يا شيخ أحمد حفظك الله هذا أمر فيه سعة عند أهل العلم والأصل عندهم حسن الظن في العلماء وتقديرهم وترك الخوض فيما يغري الجهلة بالتطاول على علمهم وفهمهم، وإن كان هناك تفاوت في أعيان العلماء رحمهم الله فما أورده الطبري لا كما أورده الثعالبي وما يورده شيخنا د. عيسى السعدي لا كما يرويه غيره في هذا الزمان وهكذا ..
وقد غمز البعض جملة من مفسري السلف رحمهم الله بإيرادهم لبعض الروايات عن بني إسرائيل بلا سند أو بقلة تحقيق، ورد الجهابذة على الغامزين كما سترى في آخر هذه المداخلة من كلام القاسمي رحمه الله!!
فالتشدد في ذلك ليس من نهج الأئمة وبالذات إذا كان الناقل من العلماء الأعلام الثقات كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله سره بقوله: (قول أحمد بن حنبل: إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد، وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال: ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به؛ فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملًا من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم؛ ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره، بل هو أصل الدين المشروع.
وإنما مرادهم بذلك: أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع؛ كتلاوة القرآن، والتسبيح، والدعاء ... )
وقوله: (وإذا احتمل الأمرين روي لإمكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه، وأحمد إنما قال: إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد، ومعناه: أنا نروي في ذلك بالأسانيد، وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم. وكذلك قول من قال: يعمل بها في فضائل الأعمال، إنما العمل بها العمل بما فيها من الأعمال الصالحة، مثل: التلاوة والذكر والاجتناب لما كره فيها من الأعمال السيئة.)
وأما إيرادي لكلام ابن حجر المجمل المؤيد لنقل شيخنا د. عيسى السعدي فقد ظننت أن كلام شيخ الإسلام فسره،ولا أري تصادما في فيما نقلته أنا وفيما أكملتم نقله أنتم يا شيخ أحمد بارك الله فيكم من الأقوال التي ذكرها ابن حجر، فكيف يكون هناك إلزام ومخالف ما لم يكن هناك تضاد أصلا؟!
ولكن أقول من علم من أي معين يستقي العلماء شرب القراح صافيا مطمئن النفس لا يغص به لعلمه بالعلم وأهل العلم!
قال القاسمي في تفسيره رادا على من غمز على الأقدمين من الجهابذة المفسرين إيرادهم لبعض الآثار عن بني إسرائيل وأنبيائهم في كتبهم كيفما كانت بسند وبدونه: [ومع ذلك فلا مغمز على مفسرينا الأقدمين في ذلك طابق أسفارهم أم لا، إذ لم يألوا جهداً في نشر العلم وإيضاح ما بلغهم وسمعوه؛ إما تحسيناً للظن في رواة تلك الأنباء لا يروون إلا الصحيح، وإما تعويلاً على ما رواه الإمام أحمد والبخاري والترمذي عن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، ورواه أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج). فترخَّصوا في روايتها كيفما كانت، ذهاباً إلى أن القصد منها الاعتبار بالوقائع التي أحدثها الله تعالى لمن سلف؛ لينهجوا منهج من أطاع، فأثني عليه وفاز، وينكبوا عن مهيع من عصى فحقت عليه كلمة العذاب وهلك. هذا ملحظُهم رضي الله عنهم.]
قلت: ما أحسن ما ذهب أهل العلم إليه من أدب وحسن ظن!
شرفني حواركم يا شيخ أحمد
حفظكم الله وبارك فيكم ورزقني وإياكم تقدير أهل العلم وحسن الظن بعلمهم وفهمهم ..... آمين
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[15 - 10 - 09, 11:12 م]ـ
شرفني حواركم يا شيخ أحمد
حفظكم الله وبارك فيكم ورزقني وإياكم تقدير أهل العلم وحسن الظن بعلمهم وفهمهم ..... آمين
شرَّفكم الله ورفع قدركم وجمعنا وإياكم في مستقرّ رحمته. أهلُ العِلمُ هم تاجُ رؤوسنا، ولسنا أهلاً لأن نحمل نعالَهم أعزّكم الله. وإنما نسأل ونتناقش طمعاً في المزيد، فطالب العِلم لا يشبع. ولستُ شيخاً وأنَّى لي ذلك.
ونسألك الدعاء الخالص بظهر الغيب
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 04:01 م]ـ
سؤال أخي أبو بشر الغامدي .. حفظك الله ..
هل قال النبي عليه الصلاة والسلام (حدثوا عن الكذابين الذين يحدثون عن من يحدث عن بني إسرائيل ولا حرج)؟!!!
أم قال عليه الصلاة والسلام (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)؟؟؟!!!
ثم إن النقاش في أصله لم يكن عن سند الأثر وإنما كان عن قول عيسى بن عبدالله السعدي: [[فعلى المسلم أن يحرص على هذه الدعوة المباركة المشتملة على كثير من معاني التوحيد والإخلاص]]
فهل أنت تقول بأنه يجوز الدعاء بهذا اللفظ؟!!! وجعله من أذكار التداوي؟!!
لقد رد العلماء قول من قال يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمل .. وأما أن يقال أنه يجوز أن يتعبد بأثر رواه كذاب عن وهب بن منبه منسوباً إلى بني إسرائيل ..
هذا لا يقول به أحد ..
¥