ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم .. ومووضعاتك شيقة ..
ومعلوم بأن الله لم يزل فعالا لما يشاء وهذا كمال له سبحانه .. ومسألة حوادث لا أول لها التي تذكر في هذا الباب تتكلم عن صفة الخلق لله ..
فما القول حينئذ في باقي صفاته التي أشرت إليها في نقولاتك بارك الله فيك .. مثل أنه يبديء ويحسن ويعاقب الخ .. هل رب العزة متصف بها ازلا وإذا كان ذلك كذلك فما أثرها في الأزل؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:10 م]ـ
وفيكم بارك الله وجزاك الله خيرا
تعلم أن أهل السنة والجماعة يقسمون الصفات إلى ذاتية وفعلية
والذاتية هي الملازمة لذات الله أزلا وأبدا كالعلم والسمع والبصر إلخ
والفعلية هي المتعلقة بمشيئته وإرادته كالخلق والرزق والإحياء والإماتة إلخ
وهذا القسم الثاني يفرق العلماء فيه بين النوع والآحاد وهو المعبر عنه " قديم النوع حادث الآحاد "
ويعنون أن نوع الصفة ثابت لله تعالى وهو المعبر عنه مثلا فاعل بالقوة رازق بالقوة متكلم بالقوة وهو قابلية الله لهذه الصفات.
وحادث الآحاد ويعنون أنه يفعل هذه الأفعال تبعا لمشيئته واختياره - وأفعال الله لا عد لها ولا حصر -.
وأهل السنة لما قالوا بجواز حوادث لا أول لها لأن من صفات الله الحياة والحياة لازمها الفعل والفعل من صفات الكمال وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل سبحانه كما تقدم كالخلق والرزق والمغفرة إلخ لأن استناد هذه الأفعال إلى الأول الذي ليس قبله شيء ولا يلزم من ذلك ما ظنه أهل الكلام أن يلزم قدم الممكنات لأن الفعل يسبق المفعول أو المعبر عنه أن العلة تسبق المعلول.
وأهل السنة - انتبه لهذه الكلمة (قالوا بالجواز أو الإمكان) وما بين القوسين نضع تحته خط يعني (يخلق أو لا يخلق يرزق أو لا يرزق إلخ) فالمرجع إلى مشيئته وإرادته سبحانه مع بيان ما قدمنا أن فعله أكمل من أن لا يفعل.
وفعله سبحانه يتعدد ولا حصر له كما قدمنا من خلق ورزق وإحياء وإماتة.
فلا يتصور الرب سبحانه معطلا عن أفعاله حتى يقال هل لابتداء هذه الصفة زمن فهو الأول الذي ليس قبله شيء.
فلا مانع من القول أن الله خالق ورازق ومحي ومميت وغفور إلخ من هذه الأفعال التي لا حصر لها منذ الأزل لأن تعلقها واستنادها إلى الحي الفعال الأول الذي ليس قبله شيء كما تقدم من كلام الشنقيطي رحمه الله.
هذه محاولة مني لتقريب الجواب والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:15 م]ـ
بارك الله فيكم ويبدو أنك تنبهت لما أردته .. إذا جاز أن يقال انه مميت ومحيي وباعث ومبعيد بالقوة لا بالفعل فكيف لا يقال ذلك في الخلق.أنا أعلم أن شيخ الاسلام قال بإمكانية حوادث لا أول أو بالجوازلكنه لم ينفِ حدوثها وهذا معلوم مشتهر وقرأت لبعضهم وهو الجامي أنه يقول بإمكانيته مع أنه لم يحدث .. المسألة دقيقة أرجو أن تفهم مقصودي إذا جاز القول بأنه رازق بالقوة او فاعل بالقوة لماذا لا يقال كذلك أنه خالق بالقوة سبحانه وتعالى .. ثم إن هنا نقطة مهمة وهي عندي فعلا مشكلة .. ألا وهي أننا نقول في بعض الصفات حادثة قديمة النوع حادثة الاحاد أو يقال إن جنس الصفة أزلي .. إذا قلنا ذلك وضممنا إليه قول بعض أهل السنة إن جنس المخلوق أزلي فقد يتبادر إلى الذهن والحالة هذه أن الصفة التي جنسها أزلي والمخلوق الذي جنسه أزلي قد اشتركا في قدر من الأزلية .. وهذا يرده العقل والمنطق بل وفي كلام شيخ الاسلام ما يرد هذا الكلام صراحة .. فهل يتعين حينئذ أن تحمل مسألة حوادث لا أول لها على الجواز أو الإمكانية فقط .. وتنبه لكم فقط بارك الله فيكم ..
والسلام عليكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 06:41 م]ـ
وفيكم بارك الله
1 - قولك "جنس المخلوق أزلي " هي بالذات قول أهل السنة حوادث لا أول لها؛ ولا يلزم أيها الفاضل أن تساوي أولية الله لسببين:
الأول:أنها مسبوقة بعدم والله هو الأول الذي ليس قبله شيء.
والثاني:وهو ما اتفق عليه العقلاء في عدم مقارنة الفعل للمفعول والعلة للمعلول فلا بد أن يتقدم الفعل على المفعول ومن باب أولى الفاعل وهذا واضح بين.
2 - أهل السنة قالوا بالجواز أو الإمكان لأن من صفات الكمال لله دوام الفاعلية كما قال الدارمي: الحي هو الفعال فمن لوازم الحياة الفعل؛والأكمل هو الفعل؛ فالله له المثل الأعلى سبحانه؛ وهذا يدل عليه استقراء النصوص وكان الله عزيزا حكيما ... قال ابن عباس كان ولم يزل.
وأهل السنة لما قالوا بالجواز والإمكان لأن مرد هذه الصفات الفعلية لمشيئته واختياره.
ومعلوم أن طرفي الجواز هما الفعل أو عدم الفعل وطرفا الممكن الوجود أو العدم فلذلك قالوا بالجواز والإمكان.
فملخص القول: الأرجح و الأكمل هو دوام الفعل لله بأنواعه من خلق ورزق وإحياء ...
والله أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:33 م]ـ
بارك الله فيك نعم هذا واضح في قضية أن الفعل يجب أن يتقدم على المفعول .. وهذا قد قرره شيخ الاسلام كثيرا في مواضع رحمه الله.
لكن هنا انا اتكلم في قضية أن هذا ممكن وجائز لا يستلزم وجوده ولا ينفي امتناعه .. وتبقى القضية أن الله كائن قبل كل شيء ولا أزلي غيره وهو سبحانه الأول الذي كان ولا شيء غيره .. وقولنا أنه موجود قبل كل موجود يدل على أن لكل موجود بداية وهو لا بداية له .. وإذا كان لكل مخلوق بداية فلا أستطيع أنا تصور وجود حوادث لا أول لها في الخارج مع إمكانيته في الذهن .. فهو ممكن في الذهن لكنني لا أتصوره في الخارج لأن القول أن كل منهما أزلي يقتضي القول بأنه لا بداية لجنس المخلوق وهذا الذي لم يطمئن قلبي إليه ..
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
¥