلقة بأدلة الموجبين.

وأنا ألتزم أنا أتناقش وإياك حول تلك الأدلة فأعرض دليلا وتجيب عنه وتعرض دليلا وأجيب عنه إن شاء الله رب العالمين إن أردت، لا على وجه المناظرة وإنما على وجه المذاكرة كما يتذاكر طلبة العلم فى المسائل التى لا تطرح إلا على موائدهم بين فضلائهم الذين يعرفون ما يسوغ وما لا يسوغ فيه خلاف.

ولكن ..

قبل ذلك، لم لا نحرر قول أهل العلم فى المسألة؟

ثم نتبع ذلك بالنقاش حول الأدلة.

أولا: هل وقعت عينك على نص لأحد من أهل العلم أصحاب كتب الخلاف العالى والفقه المقارن يقول فيه أن جمهور أهل العلم على وجوب صلاة الجماعة؟

أجبنى عن هذه وأتبع إجابتك بإجابتى إن شاء الله.

ثانيا: ما هو المعتمد عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة؟

ثالثا: مناقشة الأدلة ومقارعة الحجة بالحجة مذاكرة لا مناظرة.

رابعا: سؤال سألته على وجه التعلم، من ممن أوجبوا صلاة الجماعة أوجبها فى المسجد وأثّم المصلى فى البيت جماعة؟

أخيرا يا حبيب، هون على نفسك وليتسع صدرك للخلاف كما وسعته صدور الأولين السابقين، فإن ما وسعهم يسعنا ولا نضيق إلا بما ضاقوا، والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير